محمد عطية محمود

هل تدركين معي حد اليقين أن كل ما بيننا يستنبته المطر، ذات شتاء طويل متجدد.. يفرض سطوته على كل الفصول لتتحول إلى شلال هادر يطوف كل الفصول، وينبت لنا فيها الزرع والثمر، ولا يتوقف، وأنا أحملك على كتفي ليل نهار.. أتجول بك.. أتنفس بك.. أقتات بك وأجري بك تحت المطر، الذي يغسل كل شيء، تحبل الأشجار...
(1) أقعدوها ، منفطرة القلب .. ينتفخ جفناها .. تتورم ، وتتدلى شفتاها القانيتان .. يصطبغ الوجه الأبيض الحليبي بسياط من لهيب أحمر ، وأشباح تعدو بباطن جفنيها المثقلين بجبال من رمال تتحرك. بين الوعي واللاوعي ، تواجهها صورة أبيها ـ الذي رحل توا ـ بكل ملامحها .. تسرع ؛ لتلحق بسيل أشباحها. يهيج...
تتأملونني في إطار يحتويني، بعينين خضراوين فاقع لونهما تجذبكم.. تحرسهما أهداب ذهبية، بلون ألق سبائك شعري.. تنسدل على كتفين مستديرين بشمم وإقبال، بين ذقن تحمل صفحة وجه متألق، مشرب بحمرة، وبين صدر رحب يتسع للمزيد من الأحاسيس الجيَّاشة.. يتجهان بي نحو يمين، ويسار الإطار.... وحنين مراوغ إلى مداعبة...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى