حيدر غراس

ليتني عراف أجيد لغة الشعر، أكتب بدخان البخور والحرمل البلدي تعاويذ القصيدة، ولكن أنى لي كل ذلك؟ تراودني فكرة أن أفض بكارة قصيدة، أغتصبها ولو بحرف عنين يعاني من سيلان السين المستديم..! القصيدة فرس حرون، ترفس وترفس كلما دنوت وأخذتها مني تأبى أن تفرج ساقيها، تضمهما بواو صغير أملس يعتلي فخذيها،...
«على قلقٍ كأن الريح تحتي». (المتنبي) فتقٌ في مشيمِ الكونِ الرمادي سرةٌ ملساءُ حبةُ زئبقٍ رماديةٌ مقعرةُ الحوافِ رتقٌ بشاشٍ مهلهلٍ، بكارةٌ حمراءُ أوجاعُ سواليفي البيضاءُ وجعٌ حد التخمةِ، سليبٌ ثوبُ الأماني، لا عزاءَ للذكرياتِ هكذا قالَ الراوي ليسَ للشعرِ جهابذةٌ، وإلا...
"ما الحياة إلّا وداعٌ طويل" هاروكي موراكامي خيطانٌِ أو هكذا خُيِّل لي، برزخان التقيا لحظة إبصارٌ واحدة بؤبؤان تلاقحا، الدمعُ طَلْعُ نضيد.. لاتسأل أحداً عن أحدٍ هنا، الصمت يُجيب، النحيب لا يحتاج لساناً كالمعتاد ممرٌّ باردٌ وطويل، اسطوانات (O2) منزوعة الرؤوس، رؤوس بلا فروات،...
هل لك أن تغسل لطخات الحبر، بدموع الورق...؟ أن تدوزن النعاس، في ربابات الأرق..؟ أن تنقذ أطواق النجاة من سّورة الغرق..؟ ان تسقي الماء اذا بالماء شرق..؟ كلما باضت دجاجة السكّينة في قني، لوحت الديوك لها بالسكاكين، من يومها وانا أسعل للديوك التي تبيض في صدري، بدعوى (السعال الديكي) لا جسد تطاردهُ...
لتكوني امرأة واقعية عليّ أن أتخيّلكِ لتكوني امرأة خيالية عليّ أن أتوقعكِ لا ينقصني الواقع ما ينقصني فلسفةَ الخيال أتحسّسُ قضبان ذاكرتي الباردة في مكان منها عصافير محليّة الصنعِ تتقرفصُ أفتحُ لها الباب لها جناحيّ عصفورة ، لا تطير مرة جربت المشي للدّاخل أخرجوني حافياً لأجرّب المشي للخارج لعلِّي...
العطر العابق بياخة القميص، كفيل أن يوقظ الصحّو لعشرة رجال عادوا تواً من خمارة تقدم لهم عرقا مغشوشا طوال الليل. والأنكى من هذا وذاك أن عطر ياخة القميص عطر مغشوش كذلك! مرة قرأت في كتاب( لايفسد العطر إلا عطار فاسد)؛ إذا، لا علة في العطر ولا في ياخة القميص.. ولا في العرق المغشوش.. ياترى هل في العطار...
(عدّ وانا أعد) أغنية عراقية لا أفقه شيئاً من علم الرياضيات، تروضني دموع المشافي آخر الممرِ لاأدرك شيئاً من المبرهنات، أراهن كل حين على خساراتي لا شأن لي بالجمع، وحيداً طوال المدى لعلمها قسمة ضيزى(1)، ان تلد في قرية منسية..! لذا سأطرح ما تبقى وأضرب راحي براحتي وأبدا بالعد، وكما قالت...
قال: الراهب... كلُّ رجلٍ " تقتلهُ " امرأة ٌ إلا أنا .. فتقتلني جميعُ النّساء ! قال: الشاعر كل ألنساء قصائد لا حاجة للشعراء! قال : ألنحات النساء طين لازب الرجال ماء! قال: الليل النساء نجوم ألارض وأقمار السماء! قال: الفلاح النساء حقول القمح سنابل الله الصفراء قال : البحر نزعت قمصاني أرتدتها عيون...
"يُقل القطاراتُ سواك من العابرين وتبقى وحيداًولا قاطرة" المرة الاولى التي قدم فيها ابي سيجارة لي، كنت اهم للحاق بالقطار الصاعد نحو العاصمة، كنت أحمل حقيبة فارغة، الا من الوجوه، والأيادي التي تركتها على المصاطب الخشبية تلوح للفضاء المترامي في محطة قطار المعقل، من بين تلك الوجوه كان هناك وجه...
لماذا تتركيني للشعر، تديرين ظهركِ لوجه القصيدة، تدركين أن النفس لأمارة بالشعر بعد الفراق..! لا أملك من قلبي إلا دراهم معدودة، وماكنت بالحبِ من الزاهدين..! الإله رحيم لست هنا لأحدثكم عن رحمته فهو لايحتاج شهادة من رجل عادي مثلي رجل يرعى خراف الموتى، واقوالي لا تعنيه من قريب أو بعيد، بدليل لحيتي...
١ تلك الوجوه المستديرة، التي خلقها الرب كاستدارة قرص الشّمس، تتثلث بزوايا حادة كلما لامسها قرح الحيف ، تستطيل بحر الصيف ، تتربع بانكماشات البرد وثقب الجيوب ألانكى من ذلك تتكعب بجيوب أنفية لا ذاكرة للملح هكذا يقول النهر..! ياترى أين أضع فرجار دائرتي..؟ تحيطني أربع جهات الماء، القلب جزيرة...
١ أكوام من الحطب اليابس، خلف تنور الطين، مازلتُ أبحث عن " أحبك " مخبأة فيها، تركها أبي يوماً، ادخاراً لمواقد الشتاء أنبش قلبي بعمود المحراث، أبحثُ بين الجمر و الرماد عن " أحبك "سقطت من فم أمي حين كانت تبتهل بالدعاء أمد يدًا بيضاء، أخلع خبزة سمراء أقرأ "أحبك " على حوافها، كتبها التنور بلوح الطين...
حقيقة كنتُ أود أكتب ، النص منتصباً لكني خشيت سوء فهم بعض الناقدات، كون الإنتصاب يوحي بتأويل آخر يدور فقط بأذهان مابين الأفخاذ فاكتفيت بواقف على مضض رغم أن النص منتصباً ترفرف فوقه الرايات... وحقيقة لا أفقه جمع ناقدة هل هو نواقد ام حمقاوات.. واعلم سلفا أني لن أسلم من لسان إبن( الحلي) سيشرحني...
هل مر بك أن تحيا كأصبع موز معلق في اعلى بسطة البقال؟ مؤمن مرّ بك ذلك، مع أختلاف القرود..! * لاتنسى وانت تُطعم سنارة أحلامك، ان تُلقمها مُشاش قلبك، لعلها يوماً تصطاد الريح..! * حين تتناوشك كلاب الذكريات، لابأس ان تنبح معها، شريطة ان تترك لها بعض من عظام (القص) وأن كلفك الأمر كتابة (نص)..! *...
تربّتُ على كتفي الحياة أُباغتُها... وأرتكبُ المزيد من الأخطاء في محطات العمر المعتمة ..وحيداً امشي ليس هناك ما يدعوني لمعانقةِ رأس شاعرة... أو على الأقل رأسي في أحسنِ الأحوال رأس شمعة ... وفي أوجها ربما رأس عود ثقاب... فوق عظامي...تنمو غابات كثيرة من الأشجار لذا أثأرُ من الدروبِ بشيلة أمي وخواتم...

هذا الملف

نصوص
30
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى