حسين عبد الرحيم

ناداني من خلف ساتر ضخم، يفصلني عن ميناء عتيق توقفتُ عنده كثيراً، على صوت بحر حسبته في بلادي. تأملتُ ملامحه المألوفة؛ وجهه الأبيض الذائب في حمرة وعينيه الزرقاوين وخصلات شعره التي غطَّاها المشيب. تلك الملامح التي كنت قد تركته عليها منذ آخر لقاء جمعني به في الزمالك. كان الغمام قد حطَّ على أرضية...
قالوا، أمامك سبعة أيام لتكمل روايتك، وسبعة أيام تعد فيها نفسك لمواجهة العالم الروائي. أعطوني ورقاً كابياً، غير مسطور. كتبت ستكتمل أعوامي الستون قريباً. كنت دائماً ما أرى صوري القديمة في عقود من أزمنة فرت في جنون. كتبتُ: أنا الحسين بن الحسن بن أيوب، بلا حسنات. ضحكوا، فتماسكت. سحبوني من عنقي،...
الساعات. كثيرة تتوالى، والذكريات تترى. الأحلام والرؤى وتلك الأحداث.. وأنا الممدد فوق كرسى فوتيه، أفتش عن نفسي، فوق المقعد، بعيدا نسبيا عن مدخل الفندق، على صوت البحر. كنت قد بدأت أفكر فى عزلتى بعمق، المقعد نبيذى محشو بالقطن ومنجد بقطيفة. يشعرنى بدفء ما، أستسلم للأصوات بوعي. تنفلت ذكريات جمة،...
يا بعيد الدار عن عيني ومن قلبي قريب، كم أناديك. أناجيك. إنها تغني وأنا أسمع فأبكي وأغني. وكل يغني على ليلاه. وأنا على عمري أغني. أندلسي عبق‭.‬ يأتيني من زمن بعيد‭.‬ يشجيني‭.‬ صوت ملائكي يتخلل حواسي، فتطفو ذكرياتي، وتتوه المخيلة‭.‬ تجتر صوراً شتى من ماض بعيد، عوض والحسين وقدري‭.‬ حقول الفواكه...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى