أحمد سعيد

إنه ميت الآن، خلا جسده من كل حركة، فترت من نفسه كل الأحاسيس الدنيوية، حاول في النزع الاخير قبل أن تغادر الروح جسده أن يتخذ هيئة وقورة تتناسب مع الشخصية التي كان يحاول تقمصها طوال سنوات عمره القصيرة، فعقد ذراعيه فوق صدره بشكل أقرب للمومياوات الفرعونية، وحاول أن يغلق كلتا عينيه ولكن الوقت لم يسعفه...
كانت هنا، كما كان كل شئ، رحلت باسطة خلفها ظلام، رحلت كما الغسق، لم يسبقها احد فيمن سبق، كانت ذات ألق، لم يذق القل حزناً مذ لرتمى فيها وعشق، تطل ذكراها في قلبي ليلاً فيلبي نداءها الأرق، حبيبتي وسط رتابة المخلوقات كانت فيض من شبق، كانت روحاً ودبت بروحي، كانت نسيماً نسم قلبي، كانت ربيعاً تربّع...

هذا الملف

نصوص
2
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى