رؤوف جنيدي

وكما عودنا دائمًا، ما زال الزمن يضرب بلا رفق وبلا هوادة، وبأيد غير حانية، وجوهًا هرمت وقد بلغت من الكبر عتيًا، وزحفت عليها نيران الشيب كزحف النار في الهشيم، حتى إنها لم تعد تحتمل مرور نسمات غير عليلات فقط من جوارها، بعد أن بليت ملامحها وتآكلت معالمها، إثر احتكاكات خشنة مع ثمانين عامًا من أراذل...
فوق أكتاف الأبوة الحانية وبين أحضان الطهر والعفاف وعلى ضفاف نهر الأمومة الزاخر بالحنان . شبت وترعرعت شيماء الابنة الكبرى وشقيقتها الصغرى لأسرة ميسورة الحال تسكن حياً راقياً بإحدى المدن الساحلية . ولأب وهب حياته لابنتيه اللتين كانتا كقطتين تعيشان بين طيات حنانه . وتتقافزان فى دلال وجمال فوق سنوات...
فى قرية كانت آمنةً مطمئنةً يأتيها رزقها رغدًا من كل مكان، ما كفر أهلها يومًا بأنعم الله عليهم، كانت تعيش فاطمة بين أهل هذه القرية، زوجة لموظف بسيط، يدعى حسين أو ( سى حسين ) - كما كانت تناديه دائمًا - يعمل بالسكة الحديد، فى مبنى مجاور لمحطة قطار البلدة ( عامل تحويلة ) . قضت فاطمة أولى أيام...
على ضفاف نهره، وبين جفنيه، اصطفت مشاعره، وأحلامه .. حاملة أكاليل الزهور وأقواس الفرح .. فى انتظار قدوم ملكة قلبه، ومليكة إحساسه . لاح له شراعها من بعيد .. يتهادى فوق صفحة مائه، وعلى مقلة عينيه .. تداعبه نسمات الرضا، وتلاطفه أمواج الأمل الذى ينشده معها .. ينساب موكبها كمواكب الملكات بين وصيفاتهن...
فى واحدٍ من أيامه المتكررة تكرارًا ينبئ عن رتابة الحياة، وتشابه أيامها، عاد الرجل من عمله ذات يوم .. دخل بيته .. ألقى السلام على زوجته وأولاده .. استبدل ملابسه .. توضأ، وصلى ما فاته من فروض الله على عباده .. جلس بين أفراد أسرته لتناول الغداء، وكالعادة تبادل أفراد الأسرة أطراف حديث ودى أسرى، دارت...
في بلدة ريفية بإحدى محافظات مصر الزراعية.. داخل ڤيلا أنيقة تقع على قارعة أرضه الشاسعة.. كان مراد يعيش مع زوجته، وابنته الوحيدة فريدة، وهو سليل عائلة إقطاعية، فقد أتت قوانين الإصلاح الزراعى على الكثير من أطيان والده، إلا أنه، وبعد فتور وهج الثورة، استطاع أن يسترد الكثير منها، إما ببطش نفوذه على...

هذا الملف

نصوص
6
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى