سعيد الكفراوي

ظل بيسوا فى ذاكرة الشعر، واحداً من أغرب شعراء القرن العشرين. ظلت غرابة هذا الشاعر لا تنبع من غموض شعره فحسب، بل كانت علامة على شخصيته التي كثيراً ما بعثت الدهشة، وأثارت الأسئلة، وكانت في مجال الشعر، على مستوى العالم، تشبه قصائده التي كانت في وقتها، عصية على التصنيف. هل كان بيسوا سورياليا؟ أم كان...
أواخر الستينيات، تقريباً، كنت أحضر من قريتي لأقضي أياماً قليلة بمدينة القاهرة. كنت أقيم في لوكاندة قليلة الأهمية، تطل على ميدان «باب اللوق«، »الأزهار» سابقاً. وكنت عند مجيء الليل أجلس على مقهى «سوق الحمدية» وصاحبه سوري طيب. كنت أراهم يتتابعون، إما فرادى، أو أحدهم يتأبط ذراع صاحبه، وكنت أتأملهم...
في الحلم .. يمتطي الصبي الجليل «عبد المولى» ظهر الأتان (لم يكن يعرف أنه ملاقيه) ينتقل من غرب المرج حتى مدق المسير، فتتجلى له الدنيا – في الحلم – كوكبًا دريًا. والشمس مستوية في العلا على رأسه؛ حيث رآها تبحر بشراع من نار، تبحر وهي تفارقه محنة للقلب. مضى عليه وهو واقف قمران، وثلاثون شمسًا، هبت...
بعض كتابنا الكبار لديهم ملكة خاصة تمكنهم من صناعة الحكايات عن أنفسهم. ربما نجيب محفوظ وحده صنع حكايته بالصمت، فسارع عشاقه بنسج الحكايات عنه. أما القاعده الغالبة فإن الجلسات الخاصة تكون حلقة لحكايات الأدباء خارج قوانين السرد، كونها حكايات عن أنفسهم. علميا، الحكايات المروية لا دليل على صدقها، لكن...
زمـــاااان….. يمكـــــن في العــــام 1965. وكانـت الدنيــــا غيــر الدنيـــا، والحيــــاة يومهــــــا تزخــــر بالمــــــدهش والمثيــر، وتبحث عن إجابات، والناس الأدباء في زهوة أول العمـــر، يوسـف السبـــــاعي المســؤول عن عمــوم الثقافة في القطــر المصــري ذلــــك الحين يجعل مــن دار الأدباء...
"وآخرتها؟". وسمعتني أقولها وأنا أفزع من عز المنام، كأنها وخزة الوقت الداخلي التي تحدث فجأة، ملازمة لدقات الساعة المعلقة على الجدار يعلو رنينها في الجنبات، فتنهض. انتبهت. "ثمة أشياء تخصك تحدث من حولك، ولأنها شريرة بدرجة تثير الفزع تظن أنها من تدبير الشيطان". نهضت وأنا أشعر بزمتة العصر المشبعة...
" رن" التليفون "آخر الليل، فرفعت السماعة، وسمعتُ صوتاً نسوياً: - آلو... - نعم - منزل الأستاذ "صبري" ؟.. صبري سالم..؟. - نعم - أنت متأكد؟ - طبعا.. أنا "صبري" بنفسه. تهلل الصوت: - "صبري" ابن العم "سالم". المولود في "كفر الغنايم" مركز "سمنود"؟. - بالضبط. معلوماتك صحيحة. لكن أنت من يا...
تستضيف الحلقة سعيد الكفراوي ليتحدث لنا عن حكاية الجمعة اليتيمة وعن قصة المهرة وتجربة السجن. ينتمي لعدد من الهامشيين الذين صنعوا تاريخ مصر. – حكاية الجمعة اليتيمة – قصة المهرة وتجربة السجن سعيد الكفراوي: أنا أنتمي لجيل.. يعني أنه يحيا بعقله فتلك معجزة وأنه يخطو فهي معجزة أكبر لأننا عشنا عبر...
قالت لي جدتي قبل أن تغادر، لحظة أن شاهدتني أنتفض قرب النهر: "ثق أن كل شيء ليس كما نراه. خذ هذا الدواء فربما يشفي قلبك، ويطهر روحك من الحنين. شربت الدواء فلم يبرأ القلب، ولم تتطهر الروح"؟ الغليون أتى الصوت كأنه ينبع من حلم، كأنه يخرج من حكاية خيالية. يدور في الحواري الضيقة لبيوت الطين، كأنما...
وكنتُ أصغي للميكرفون، وأنا ألعب في مساحة النور أمام صوان العزاء، وأرى في ضوء الكهرباء مكبر الصوت المعلق على جميزة عم «عبد الغني بدر».. كان المقرئ يستعيد كلمات الله الكريم سبحانه «أينما تكونوا يدرككم الموت»، وقتها قلت في نفسي «الموت يتبع ابن آدم حتى باب قبره».. بعدها جريت ناحية الولد «شعبان» ابن...
قبل رحيله بأيام أربعة، كنا في مهمة أنا وهو ومحمود الورداني وبعض الرفاق الطيبين. كنا نعاين شيئا ونفحصه.. لاحظته هذه المرة ساكنا وهادئا، فلقد كان يبدو خلال أيامه الأخيرة منكسر الخاطر، وحزينا. وكنت أستغرب من تغير الأحوال بالرغم من اقترابي من معرفة الأسباب!! كان يكتفي بالكلام القليل، ثم ينتهي منه...
وجعل يحدق في الشمس التي على الماء. يشد مطاط "المايوه"، ساتراً كرشه الصغير، ماسحا ثدييه الساقطين أعلى بطنه، وكتفيه المجعدين بجلد محتقن. يتلصص بعينين ضيقتين، تبدوان عاشقتين للحياة، لكنهما في حقيقة الأمر كليلتان بدرجة تبعث على الحزن. يهمس لنفسه "امش أيها الكهل. لا تقف هكذا خلف الشماسي". سار بين...
جناحان لعلي سعيد الكفراوى دارنا المقامة علي التلة، تكسوها طبقة جديدة من الجير، وتعلو سطحها أعلام ملونة ترفرف بعلامة الفرح، وعلي واجهتها رسوم لسفينة راحلة علي شراعها كتابة، وبجانبها رسم، أسد يحمل سيفا، وجمال علي ظهرها المحمل. فرح أختي اليوم !! خلف البوابة فناء به شجرة ليمون، وأخري برتقال، ونخلة...

هذا الملف

نصوص
13
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى