قصة قصيرة

اتصل بي مدير الشركة وقال: - أهنئك لقد قررنا أن نعطيك دور هاملت. ككل الممثلين، كنت أحلم دوما أن ألعب هذا الدور. كدت أجن من الفرحة وشكرت المخرج بحرارة ووعدته بأني لن أدخر جهدا من أجل القيام بهذه المهمة بشكل صحيح . كانت التدريبات على وشك أن تبدأ عندما دعاني مدير الشركة مرة أخرى. و كان يبدو منزعجا...
لم تكن هي نفسها عندما فتحت الباب وخرجت، لم تكن تحمل معها مجلتها النسوية وهاتفها الوردي الرائق، حتى عطرها الفرنسي الجميل لا يفوح في الفضاء كعادته. عيناها حمراوان وشفتاها ذابلتان من غير مكياج، وجهها شاحب تغطيه سحنة الأموات... مرت من أمامي في مكان التقائنا المألوف كأنني غير موجود، لم تنظر قط نحوي...
لم تكن إلا لحظة عابرة ،هكذا تخيلها أحمد، في شقته التي بدت مزينة بمختلف الشهادات المعلقة علي جدرانها ، وكأننا في معرض فنان تشكيلي بارع حاز مختلف الميداليات و الأوسمة ، لم يكن أحمد الذي اجتاز كل امتحانات سنواته الدراسية بنجاح باهر يحسب أنه في يوم ما في لحظة ما سيجلس ممسكا رأسه براحتي يديه يحملق في...
ودع "إيمان" بسرعة البرق.. سار في شوارع المدينة بخطى متسارعة.. الغبطة تملأ جوانحه، لقد اختارته لتلك المهمة النبيلة..عبق من التاريخ يحثه على السير.. تذكر أمجاد أجداده الكنعانيين.. ودولتهم العظيمة في "يور سالم"... قبل خمسة آلاف سنة – من الآن- بنى أجدادك مجدا عظيما على هذه الأرض، أرض النبوءات، أولى...
كان الشارع خاليا وموحشا لدرجة غريبة، وهو ما جعلني أحس بقشعريرة شديدة في سائر جسدي إلا أن ذلك لم يمنعني من متابعة السير، وحين هممت بالرجوع بعد يأسي من أن أجد أحدهم ... سمعت ذلك الصوت، فاتجهت نحو مصدره وعندما اقتربت تبين لي أنه صوت ضحك قوي جدا؛ فتابعت السير حتى أبلغ مكان صاحبه. كان رجلا في...
ينظر إلى الأشياء من حوله ويمد سبّابته إلى الأعلى ويحاول أن يرفع بصره بعينين غائرتين، ويهمس: - رضا الله ورضا والدتي هو كل ما يهمني . يحك أنفه بسرعة، ويبتسم عن أسنان نخرها السوس، ويسأل صديقه للمرة الثالثة عن اسم الشركة التي يعمل بها، هذه المرة لم يجب عن سؤاله. يضع يديه فوق ركبتيه وهو يضحك من...
تأرجح المقعد به فى حديقة بيته .. وتأمل الآخر يتأرجح ، على الناحية الأخرى، داخل حديقة بيته المقابل . كان يفصل بينهما شارع هادئ وأسوار، وبعض المارة وفضاء هواؤه ساكن. أشجار كبيرة هنا وهناك . أمسك دفتر يوميات فأمسك الآخر دفتراً وهو يرمقه . بدآ يقرآن ويقلبان الصفحات فى ذات التوقيت تقريباً ، ومن وقت...
يرقد أبى بالحجرة المجاورة. لم أكن أعرف فى يوم من الأيام، أنه سوف يجىء الوقت الصعيب، الذى لا يرانى فيه أبى، ولا يسمعنى، وهو الذى كانت أحاديثنا لا تنتهى أبداً منذ ذهابى إليه حتى مغادرة البيت. كنا نقلب الماضى والذكريات، كما نقلب السكر داخل أكواب الشاى الساخنة صباحاً، وجميع من فى البيت لم يستيقظ...
فرجينيا تلك المرأة النحيفة التى عشقتها المرة تلو المرة، وظللتُ أهيم بها لسنوات طويلة منذ عرفتها، لماذا أتذكر هذا التاريخ تحديداً؟ عندما أقترب منى فرحاً وهو يمد لى يده بكتاب صغير، قد وجده فى المكتبة، وقال لى وهو يضحك سعيداً : هذا الكتاب يناسب أسلوبك تماماً ياحبيبتى، فأنتِ تكتبين مثل هؤلاء. ثم...
أذكر أول يوم رأيت فيه جبريل برونو. كان يمشي في الشارع بلباس الميكانيكيين الأزرق؛ في نفس الوقت مر كلب أسود فدهسته سيارة عند عبوره الطريق. أخذ يعوي متألما من جرحه . ثم ركض بجانب جدار الفيلا القديمة ، للاحتماء . تبعه جبريل بالحجارة. ازدريت ألم الكلب لأنك كنت قد أعجبت بجمال جبريل . " أيها...
كان الجو قائظا في ذلك النهار، وكانت عربة القطار شديدة الحرارة، وكانت المحطة القادمة في تومبلكوم تبعد نحو مسيرة ما يقارب الساعة. جلست بالعربة فتاة صغيرة، وبنت أصغر منها وصبي صغير. اِنْتَحَت عمة الأطفال جالسة على مقعد قصي في ركن العربة، وجلس في مقابلها في الركن الآخر شاب عزب لا يمت بصلة لتلك...
كانت تموت وتتخيل موتها. ضوء الظهيرة يمنح حماما للأشياء في سطوع غير عادي. لم ترها قط بمثل ذاك الوضوح. و كذا كانت ترى الوجوه التي تأتي لزيارتها. كانت واحدة تتميز من بين الجميع . لم تكن تبكي . لماذا لم تكن تبكي؟ كانت تميل على الحائط مع اللوحات التي أعادت إنتاج أهم أفراد الأسرة. لقد استحوذ عليها...
الزمن لم يمر من هنا ؛ حتى الليل والنهار لم يتعاقبا فوق سمائه ، الكون الأحمق يهرول في مكانه دون هدف. (ليس ما يحدث منطقي .. لا شيء منطقي)...ابتلع قرص بروزاك ثم تلاه بآخر ...يقولون أنهم يشعرون بالزمن بعد تناول أكبر جرعة ممكنة منه ، لكن الزمن لا يمر...سقيفة القش كما هي مشبعة بسموم أزلي ، المعزة...
- إذن فقد فعلتها من قبل؟ كان قد انكفأ على ظهره دون أن ينظر إليها وقد اتسعت عيناها جزعا. قالت بصوت مرتعش: - ماذا تقصد؟ أجابها بهدوء: - تعرفين ما أقصد.. تهدج صوتها وجسدها يرتعد: -أقسم لك لم افعل شيئا .. أقسم بشرف أمي... لكنه قال ببرود: - لا تقسمي ولا أقسم لك...يمكنك أن تشرحي لأهلك هذا الكلام عندما...
أطفال يلعبون ( الشميطرة )(1) هتف الممسك بعصا أشبه بالصولجان :- حياة الحجاج . تطير العصا الصغيرة بعيداً ، تصول بين غابات الأيادي المتبارية بدأ العد :- عشرة . عشرون . ثلاثون ، 0000 مائة ، مائة وعشرة ، مائة وخمسون . هتف الجميع :- حي . الحجاج حي . * * *...
أعلى