عبده البرماوي

ظل يزاحمهم كي يخرج من اللوحة العتيقة، وجوههم التى أكلتها المسافات الطوال، ولهجتهم الفجة التى تلفت إليهم أنظار العابرين، تبعث في قلبه طاقةً للهروب. لم يعد لسانه يخنه، صار بمستطاعه الآن أن يلجمه كيلا يمط نهايات الجمل، تعلم كلام المدينة ودقائقه، وعرف كيف ينسج الحكايات، أخفى ذكرياته القديمات فى قبو...
لا يلد الشر نفسه بالتأكيد؛ إلا استثناءً واحد على هذا المبدأ اسمه وليد. شقي أسود البشرة أضخم من سنه، يظل يدور في الشارع لا يهدأ. كان غريبا، خصوصا وهو يمارس شروره علينا، وسلوكه المملؤة بالعتو والغباوة. والذي يتضاعف حين يقترب العيد وتجده في أثرك يلاحقك؛ ليختطف من يدك النقود أو يقلبها من جيوبك...
قد لا تفهمها مثلي: لكن سلوى مثل هذا الفتى التافه الذي ظل يوقع على باب سيارتي كل ليلة بطرف مسماره الصدئ. كنت استطيع أن أحدد شخصيته بكل سهولة، لكنني آثرت أن ألجم غضبي وأنتظر ليلة يقفشه أحدهم، فاتشفى فيه، أو تصيبه لعنة غيري من أصحاب السيارات، ودعوات هؤلاء المظاليم من البوابين أشقياء الحظ ممن يتلقون...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى