شريف محيي الدين إبراهيم

الفصل ١٧ والأخير حين ضغطت زر الجرس ، فاجأنى شخص بفتح الباب ، كان ضخماً، طويلاً، مفتول العضلات، نظر إلى شذراً ثم صاح بى : - ماذا أتى بك إلى هنا ؟ وقبل أن أهم بفتح فمى ، لكزنى بقوة فى صدرى . - ألم أحذرك من قبل أن تبتعد عنها ؟! صحت من المفاجأة : - أنت جاسر !! - يبدو أنك لم تعتبر مما حدث لصديقك...
عدت إلى مجلة ألوان ، بعد أن طلبت منى علياء عدم التخلى عنها وعن مصالح ابنتها ، ابنة صديقى الراحل أدهم ، علمت بخبر مذهل ، لقد تم زواج زيزى وهى لازالت حامل فى شهرها الرابع من ممدوح ، الذى كان فى استقبالى وهو فى غاية القلق . جأتنى زيزى ، رحبت بى كثيراً ، طمأنتها على مصير زوجها ، قلت لها : اطمئنى...
إن بى يقين أن لى معك قصة حب قديمة قدم الأولين !! ترى ماذا كانت تفاصيل علاقتى بك فى تلك الحقبة من الزمن ؟ هل يمكننى أن أتطهر من سطوتك ؟ أن أتخلص منك ؟! أن أبتعد عنك ؟ وصرت أخشى الليل الطويل ، أخاف الوحدة ، أرجف منها فزعاً وألماً . أهرب من نفسى إلى الناس والشوارع والضوضاء ، أتجنب لقائى بنفسى ،...
أتانى صوتك فى الهاتف متحشرجاً ، حزيناً ، مشبعاً بالدموع والألام... - أريدك فى أمر هام. - تعالى إلى فى بيتى . - هل هذا يصح ؟ - وما العيب فى زيارتك لى ، الأصدقاء يتزاورون فى بيوت بعضهم البعض . وعلى غير المتوقع أتيتنى فى منزلى ، كانت مفاجأة ألهبت كل حواسى ، أنا وأنت وحدنا ، بكل جموحك وجمالك الغجرى...
أتيت إلىَّ ...حزينة غاضبة !! - لما تعاملنى بهذه القسوة ؟ - لم تحدث منى لك أى إساءة ، بل إننى أعاملك مثلما أعامل أى شخص فى المجلة . - وهل أنا مثل أى شخص ؟! - أنت التى حددت طبيعة العلاقة بينى وبينك . - قلت لك لنكن أصدقاء . - أه ...أصدقاء ، كيف ؟ - الصداقة الحقيقية شئ سامى رفيع ، كيف لشخص...
ليلى : أصحيح أنك ستتزوج قريباً ؟ - هذا شئ يخصنى وحدى . - أنسيت كل ما كان بيننا ؟ - كان ...كان فعل ماضى . - الماضى ... - نعم الماضى الذى بعته أنت بأبخس الأثمان . - و كل ما أقدمه لك الآن من مال ونجومية وشهرة...أليس هذا فعلاً مضارعاً ؟ أم أنك لا تتذكر سوى الماضى ؟ - دعينا نتطلع لما هو أهم . - ماذا...
استدعانى أدهم إلى مكتبه ، كان غاضباً..... - لماذا قمت بفصل ممدوح ؟ - على مدير التحرير أن ينفذ سياسة رئيس التحرير وليس العكس ، أليست هذه أبجديات الصحافة ؟ - بلا ، ولكنه واحد من أنجح الصحفيين فى المجلة بل فى مصر كلها . - ممدوح ليس إلا إخوانياً عميلاً . - عميل لمن ؟! - عميل لكل من يتأمرون على...
وتنظرين إلى طويلاً ثم تهمسين فى خجل : . فى فترة غيابك إلتقيت بأدهم فى حديقة المنتزه - - أهو الذى طلب لقائك ؟ - بل أنا، لقد كنت فى حالة سيئة ، خاصة بعد مشاجرة حامية بينى وبين والدتى. . بالتأكيد حالتك هذه كانت فرصة كبيرة له - - أدهم وقتها اتهمنى بأننى فتاة لعوب ،وأننى سأسيء إلى سمعته ، وأنه...
بعد يوم واحد ،جئتنى ، هادئة على غير المتوقع ، ثم ألقيت بورقة مطوية أمامى على المكتب ،وهممت بالانصراف دون أن تنبسى حتى بكلمة واحدة ، استوقفتك . - ما هذه ؟ - استقالتى . - لماذا ؟ - هذا أفضل للجميع . - شئ متوقع منك . - أنا لا أستطيع أن أنكر كل ماقدمته لى من رعاية ومساعدة ،فى كرم شديد لم يمارسه معى...
وأنا فى هذه الحالة من انعدام الوزن فوجئت بزيارة علياء لى فى بيتى ... . علياء : أين صديقك ؟ - أدهم فى مهمة عمل بالقاهرة . - بل هو فى شرم الشيخ . - من أين أتيت بهذه المعلومة ؟ - إنه الآن مع إحدى ساقطاته . - أدهم يحبك ، ومن أبلغك بهذه المعلومة لا يريد سوى الإيقاع بينكما . - سبق وأن رجوتك أن تطلب...
حين رفعت سماعة الهاتف أتانى صوت علياء : . عمر ..لى طلب صغير عندك - طلب يتعلق بماذا ؟ - - بالتأكيد يتعلق بصديقك أدهم....أرجو منك أن تقنعه بالطلاق . . علياء ..ماذا تقولين ؟! إن أدهم يحبك - . عن أى حب تتحدث ؟ أدهم لا يحب سوى نفسه - . هذا ظلم كبير للرجل ، إنه لم يبخل عليك بأى شئ - - معك حق ...
حين رفعت سماعة الهاتف أتانى صوت علياء : . عمر ..لى طلب صغير عندك - طلب يتعلق بماذا ؟ - - بالتأكيد يتعلق بصديقك أدهم....أرجو منك أن تقنعه بالطلاق . . علياء ..ماذا تقولين ؟! إن أدهم يحبك - . عن أى حب تتحدث ؟ أدهم لا يحب سوى نفسه - . هذا ظلم كبير للرجل ، إنه لم يبخل عليك بأى شئ - - معك حق ...
لم يكن فى حسبانى حضور أدهم فجأة ،خاصةً بعدما استبدلنا المطعم الذى كنا نلتقى به بكافيتريا أخرى فى منطقة العجمى . نظر أدهم إلىَّ والإبتسامة الصفراء تكسو وجهه ، ثم قال بهدوء مريب : - مفاجأة ليست فى الحسبان أليس كذلك ؟! - ... - عموماً أنا كنت ماراً بسيارتى من أمام الكافيتريا ، ولما لمحت سيارتك واقفة...
علياء وأدهم زوجان لديهما طفلة جميلة ، تزوجا بعد قصة حب دامت عدة سنوات ، تقابلا فى الجامعة ، وقتها كان أدهم طالباً فى السنة النهائية فى كلية التجارة ، بينما علياء فى السنة الأولى لنفس الكلية ، أحبا بعض بمجرد أن ألتقيا ، عارضت عائلة علياء هذا الحب بشدة ، تقدم أدهم للزواج من علياء عدة مرات إلا أنه...
تعددت لقاءاتى بك ، كانت فى البداية بحجة السعى للاصلاح بينك وبين أدهم ،إلا أنها سرعان ما اتخذت منحى آخر تماماً ........ هل هو القدر الذى وضعك فى طريقى أم انها مجرد مصادفة لا معنى لها ؟ تغافليننى لتضعى كل ما تريدين من أفكار فى رأسى ...تأخذيننى من عقلى ...تنزعى عنى كل ما ارتديته من عادات ،...

هذا الملف

نصوص
206
آخر تحديث
أعلى