قصة قصيرة

أنا مُتْعَبٌ قليلا، منهَكٌ، مَدُوسٌ بالأقدام، مُصابٌ مملوء بالثقوب. مزَّقَنى قصف الهاون إلى مِزَقٍ صغيرة. أنا مُفَتَّتٌ قليلا، وآخذٌ فى التحلُّل، نعم، نعم. وأنا أغرق وأجِفُّ قليلا. وأنا مسلوق قليلا ومحروق، نعم، نعم. هذا هو ما تفعله بك. تلك هى الحياة. لستُ مُسِنًّا، على الإطلاق، بالتأكيد لستُ فى...
تُطاردنى محتويات "أبله" دوستويفسكى. وكلابُ الحِجْر تثير فضولى إلى حدّ بعيد. وأنا لا أبحث عن إنسانة بحيوية أجلايا. فهى – لسوء الحظ – سوف تختار – بالطبع – شخصا آخر. وتظل مارى إنسانة لا تُنْسَى بالنسبة لى. ألم أتوقف وأقف وَلْهانَ، ذات صباح، أمام أتان؟ مَنْ سيقدِّمنى إلى زوجة الچنرال إيپانشتين؟ لقد...
في يوم من الأيام اضطجعتُ خلال استراحة الغداء فوق العشب تحت شجرة تفاح. كان الطقس حاراً، وبدا كل شيء أمام عينيّ سابحًا في ضوء أخضر خفيف. هبّت نسمة رقيقة عبر الأشجار، هزّت العشب الجميل. خلفي مباشرةً، بدت حافة الغابة مُعتمةً بسبب أشجار التنوب المتجهمة. لعبتْ الأمنيات برأسي. تمنيّت لو هبطتْ عليَّ...
تبدو اليوم على غير حالتك! ترى ما الذي كنت تقرأه في صومعة مخلفات الروث التي تسكنها، إلتفت إليه بعد أن حك فروة رأسه التي خالها من يراه كومة من الصوف فشعره الأجعد ولحيته التي تلفلفت فصارت عشا لكل واردات الحشرات أما رأسه فقد أجر القمل الذي فيه غرفا بخلو لكل وافد جديد، استوطنوا رأسه كما استوطنوا وطنه...
الحفرة بالمعبر كان هناك نهر ، و كان على كلتا ضفتيه مدينة. الاثنتان تم ربطهما بطريق مر عبر جسر. في أحد الأيام ظهرت بالجسر حفرة. و كان لا بد من إصلاحها ، و على ذلك توافق الرأي العام لكلا الشعبين. و لكن ، نشأ نزاع حول من يجب أن يقوم بالإصلاح . لأن كلتا المدينتين كانت تعتبر نفسها أكثر أهمية من...
شمّتْ رائحتي كلما اقتربتُ، والتفتتْ. أحاول أن أنبهها إلى أنني لا أهتم بها، غير أني دائماً أبله ومتصنع. هي تلعق رسغيها وساعديها، وتراقبني بحيطة. تستوي في مجلسها فجأة، وتفرد ظهرها، وتتجول في دائرة حولي. أريد أن أستغل حركاتها لألتقط لها صورة أو لأكتب عنها عدة أسطر، أي شيء يجعلني فاعلاً في هذا...
بحثت بين تلابيب الذات عن ترياق اليأس من رحماه ، فوجدت مضغة اللامبالاة في قد صارت علقة السكينة ثم جنين الأناة . فنسيته حتى لم أعد أرجو تحنانا منه و لا لطفا . و مضيت قدما نحو الحياة أحتسي علقمها في لذة لا متناهية، و كأن سكرات الموت تعتريني بعد كل رشفة . ثم أسكرتني لذة الحنظل حتى قبّلت نفسي...
شواهد قبور بلا عدد، كأني في متاهة، أدور بينها بلا نهاية. ليس غير الصمت والظلام هنا، غير أني قادر على رؤية أسماء الموتى بوضوح، مكتوبة على بلاطات من رخام، لكل مقبرة بلاطة عليها اسم صاحبها. رحت أقرأ الأسماء بصوت عالِ، وأظن، أنني كنت أخطيء الهجاء، حتى غمرني إحساس بالخجل من الولد والبنت اللذين...
بين الصمت والهذيان يعالج صور تتصارع على آثار خطوات مبعثرة في غرفته، صوت في داخله يصرخ: لِمَ أنا؟ ومن أنت؟ وماذا تريد مني؟ لماذا اخترت روحي؟ هل يعقل أنك أنا وأنا أنت؟. يزداد صراعه، سكرات تنقله من زمن لآخر، تتداخل فيه الصور، وتزكم الماضي البعيد عبر بوابة شروق اللامعقول، يجد نفسه شخصا آخر لا ينتمي...
– لم أعد أقو على مزيد من الحياة. قالها ومات. عندما تحلق أولاده الستة حوله، أخذوا ينظرون لبعضهم واجمين، وبعد دقائق من الصمت تقاسموا العمل حتى تمت تهيئته لرحيله الأخير. داخل صندوق من الخشب وضعوه. وفي حفرة لايزيد طولها عن المترين كان من المفترض أن يستقر فيها آخر بقايا وجوده الذي قارب السبعين...
عندما فتحت زينب عينيها وصوّبتهما كما اعتادت أن تفعل كلّ صباح في اتّجاه السّاعة الحائطيّة المعلّقة على الجدار المقابل، كانت الثاّمنة، موعد عملها وعمل زوجها ومدرسة ولديها قد اقتربت. أسرعت توقظهم وتنبههم إلى أنّ وقت الخروج قد أزف ثمّ هرولت إلى المطبخ تعدّ كيفما اتّفق فطورا سريعا. فكّرت زينب أن سلق...
( الأمسُ صفحة طُويَت وما فات َ مات ). خسئ من قال ذلك ... فما فات لم يمُتْ بعد... والصفحة التي قُلِبَت امتدّت ذيولها إلى صفحة جديدة كأذرع الأخطبوط الهلامية تحاصرك وتخنقك.. أو كصفحات الديون المستحقّة مهما تقلّبت أو دُفِنَت في الأدراج ، فمستوجبٌ سَدادُها مع فوائدها وتراكماتها .. والحكاية...
ليلة الحسم الأخير في طرابلس الثورة. تتأرجح الأذهان متعبة بين الاحتمالات السيئة والأكثر سوء. بات الجميع على قناعة أن المدينة تنام على قنبلة موقوتة زنادها في كف مهووس مطارد. تحول البيت الكبير إلى ما يشبه سفينة للعبور الأخير بين عالمين يفصل بينهما خيط ‘‘ أرفع من الشعرة وأمضى من السيف‘‘. فكر الأب في...
نوفوساديكي ، ماجير و أنا ذهبنا إلى أحد المطاعم المعتادة. - "انظر ، لقد غيروا الإسم " ، لاحظ ماجير. بالتأكيد ، بدلاً من أن يتم تسميتها "الهيئة التنفيذية المركزية" ، أصبح يطلق عليها الآن اسم قوس قزح هاواي . - "إنها الخصخصة" ، أوضح نوفوساديكي. لم تعد الأعمال مملوكة للدولة ، ولكن لفرد خاص...
أعلى