علي حزين

إذا جاء الليل رأيت النوم فر فؤادٌ لا يقر ونفسٍ لا تستقر أرقُ علي أرق قلقٌ فوق قلق وذكريات , كر , وفر فأين أين المفر " كلا لا وزر " ولات حين مقر * إذا جاء الليل تبدو ليّ الشوارع من بعيد , بعيدة رقطاء كالأفاعي العتيدة أو كخيوط العنكبوت الزهيدة والقصيدة العنيدة والعتمة تبتلع الوجوه تبتلع حتى البيوت...
وقف الشيخ العائد من أرض الغربة .. يتوكأ على عصاه النحاسية .. يرتدي ثياباً فارهة داكنة اللون .. جاحظ العينين .. مقروض الوجنتين .. وقد عجل الشيب إليه .. قال الشيخ العائد يحدث نفسه .. ذات لقاء قالت : ــ الطريق محفوف بالمخاطر .. و تلك الصخرة سوف تجلس ـ يتيمة ـ كل مساء .. يدنو الشيخ العائد ...
يفتح الكدر علي مشهد ليلي .. زحام في كل مكان .. الناس يقبلون , يجيؤون من كل حدب وصوب .. الأصوات تتداخل, تتعالي , ومكبرات الصوت المرتفع , تملأ المكان، الزحام علي أشده .. الأنوار معلقة في كل مكان .. تكاد تخطف الأبصار .. مسرح بدائي .. مصنوع من خشب ملون .. يقف علي بابه رجل .. شبه عار، مفتول العضلات...
في آخر الليل .. كل الشوارع .. تورق قصائد .. حكايات أشباح , أشتات رياح وخطأ هزيلة , وذاكرة متعبة أثقلتها الجراح .. تقيأتها فراشات تطير , وفراشات معلقة تمسكها خيوط ضوء والمصابيح ناعسة وهمس القصيدة مثخن بالجراح عائدُ أنا تواً من انكساراتي ووجه غريب يجلس هناك .. وحيداً على مقعدٍ رخامي أرقب في...
أنا إنسانٌ ..؟!. جئتُ من ظهر الغيبِ وخُلقتُ من طينٍ وماءَ وأتيت من صلب أدم , وأمي حواءَ وخلقتُ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ , ثم أتيتُ وفي الأخير سأموتُ لا محالة ــ حتماً يوماً ما ــ سأموتْ وربما سأضرب فخاراً , أو في إناءٍ أو لَبِنَةٌ في جدارٍ متصدع في كوخٍٍ صغير أو في بيتٍ على النيل , أو...
تنويه هام محاكاة للبرنامج الإذاعي الذي كان يقدمه الأستاذ سعد الغزاوي والأستاذة سميرة عبد العزيز .. ويخرجه الأستاذ/ إسلام فارس .. وتأثراً به.. أقدم لكم على غراره... رؤية.... يكتبها ..... ويقدمها لكم ...../ علي حزين قال الفيلسوف ..... الحلقة الحادية عشر عن (الحسد ) كان لي...
وقالت التي ..... تسكنني عند المساء هَيْتَ لَكَ ..... قطوفيَ دانية وظلي ظليل فهيا تَرَيَّض استبح أشجاري واستظل بظلالي ثماري يانعة فاقطف ما شئت وخذ من ثماري ألا تعجبك ثماري أما رأيت النور يجري من خلالي فوق جسدي وعلي أوصالي أما تري الزرع يشتاق إلي الساقي ألا تحب...
ألقيت بنفسي من نافذة القطار .. تكومت فوق الركاب .. ركلتني بعض الأقدام .. أخيراً استطعت أن أتخلص من الزحام ... ـــ " أف "... وضعت حقيبتي...
يضع يده على فمه.. يُكلمها .. ترفع رأسها تجاه حقيبتها الزرقاء .. وهي ترد عليه .. يبلع ريقه بصعوبة .. يضغط على نظارته المقعرة .. يُثبتها .. ويواصل كلامه معها .. وهى تومئ له برأسها وتبتسم .. يضع قدمه في وجه الجالس أمامه.. يمد يده , يشير إلى شيء ما , خارج النافذة .. وهو يهمس في أُذنها .. تضحك ...
لم يبق في الذاكرة غير بقايا من اشجار الثّلج المتوهج في الشريان والوجه الضائع مني وصديد صداي لم يبق في الذاكرة غير أحاجى الصفصاف ونافذة في زاوية اللوحة تٌطُل علي الريح والبحر أمامها ثائر والموج الأزرق يجتاح ضوءاً منكسراً في الزوايا وفي اللوحة ولد معلق فوق جدار وكان فوق المرآة...
اقتربتْ .. همستْ .. - لا تتأخر . قالتها .. وانصرفتْ .. وقف مشدوهاً ..مذهولاً.. وهو يحملق .. هَمَّ بمناداتها .. ولكن الدهشة .. عقدت لسانه .. في البيت .. أرهقه التفكير .. حاول أن ينسى .. راوده النوم .. أعنته .. فنهض .. ارتدى ثيابه المتواضعة .. وحذاءه القديم .. مرق صوب الشارع .. دون أن ينظر في...
يا صديقي لا تسأل أين الطريق ولا تحاول أن تفهم ولا تناقش سواد الليل فلم يعد لدينا شيء يقال لم يعد لدينا إلا الصمت واستحالة السؤال *** فوق سماء المدينة القمر مخنوق بحبل من حرير والسماء ملبدة بالغيوم ولم تعد السماء تشتي علينا لم تعد تبكي , يا صديقي صارت كل الأشياء هباء والليل طويل , طويل...
ابتسمت له وهي تغلق الدار .. تسمر في مكانه .. جلس يفكر .. حدثته نفسه بأشياء كثيرة .. أدار بينه وبين نفسه حواراً طويلاً جداً .. عرض رأيه , والرأي الآخر .. افترض أشياء .. ثم اعترض عليها.. وافق .. رفض.. ثم علل , وحلل .. ما رأى .. وما مرَّ .. وما حدث منذ قليَل .. ولما احتدم الجدل بينه وبين نفسه ...
يجمع كل قواه المنهارة يلتفت إليه بنظرةٍ حادة وهو في شبه انهيار عصبي غير مصدق ما يحد معه، يصرخ في وجه صديقه المبتسم له دائماً بصوت مُتًهَدِّج: ــ مستحيل يحدث هذا صح, أكيد, أكيد أنا بحلم صح , أو على أسوأ تقدير وأسوأ احتمال أنا لست في وعيي أكيد أنا تحت تأثير شيء ما فليكن تأثير البنج اللعيننعم البنج...
روتين.. رتابة ... ملل ... فراغ لا متناهي ... لا جديد ... ما يحدث اليوم ... حدث بالأمس ... وسيحدث غداً ... منذ أن استيقظ ... حتي أنام ... كل شيء عادي ... متكرر ... متماثل ... لدرجة التطابق ... والملل ............. نفس الوجوه التي أراها ... الشوارع ... العربات ... القاطرات ... المباني ... الأماكن...

هذا الملف

نصوص
150
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى