قصة قصيرة

تأخرتُ كثيرا، طلبات العملاء اليومية تضاعفت ثلاث مرات هذا اليوم، غداً العيد، الجميع يتصلون لتعجيل الحصول على احتياجاتهم قبله، لا يكون العيد عيدا إلا بحلويات (النهرخوز) وسِلال تمر البرحي الرطب والمعسل ومدگوگة التمر الزاهدي، من صنع معملنا، هدايا بين (المُعيدين) أو لتوزيعها في المجالس والأفراح، لا...
أصحاب الأخدود في زماننا ما قتلوا، بل علمونا أبجديات جديدة لمعاني الحرية، لم ينسوا وهم ذوي النفوس الأبية، الكرام أبناء الكرام، أشراف سليلي الأشراف، يوم أن اقتادوهم مقرنين في الأصفاد، مصحوبون بالسب واللعن، بعربية مثقلة بعجمتهم، أولئك مجهولوا الأصل والنسب سطوا على أرض الناطقين بلسان عربي مبين،...
الليلة الأولى! حين انتصف الليل صعدت إلى سطح منزلنا الحجري، ذلك الكائن وسط الصحراء تحفه هضاب وتحوطه كثبان رملية، ثمة هاتف دعاني إلى ذلك الصعود، تخفيت عن عيون زوجتي فقد اعتادت منذ فترة أن تغلق باب البيت الكبير بالمزلاج، تخشى علي من هؤلاء الذين يطوفون بالليل والناس نيام، مرة تربط قدمي في حجر،...
على الشاطيء ومن باطن الرمال، أطلت حقيبة جلدية، تدعو المارة لإلتقاطها، لاشيء بداخلها سوى حزمة من الأوراق الأنيقة المزدانة بصور الورود الملونة، لم يطلها البلل، لأنها محفوظة فى كيس من البلاستيك ولاصق شيكارتون، البحر هاديء والشمس متساقطة عمودية، أضفت على المياه سبائك ذهبية، لا أدري لماذا إخترت السير...
النهار يتسلل حزينًا إلى مخدعه، و ضؤوه ينزوي خافتًا شاحبًا. وثيابي تصطبغ بإصفراره. آذان المغرب يتعالى من ميكروفونات المآذن، وصوت امرأة مكلومة يصافح أذني، وأنا أسير في شارع الرحمة. يقترب الصوت المتوجع مني، لاهثًا بالدعوات: - ربنا ينتقم منك يابعيد، تعدم عيالك ياظالم. كانت امرأة مسنة، لم أقترب منها،...
يا لحظِّي الوفير، وأنا في رحاب هذا الفضاء الفسيح! فضاءٌ هواؤه أنفاسي، وسماؤه سقفي، وأرضُه فراشي وغذائي. فيه أعيش منعَّماً مشمولاً بالعطف، وسط صفوف من قرع عسلي، أحسن المزارع سقيها والعناية بها. أُمعن النظر حولي، فأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها! "أما أنت يا صاحبي، فلا خوف عليك ولا أنت تحزن!"،...
وصلنا إلى حمام ملاق في الفاتح من شهر أوت سنة 1992. كنّا ثلاثة، أنا والخالة حفصيّة رحمها الله وزوجها عمّي المختار الديمقراطي رحمه الله. أمّا هو فقفل راجعا في السيارة التي أقلّتنا إلى هناك بعد أن جلس بضعة دقائق قضّاها في إملاء الكثير من النصائح والتوصيات، وأمّا أنا فقد كنت متطوّعا لمرافقة الخالة...
ألقمني والدي المهنة البائسة التي كسرت ظهره وظهر حماره.. هذا ما أخبرنيه عنها كانت مهنة والده من قبله، يفخر بها كأنه أورثه مهمة السقايا والرفادة ببطن مكة... فيقول: نشأت بين زريبة لحمار وعلف نتن، أزحف على أرض خشنة يغطي رؤوسنا سقف من بعض قطع بلاستيكية، هواءنا يختلف عن هواء بقية البشر فبيتنا... دعني...
يُحكى أنَّ مجموعةٌ من الأصدقاء: فاطمة، وزكريا، وسماح، وعمر، كانوا دائمًا يحلمونَ بالمغامراتِ وكشف الألغازِ وسبرِ أغوارِها، وفي يوم من الأيام، عثروا على خريطةٍ قديمةٍ تشيرُ إلى كنزٍ مدفونٍ في جزيرةٍ بعيدةٍ، هذه الجزيرة تُسمى جزيرةُ أوريون. قرَّرَ الأصدقاءُ الشجعانُ الانطلاقَ في هذه المغامرةِ...
شتاء أو صيفا، وعند الخيط البكرمن نسيج الفجر، كل منهن تحكم نقاب وجهها جيدا، لتهرع متأبطة شوالاتها، وبعزم مقاتل مستميت ينطلقن نحو كل ناحية من نواحي المدينة الكبيرة، للأحتطاب..، يقطعن مسافات تطول أو تقصر بين مزبلة وأخرى، يجمعن علب البيبسي الفارغة بعد ان يدعكنها ليودعنها جوف الشوال، منهمكات بعملهن...
... إيلو، أو، إيلا، أو إيلي، أو إيلين، أو ما تشاء من أسماء التحبب والتدليل. ولكن (اليزا) هو اسمها الصحيح الذي سماها به أبواها وعمداها به في الكنيسة. جميلة في غاية الجمال. وذكية جداً، ولبقة جداً. لها عينان براقتان، وفم صغير رقيق الشفتين يلذ لك أن تتابع بعينك تثنيهما وتلويهما حين تتحدث إليك، وأن...
ننشر نماذج من القصة القصيرة لكبار القصاصين الرواد *** فرغت من قراءة المقال وفي هذه المرة لم ترم المجلة بعنف ويأس شأنها كل يوم إنما وضعتها بلطف قرب وسادتها ثم مدت يدها تضغط على زر المصباح فساد الظلام. وفي حلكة الغرفة كانت عيناها مفتوحتين يلتمع فيهما بريق غريب. لم تستلم للنوم لأنها كانت تشعر...
يتصاعد التصفيق عند دخولك القاعة المكتظة بالكراسي والبشر ، ببطء تتحرك قدماك وسط الأكف المصفقة ابتسامة هي ربع ابتسامة هذه التي تعلو وجهك الشفاف لم تنزلي ذراعك الأيمن سريعاًُ وأنت تلوحين للجميع البشري . كالمسمار تقفين أمام الصف الأول تنظرين إلي هؤلاء الذين تجمعوا كي يصفقوا يصفقون ، طويلاً حتي تحني...
أقام الأبناء والبنات والأحفاد الزينات والبلالين، والتفوا جميعهم حول تورتة عيد الميلاد، فاليوم تحتفل الجدة التي تفخر بسنواتها الخمسين، بعيد زواجها الثلاثين، أمسكت وزوجها السكين، التى غاصت فى التورتة، كأنها تغوص فى الزبد، وامتلئت الأطباق، بقطع التورتة والفاكهة، بعد شرب العصائر وتقبيل الجدة، التى...
في ليلة باردة بعد يوم متقلب المزاج، جلس "عبيدة" إلى سريره المعتاد، يتفرس جريدة قديمة، لم يتمم قراءتها رغم أنه امتلكها مند فترة ليست بالقصيرة. لم يكن تفضيله لهذا الكرسي اعتباطيا أو عفويا، فقد كان هذا السرير مقابلا لنافدة مهترئة، تطل على أرض واسعة، كثيرا ما زرعت لكنها لم تنتج غلة يومــا، ولن...
أعلى