مأمون أحمد مصطفى

قيل لنا قِيلَ لَنَا ذَاتَ يَوْمِ اِحْمِلُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ كَخَادِرَة أَوْ كَيْسَرُوعْ صَنَوْبَرْ اِنْتَشَرُوا كَجَرَادِ يَمْتَصّ اَلْغَابَاتِ فِي اَلْأَرْضِ مُتَّسَعَ لَكُمْ وَفِي اَلْأَرْضِ مُتَّسَع لِلْمَوْتِ وَالْإِبَادَةِ (2) كُنَّا يَافِعِينَ، أَنْقِيَاءَ...
"1" لريما كل المسافات كل الثواني وكل البدايات ككون مشدود من ثرى الأرض للثريا في قبة سماء في رحم مظلل بسماء وسماء وزيتونة الفية تمسك الأزمان كلها من نهايات النهايات “2” لريما كل شيء ممكن مباح، حر، طليق، نسر يحمل الأرض من أطرافها يلملم الأوراق من رحم صخرة صماء ينثر المجهول فوق...
"1" لين تفاحة بيضاء أجاصه تقطر عسلا حبة تين منداة رمانة تفتح أبواب الغيب لوزة تعتق الازمان في نواة النخيل كوز صنوبر ينثر المدى عطرا سنديانة تخبئ الدهر في الينابيع في الخمائل والغدائر والجداول رائحة الظل والطل والندى حين ترقص فوق الموج تهتز الأناشيد، تعزفها الرياح تلقحها البدايات،...
" يما ودعيني قبل ما امشي... ولا تدري بعثراتي وانا امشي ". أغنية طويلة كان والدي – رحمه الله – يشدو بها بين الحين والاخر، بنبرات مصدورة مجروحة، ولكني لسوء الحظ، لا اذكر منها إلا مطلعها هذا، لكنها كانت منذ بدايتها وحتى نهايتها تغرق في حزن عميق يسكن الكلمات ويفيض بشجن المعاني، وكان كل مقطع من...
كل كلمة في هذه المقالة، أتت كما هي، وما جرى عليها من تعديل، فإنه لم يتجاوز تعديل التنضيد والتنسيق، دون التدخل بمحتواها وفحواها، ودون لَيّ للمقصود أو تحويره. ونظرا لخطورة الموضوع، وحساسيته، فقد استبدلت اسم المحاور إلى الرمز "س". وهذا هو التبديل الوحيد الذي قمت به لأسباب ارتأيتها، ولا أعلم إن كنت...
رسالة مفتوحة إلى شهداء فلسطين مأمون أحمد مصطفى كل حرف هو بالحقيقة بداية، وكل كلمة خطوة تسير لتقطع خط البداية، وكل جملة انطلاقة، انطلاقة للتحرر من قيود الجمود والتصلب، انطلاقة لا يعرف معناها ولا يدرك مغزاها إلا من رجف قلبه وهو بعيدا عن أجسادكم مع رجفات أنفاسكم وهي تجاهد الموت والمستحيل،...
حوارية قال لي: - أنا أعرفك منذ زمن بعيد، بيني وبينك اتصال، تخاطر، رسائلك لم تكتب بالأحرف، ليس لها مفردات، لا تتشكل من الجمل، لكني أعرفك جيدا، رسائلك كلها فيً، في مخزون ذاكرة خاصة، ذاكرة تحاصر الزمان، تحاصر المكان، تقتحم مجهول الأقبية والسراديب والدياجير. قلت: - وأنا أعرفك، ملامحك، كل...
لا أعرف ما الذي يعتريني؟ ولا أعرف كيف يتحول الرأس إلى مخزن للألم الضارب؟ حتى لتحس للحظات بأنه سيتوقف عن العمل، وربما من شدة الضغط والترجرج، سيتناثر إلى شظايا على شكل ذرات موزعة، لا ترى ولا تلمس، ويبقى الألم مسيطرا، فلا الرأس متوقف، ولا الشظايا متناثرة. أَخرُجُ إلى باب المنزل، أُعَرّضُ رأسي...
[/B][/CENTER] كان لي صديقٌ، حادُّ الذكاء، عميقُ التجربة، قضى في سجون الاحتلال عقدين من الزمن، وزعها بين العذاب والزنازين، وبين الأسى والشوق والاشتياق، لكنه ظل شامخا، صامدا، مستقيم الظهر، مرفوع الهامة. ينظر إلى العالم والأحداث، بعينين لامعتين، ترسلان بريقا يَشِي بعمق النظرة وَحِدَّة الفكرة،...
حـديث البـطـولـة - حدّثْني عن البطولة، عن الرجولة، عن الرجال، أخبرْني كيف يخرج الآحاد من بين الملايين، ليكونوا غُرَّةَ الكون وتاجَ التاريخ؟ عن عقولهم، وأفكارهم، عن نفوسهم وتطلعاتهم، عن قسماتهم وملامح الأرض التي تسكن خطوط وجوههم وقلوبهم، عن كل شيء فيهم؟ - وهل تحتاج البطولة إلى حديث؟ هل...
ذات يوم فاجأني أحد الأصدقاء بسؤال غريب، لم أكن أتوقع أن أسمعه يوما ما، وخصوصا من صديقي المعروف بقوة شخصيته ورزانته واتزانه وتعففه عن استخدام ألفاظ غير محسوبة، أو أسئلة تقود نحو الحرج والخجل. سألني: ما الفرق بين ما أنت عليه الآن، وبين زمن كنت فيه طفلا؟ قلت: بين أعطاف الطفولة كنت أملك حريتي...
6- 2006 شهر جديد، لا علاقة له بأشهر العمر التي مرت وقطعت سنين عمري المثقل بالوجع والهم، فيه تكوَّنَ حزنُ الفرح، ومنه انبثقت دموع عذبة، خالصة الصفاء، وفيه توزعت نفسي على مرافئ الأحاسيس المجهولة المغلفة بوضوح الغموض، وصفاء المجهول. 10- 06- 2006 بدأت الأيام تنهب حواف الزمن، وميناءُ الساعةِ...
تتسارع الأشياء، تكتمل، تتوالج الظلمات مع انبثاقات النهار، تتوثب الرؤى لتنازع المعلوم مرورا لطيفا بين خفقات المجهول، تندفع الطاقة الكامنة من روح تشعر بتحدب اللحيظات القادمة، تتدلى أيام العمر أمام العينين، كعناقيد من وهج متفجر، ترسل بريقا يمتزج فيه الأصفر مع لون الغروب، تتلاقح الألوان وتتزواج،...
بيني وبين الموت علاقة معقدة، مركبة، متناقضة، تسكن الوعي، وتقيم في اللاوعي، يغلفها المجهول، ويتلحفها المعلوم، توطدت المشاعر والأحاسيس فيه، حين كنت أحاول النهوض من الحبو وما قبل ذلك، وحتى الوصول إلى نقطة الوعي الأولى، كان يبحث عني، وكنت أبحث عنه، مطاردة حامية، فيها لهاث متبوع بلهاث، وحمحمة تتلقفها...
ذات قول قلت: بأن حذاء فتاة مسلمة في فرنسا، خيرت فاختارت، خيرت التمسك بوعيها وثقافتها وتاريخها وإدراكها ودينها، بين الحجاب الذي يشكل كيانها العاطفي والنفسي والعقلي والإيماني، وبين مستقبلها الذي سينسف ويجتث ويمحى كنثار الممحاة، فاختارت بعزم الإرادة الحرة، وإرادة الوعي المحزم بالثبات، والمرصع...

هذا الملف

نصوص
42
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى