قصة قصيرة

تراجيديا البرابو المتحذلق -قصة قصيرة . . لقد ظهرت كل الاعراض على أمي ، جفت الثيران رغم مرور ثلاثة اسابيع على آخر تسافد لها ، وصارت أكثر هدوءا معتزلة القطيع في الحظيرة ، سمنت وزاد وزنها حينما أصبحت اكثر شراهة للأكل ، رغم ذلك فتانجونا الأحمق الكسول لم يفهم ذلك ، لقد ورث تركته من والده الذي كان...
فاتحة : عزرائيل ها هو جالس على كرسيّ عتيق من خشب الأرز أمام شاشة الكترونيّة عملاقة عرضها كما بين السّماء والأرض، تلمع داخلها مليارات من فوانيس عجيبة. داخل كلّ فانوس صورة إنسان. كان يكرّر بحركة روتينيّة الضّغط على زرّ بين يديه النّحيلتين، فينطفئ فانوس في جهة ما من على الشّاشة الالكترونية...
بأحد الدواوير المجاورة للمدينة الصغيرة يوجد بيت العْرْبي صانع المَاحْيَا، يصنع كميات كبيرة يبيعها للمروجين، الذين يبيعونها بدورهم للمستهلكين. وفي يوم من الأيام ترك العربي الماحيا تتقطر في جفنة وخرج، وأتى حماره الأشهب وكانت الجفنة تكاد تمتلئ وكان عطشانا فشربها عن آخرها، كانت الساعة قد تجاوزت...
مات (ويليام أندروز)، الذي كان يعمل كمستثمر بنكي في مؤسسة (جولدمان ساكس) الكبرى، في فترة بعد الظهر من يوم 3 سبتمبر 2012م. الوفاة متوقعة. كانت زوجته وأطفاله موجودين إلي جانب فراشه في ذلك المساء، وعندما انفردت الزوجة (لين أندروز) بنفسها أخيرًا، بعيدًا عن التيار الرتيب للزيارات العائلية وتعازي...
جلس هناك، في غرفة صغيرة جعلها مكتبا له في منزله، حيث وضع منضدته، ومذياعا، وجهاز تلفزيون صغيرا، وخزانة كتبه التي تضم مراجعه الهندسية، هناك حيث رتب منذ سنين ركنه الخاص لإنجاز تخطيطات هندسية كهربائية للشركات الصغيرة، ولقراءة مجلات علمية فيما يشغل التلفاز أو المذياع بصوت واطئ كعادته. لكنه هذه المرة...
وقفت موكامي على عتبة كوخها، يشد رأسها شال أملس زيتي اللون. يمنع شعرها من أن ينسدل فوق كتيفيها النحيلتين. كان الظلام خارج الكوخ موحشا ومخيفا. أدارت رأسها تنظر ناحية الموقد. بدت لها النار الخامدة جوار الموقد كما لو أنها تدعوها للعودة... انتابها التردد لحظة قصيرة... حسمت قرارها... دلفت إلى...
لم يكن (مايكل أوبي) يتوقع أن تتحقق أمنياته بهذه السرعة، فقد تم تعيينه مديراً لمدرسة ( ندوم ) المركزية في يناير 1949. كانت المدرسة من المدارس المتأخرة في المنطقة وقد قرر المسؤولون إسناد إدارتها إلى مدرس شاب ونشيط لإصلاح شأنها. قبل (اوبي) المهمة بحماسة ووجدها فرصة مناسبة لتطبيق أفكاره الخلاقة على...
السبت مرّ عامان على زواجنا. لم يعد هناك مبرِّرٌ لمواصلة حياتنا المشتركة. أتمنّى لو لم تكن «هى» موجودةً. ماذا سيحدث لو حصل لها مكروه؟ سرطان، حادث؟ طريقة موتها ليست مهمًّة. الأهمّ هو الخلاصُ منها. أمس، عندما رأيتُ زوجةَ جارى، أدركتُ أنّنى لم أعد أحبُّ زوجتى. نظراتُ زوجتى ميّتة جدًّا، ولا فرحَ...
كان أريستيدس معتاداً على الذهاب عارياً إلى العمل. وكنا نحسده جميعاً، ليس على جسده فلم يكن مثيراً للإعجاب، ولكن على تلك الثقة، وقبل أن نتمكن من الضحك كان يرمق ملابسنا موبخاً ثم يدير لنا ظهره ومؤخرته الشاحبة والخالية من الشعر. " هذا الأمر لا يطاق " زمجر رئيس الإدارة عندما شاهده للمرة الأولى يتجول...
فتح عينيه مندهشاً لوجوده في هذا المكان... بذل جهداً كبيراً ليتذكر ما الذي جاء به إلى مكان لا يعرفه... اكتشف أن ساعديه وكاحليه مقيدان بالفراش حين حاول النهوض... تململ صارخاً... جاءته أجنبية تركض مرتدية ثياباً زُرقاً مما زاد استغرابه... جاهد ليستجمع وعيه... أحس بغثيان... دار رأسه، وراح في غيبوبة،...
كانت لا تزال فتاة صغيرة ، و الجميع كان يشيد بسحرها وبراءتها ، حلقتاها الكبيرتان على أكتافها ، في فترة بعد الظهر، كانت تغني أمام البيانو الذي كانت والدتها تعزف عليه و هي متحمسة لسماع صوتها. مرت الحياة هكذا هادئة في ذلك البيت ولكن في يوم من الأيام ظهر غريب وبقي ليعيش هناك. كان طويلا وجميلا،...
في ذلك الزمن البعيد ، الموغل في القدم ، إصطحب درويش إبنه معه خارج المدينة . كان الأب يلبس جلباباً عتيقا لكنه نظيف وتفوح من نسيجه رائحة الخزامى، و يرتدي قميصاً تقليديا برزت ياقته البيضاء من عنق الجلباب ، أما الإبن فكان يلبس جلباباً على اللحم يصل حتى منتصفي ساقيه النحيلتين كساقي لقلاق لم ير النعمة...
الحانة تعجُّ بالزبائن , ودخان السجائر, ورائحة اليانسون . و زرزور – صاحبُها العجوزُ, الصامت دائـماً – يجلس خلف الدفّة، يسند رأسَه إلى كفّيه, ويراقب بشبه إغماض. دُون أن يُلقيَ السلامَ, توجّه يوسف الجمل إلى طاولته المعتادة قرب النافذةِ الصغيرةِ المطلة على بيوت الحارة القديمة . استغرب زرزور...
منذ أن رآها عشقها… دون أن يعرفها، أو يعلم ماذا تدرس. فهو لم يجلسْ معها قطُّ، ولم يتحدّثْ إليها قطُّ؛ لكنّه حيثما كانت يكون: يجلس في مكانٍ قريب، يلتفت إليها، في الكافتيريا، في حديقة الكليّة، يتابع حركاتِها وسكناتِها، ضحكاتِها وكلامَها، ونكاتِها التي تتبادلها مع الشباب الذين يحيطون بها. هو في...
أعلى