ﺳﻌﺎﺩ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍلأﻣﻴن

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﻭﻱ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﻟﻴﻼ ﻳﺴﺐ ﺫﺍﺗﻪ: .... ﺃﻧﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﺟﺮﺛﻮﻣﺔ ﻻﺗُﺮﻯ ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﺓ.. ﻓﺘﺮﺩ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﺘﻌﻴﺴﺔ: ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺤﺒﻚ ..ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻔﺘﻘﺪﻙ! ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻣﻴﺔ ، ﻓﻴﺤﻀﻦ ﻭﺳﺎﺩﺗﻪ ﻭﻳﻨﺸﺞ ﻓﻰ ﺻﻤﺖ، ﺣﺘﻰ ﻳﻐﻠﺒﻪ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ. ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻳﺘﺤﺴﺲ ﺟﺴﺪﻩ ﺑﻀﺠﺮ : ... ﻟﻢ ﺃﻣﺖ..ﻟﻴﺘﻬﺎ ﻫﺎﻣﺖ ﻭﺿﻠﺖ ﺟﺴﺪﻱ.. ﻳﻨﻬﺾ ﻭﻳﺮﺗﺪﻯ ﺍﺳﻤﺎﻟﻪ، ﺍﻭﻳﻨﺘﻌﻞ ﺧﻔﻪ ﺍﻟﺬﻯ ﻻﻳﺘﺮﻙ...
انكشاط الأرجل على حجارة المقابر، جعل حارس المقبرة ينتفض ويقشعر بدنه، لمن هذه الخطوات الثقيلة؟ تمتم فى سره.. انتظر تأقلم عينيه مع العتمة،الأموات الجدد لايندمجون مع الأموات القدامى، مازالوا متعلقين بدنياهم، كذلك كان يعتقد عبد الصمد حارس المقابر، المهنة التي ورثها عن أب وجد، يجيدها يستقبل...
عندما لاح الصباح وارتفعت الشمس فى كبد السماء. أرسلت الشمس أشعتها الملتهبة فسخنت الأرض واشتدت حرارتها. وصار الجو جافا وسور المسجد الخشبى يرسل طقطقات احتجاج. تنبعث من مراحيضه تلك الروائح المميزة النتنة من خليط قاذورات من أناس مختلفي السحنات يقطعون جمارهم بما تعودوا عليه . يتبولون على سور المسجد...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى