ريتا الحكيم

للموتِ طقوسٌ خاصةٌ في مدينةٍ أقصى أحلامها تأمينُ مساحةٍ ضيّقةٍ تتّسِعُ لقبرٍ، الجميعُ هُنا لا يملكونَ أسْقُفاً يلوذونَ بها منْ بردٍ أو حرّ، لكنّهم يقتطعونَ منْ لحمهِم ليسْتروا آخرَتَهم. أم هادي الدّاية تأخذُ على عاتقِها مسؤوليةَ تشجيعِ المتزوجينَ على كثرةِ الإنجابِ، رغم معرفتِها التّامةِ بحجمِ...
أولاً: النص بقلم: ريتا الحكيم يأتي اليقين بماهيّة الأشياء حين تراها في بؤبؤ عينِ من يتحدّث إليك، في زجاجِ النّافذة، في الصحونِ، والملاعق، وحتّى في السكاكين، لكن في هذه الأخيرة، يبدو الانعكاس مشوّهاً بعض الشيء، كأن ترى وجهك كخابية تسندها أذنان طويلتان تكادان تلامسان كتفيك، وترتطمان بصدغيك عند...
اعترافك الأخير أمام كاهن نزق، يتململ خلف كوته، يدعوك لأن تسهب في السرد، لتأتي خطاياك هطولا على نفاذ صبره، وتشب عن طوق وصايته المزعومة، وأنت كلما أمعنت في تهويل انتهاكاتك، ستجعله يفقد السيطرة على حواسه، خاصة إذا كنت تفضفض له عن معاشرتك لإحدى النساء الجميلات، سيبدي امتعاضه بعض الشيء، لكنه في...
يَحدُثُ أن أَشْعُرَ بعريٍ يَدفَعُني لِأَن أُخفيَ ما يُسَمّونَهُ عَورَةً بغيمةٍ عابرةٍ تُبلِلُ ما يَتأتَى عَن ذَلكَ من خَجَلٍ. أُصدِقُكمُ القولَ أنّ العُريَ في هذا الحَيزِ المكاني الضَيّقِ يُساعَدُني على الاسترخاءِ؛ فلا ياقةُ قميصٍ تضغطُ على رقبتي ولا حزامٌ يَشُدُ على بَطني؛ فأبدو كلوحٍ خشبيٍ...
“باركنسون”! وهنا يطول حديثي عنه وأستفيض في الكلام حتى يمل مني صديقي”شاهر”، إسم يليق بصاحبه؛ فهو على مدار اليوم يشهر عنفه في وجهي، مطلقا تحذيراته عند كل رعشة يد تنتابني أثناء تناولي قهوة الصباح بصحبته؛ لتستكين بعد ذلك وتعود إلى حالتها الطبيعية وكأن شيئا لم يكن. إنه بمثابة جرس إنذار يحوم حولي...

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث
أعلى