مارك أمجد

بعدَ أن أغلقتُ باب الحمّام عليَّ خلعتُ عني بيجامتي ورحتُ أتفحص جسدي جيدًا للتأكد من عدم إغفالي شيئًا ليلة البارحة. أخذتُ أفكر : ابتلى اللهُ الفتياتِ بشَعرٍ في أجسادهن إلا أنه أنعمَ عليهن بماء الورد المُريح من الألم… وقفتُ تحت الماء الساخن مستمتعة بانزلاقه فوق جسدي الأبيض البضّ، الناس لا يعرفون...
الناسُ في حَيِّنا يَكرهون مصنع البارود؛ لأنه لا يصدّر لهم سوى الخراب، ويؤذي صبيانَهم. وكانوا ينبهوننا في المصنع لضرورة اتخاذ الحيطة عند مغادرة أبوابه في كل مرة. لكني رجل ذو طراز يسخّف مِن كل مَنْ لا يرتدي العفريتة. في الحافلة ظلت امرأة ترمق عفريتتي حتى ظننتها مكلومة بابن راح ضحية لإنتاجنا...
مَن نجمة خيالاتك في الحمّام؟ كان يرد: “عمتي”. طوالَ فترة علاقتي بفرانسيس لم يأتِ على ذِكر امرأة غيرها، لذلك لم أشُكّ في رجولته حينما استقبلني عنده بالمنزل ونِمنا معًا على سرير واحد. في المَدرسة لم يظنوه شاذًا جنسيًا، بيْدَ أن الصبيان نبذوه لأنه ينبذ البنات. لم يجربوا مرة استفزازه بأنه بلا...
في ثلاثة عشرة قصة اختتمت بقصة" نشيد الجنرال" التي حملت عنوان المجموعة نفسها. تدور المجموعة القصصية الصادرة عن دار الثقافة الجديدة لـ مارك أمجد ,أغلب قصص المجموعة شخوصها يعيشون في عوالم رمادية وقاتمة , في مساحات ضيقة وفضاءات مقفولة مواطنون مسيحيون يعيشون في جيتوهات مغلقة ,مسرح الأحداث كان شقق...
حتى حينما كانا زوجين جديدين لم تقم ماتيلدا بتحميم بابا. لكن ها هي بقامتها القصيرة ويديها المعروقتين تسكب الماء الدافئ فوق ابنها أشرف. إمرأة كان شعرها يومًا بلون الشمس صار الآن رماديًّا على نحو يروق الفتيات. أما هو فكان ابنًا أصلع له مؤخرة سيدة وعينا طفل. أرهقها تحميمه ومع ذلك أصرت أن تعد الغداء...
نينتي مثلما تُصنع لأي قديسة في العالم أيقونة، يتسلم الرسامون ملامحها من جيل لآخر (وإن حرفوا قليلا في ملامحها وفقًا لأهوائهم) تعلق الأب يوحنا هنري بفكرة أن تكون لابنته (نينتي) هي الأخرى أيقونة. ومن ثَم، كان يتطلب هذا أن تصير أولا قديسة. لكن كيف؟! وهل تُغتصب القداسة أم نرتقي إليها؟ ولمَ لا...
لماذا لم يفعلوها؟ لأن الجنرال تراجَع عن قراره. ألا ترونه مبررًا ساذجًا لنجاتي؟ أتفق معكم جدًا. رأيتها في نومي تضاجِع اثنين من أصدقائي. الغريب أنها فعلتها هذه المرة مع اثنين. استنكرتُ فِعلتها، فهي مخطئة، حتى لو كان مجرد دور تؤديه في حُلم. ألم تعلم أنها في مثل هذه اللحظة داخل رأسي؟ لو...
فكّر القسيس، إن هذا الشاب الساذج لم يفهم النص جيدًا. فهو يؤمن فقط بالأجزاء. جميعهم لا يهتمون إلا بإشباع غرورهم. لاحظتْ زوجته مخاطبته لنفسه. حتمًا سيصاب المسكين بالجنون. سأرسل خطابًا للبابا. تناقلت النسوة والأطفال الخبرَ على نحو يشي بالتصديق أكثر مما يوحي بالهلع؛ الشمّاس الشاب لا يؤمن بقصة...
في غُرَفٍ معتمة وعلى فراش مستأجَر، تحت العَرق والمَني والآهات، تلتحم الآلهة تحت الغطاء، تنكمش كالصغار. تخضع، ربما للمرة الوحيدة، لقوة أعظم منها. ولو علِمنا أننا بفعلتنا هذه نغيّر مداراتها، أو بمعنى آخر جعلناها تتلاشى، لأدركنا أننا أسياد هذه الخليقة الجديدة. حينما أردت أن أضاجع، مِن وسط كل...

هذا الملف

نصوص
9
آخر تحديث
أعلى