الدكتور إبراهيم سعد الدين

ـ قَادِمٌ أنْتَ مِنْ زَمَنِ النَّفْطِ ..؟ قُلْتُ: أجَـلْ..!! ـ مِنْ زَمَانِ التَّفَاهَةِ والقَحْطِ ..؟ قُلْتُ: أجَـلْ..!! ـ قَادِمٌ أنْتَ مِنْ مُدُنِ الصَّمْتِ..؟ قُلْتُ: أجَـلْ..!! ـ مُدُنٍ تَأكُلُ القَاتَ؛ تَقْتَاتُ بِالتُّرَّهَاتِ..؟ ـ أجَــلْ..!! ـ أنْتَ ضَيْفِي ـ إذَنْ ـ سَيِّدِي، أنْتَ...
لا تُطيلي الغِيابْ فالنُّجومُ تُسائلُني عَنْكِ والشَّمْسُ والقَمَرُ.. وحروفُ الكِتابْ لا تُطيلي الغِيابْ لَمْ يَعُدْ ثَمَّ طَعْمٌ لِزادٍ ولا نَكْهَةٌ بلفافةِ تَبْغٍ ولا مُتْعةٌ في شَرابْ لا تُطيلي الغِيابْ فالبلابِلُ كَفَّتْ عَنِ الشَّدْوِ والشِّعْرُ أعْلَنَ عِصْيانَه.. والقَوافي تُهَدِّدُني...
بَلِّغوا عَنّي قَصيدَة وانْثروا باقاتِ رَيْحانٍ على أبوابِ غَزَّة بارِكوا الأرْضَ التي كُلَّما حَنَّتْ يَدَيْها بِدِماءِ الأكْرَمينْ طَرَحَتْ صَبْراً وإصْراراً وعِزَّة وصموداً عَبْقَريّاً قَبِّلوا النَّخْلَ الذي يَعْلو شُموخاً ويَمُدُّ الجِذْرَ في الأرْضِ ثباتاً ورسوخا قائلاً في كِبْرياءْ: ما...
ها هم قادمون من الجبال والكهوف والجدران والغيران زحفا، جريا، مشيا، في عيونهم سخط ومكر واحتيال، مُدَجَّجين بالأسلحة والنيران، على جباههم علامات جرم وإجرام وانتقام، رايتهم مزينة بالدماء، أصواتهم نكرة تنفر منها الأسماع، غايتهم كسر الروابط وتلويث الأنهار وحجب الشمس. ترفض الأرض أن تكون فرشا لهم...
أُواعِدُ فتاةً شابَّةً بِمِعْطَفٍ قصيرٍ وساقَيْن بديعَتيْن. يروقُ لي مَرْآها وهي آتِيَةٌ لِمَوْعدي. تَعْبُرُ مُسْرِعَةً الشَّارعَ الغاصَّ بِحَرَكَةِ السَّيّاراتِ وضَجيجِ المارَّة، وعيْناها على المَقْهَى الزّجاجيّ حيْث أجلس. أراها من خَلْفِ الواجهة الزّجاجيّة تَتَوقَّفُ قليلاً وتُحْكِمُ ياقَةَ...
حكايتي ـ يا سادة ـ أغربُ من الخيالْ. مع أنها حكاية بسيطة لا خَيالَ فيها البَتَّة. فأنا أحَدِّثكم اليومَ عن مدينة ليس كَمِثْلِهَا مكان في القَلْب. هي ليستْ مدينة بالمعنى الذي قد يخطُرُ ببالكم، وإنّما بلدة وسط بين الريفِ والحضر، وأهلها أناسٌ طَيّبون بسطاء ـ أو هكذا كانت صورتهم في مُخَيّلتي قبلَ أن...

هذا الملف

نصوص
6
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى