عزة كامل المقهور

إلى الأستاذ سالم قنيبر... بحثاً عن مدينتي التي أحب. ركنت سيارتها في أحد الأزقة الهادئة بالمدينة، أطفأت المحرك، أخرجت هاتفها النقال، أرسلت رسالة نصية "أني بره نراجي فيك.. سيارة بيضا"، انتظرت. كان الزقاق مغلقا بخيمة واسعة، بها فتحتان جانبيتان تطلان على الرصيف، تنتصب أمام بيت العزاء. لم تسمع...
تنبح الكلاب في شارعنا كل ليلة حتى ينقشع عنها الصباح، فيتحول نباحها الى عواء ثم يهجع… تتحرك في وسط الشارع بشيء من الحرية، تقترب نحو صناديق القمامة، ترتفع اليها بأقدامها الامامية، تنبشها بأفواهها، تلتقط ما يسد جوعها ولا تتجاوزه، تلعق فمها بلسانها، تدفع جسدها بأقدامها إلى الخلف وتهبط على الأرض...
حين وقفت زينوبة أمام صنبور المياه عند الفجر.. كانت ترتعش ليس من البرد فحسب ولكن من شعور مرتقب ببرودة المياه التي ستنهمر على يديها الحمراوين والمنتفختين من شدته. انقطع التيار الكهربائي منذ الأمس، ولم يكن لزينوبة إلا أن تستعد له. ارتدت الروب الصوف فوق فستانها القطيفة الطويل، وجوارب يصل حتى...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى