أحمد أبو خنيجر

ليس المرج ما دفعني للهبوط لكنها رائحة القهوة التى وجت ببطن الكهف، خيط خفيف بين روائح متداخلة للنباتات والصخور وبلل الرمل؛ كنت قد بت ليلتي محتميا بأحد الكهوف من مطر غزير أخذ فى الهطول منذ عصر الأمس، كان المرج تحت عيني وخايلني بيت شعر فى طرفه القصي، لم تفلح عيني فى التقاطه جيدا أو تلمح بادرة حياة...
يمكن للأصدقاء والأرواح أن تأتى على مهل يناسبها، لكنى فى شوق لأن أبدأ. جهزت كل شيء مناسب للوحدة: المقاعد الشاغرة، زجاجات البيرة المشبرة، أطباق الفول السودانى و الذرة المقرمشة، الجبن، ربما كان نوعا أو نوعين، كان البائع فى السوبر ماركت قد غمز بعينه لما سألته عن الجبن الخزين، نظر للكيس الذى أحمله...
سأبدأ مبكرا هذه الليلة يمكن للأصدقاء والأرواح أن تأتى على مهل يناسبها، لكنى فى شوق لأن أبدأ. جهزت كل شيء مناسب للوحدة: المقاعد الشاغرة، زجاجات البيرة المشبرة، أطباق الفول السودانى و الذرة المقرمشة، الجبن، ربما كان نوعا أو نوعين، كان البائع فى السوبر ماركت قد غمز بعينه لما سألته عن الجبن...
.... و لم أستطع البقاء و كل الحبال تجرني، رأيت ثوب الحمى الذي تلبسني عصر اليوم قد بهت، و حلت بجسمي طاقة غريبة تدفعه للتحرك. وجدت الوسادة مبلولة من العرق، و الليل يفترش المكان طاغيا، صيف الدميرة الخانق يحاصر المكان بقسوة غير متسامح مع أي نسمة تود الانطلاق. بحثت بقدمي عن (الشبشب) تحت السرير، و...
عدت في ذلك اليوم متأخرا، وما إن اقتربت من الباب حتى شعرت كأن أحدا داخل الشقة، وبينما أخمن وضعت المفتاح، بدت الحركة التي تأتي من الداخل لشخص داخل شقته، انفتح الباب، ورأيته أمامي بجلبابه الأبيض، واقف أمام المرآة يسوى العمامة على رأسه. ويعدل من وضع العدبة الصغيرة المتدلية منها، والملقاة على كتفته...
على جانب الطريق صخرة، بدت في وقفتها كتمثال نحتته الريح، مجسدة للفتنة الفاجرة التي هي على وشك الاندلاع، الاستدارات والانحناءات مستوية الكمال، شديدة النعومة والصقل، ولم تكن بي قدرة على مد يدي لأمس هذا الجمال الفاتن وأتحسسه، فوقفت مُسمراً محاولاً ضبط تنفسي. كنت على غير عادتي أسابق الغروب كي أتخطى...
كل الدروب تقود إلى الجنوب، المنسي والمهمل في كل زمان ومكان، فقط يتم ذكره عند الكوارث والملمات، تعلو وقتها الأصوات المطالبة بالانتباه له، والعمل على تنميته وترقية أهله، فوران وقتي سرعان ما يطويه التجاهل، ليعود الحال كما هو دائما، من استغلال ونهب للخيرات والثروات؛ لكن ما العمل والبوصلة تشير دوما...
بدا المكان كأنما نبت فجأة وتم إخفاؤه بعناية شديدة، فقد تكفلت الجبال القصيرة والصخور العالية بحفظه بعيدا عن الأعين وجلافة البشر، رقعة بسيطة من الرمال الناعمة تحرس بركة ماء وقد نبتت على حوافها الحشائش ودغل من البوص القصير، لا أدرى على أى نحو وصل هنا، أشرف على هذه الجنة الصغيرة –هكذا تخيلتها فى هذه...
'‏ ما لم يقله الإسرائيلي عن سيد زكريا‏'‏ ‏'‏ إن أكبر مفاجآت حرب أكتوبر كانت روح الجندي المصري العالية وكفاءته‏'(1)‏ ‏....‏ ثم كيف يمكنني الاختباء من القمر‏,‏ رمال الصحراء استطعت الابتعاد عنها‏,‏ لكنه القمر‏,‏ كيف أزيحه من السماء؟ أكثر من عشرين سنة مرت‏,‏ شهور وراء شهور تمر بأقمارها كأنها...

هذا الملف

نصوص
9
آخر تحديث
أعلى