قصة قصيرة

جلس ماهابيتا المزارع الهندي متضرعا: شكرا لك يا بقرتي على استجابة الدعاء..فابني الذي كان مريضا مات وارتاح من الالم. وزوجتي التي كانت حبلى اجهضت ونجا بشري جديد من الهم والزراعة فسدت فلن نتعرض لاستغلال السماسرة .. وملكنا الطاغية هزم المتمردين فسنهنأ بالاستقرار والأمن .. وحمارتي كسرت رجلها فهنيئا...
سِرنا على الدرب أُضئ لكَ نورًا ملائكيّاً ينمو بين عينيك شموسًا تتلألأ، فاسدلتَ شيطان أجفانك ، فسيقتْ إلىّ شياطين الظلام . ولقد عبّدتُ لك دربك ، تنمو بين خطواتك أزاهير عطرة ، تربتها حصباء من اللؤلؤ ، تُروى من أنهار عذب سلسبيل . كلما مشيتُ.. طرق أذنيْك خرير ماء عندليبي ، فأدميتْ قدمى بالأشواك ،...
تعلقت به حد الجنون، وقد رأت فيه فارس أحلامها، وهامت في حبه.. تتصل به أثناء كل ساعة... واليوم الذي لا تسمع فيه صوته؛ كأن شمسه عليها لم تطلع، تتباهى بين قريناتها.. بحسنه وأخلاقه، وهي أيضا كانت على درجة عالية من الجمال.. وتنتمي إلى أسرة كريمة ولم يبق من أخواتها من غير زواج إلا هي.. وتقدم لخطبتها...
في البدء: لكي نتحرر من عقدنا ، ومرجعيتنا الثقافية الخاطئة القاسية ، يجب أن تتنفس في دمائنا بشكل طبيعي إمرأة من جهة أخرى . الصباح وجه امرأة من الشام ، ووجهي فيه وجه راع في صحراء الدهناء ، ووجهها القروي الأسمر في شمال الأحساء ينطفيء ، ووجه الرفيق شافي مفجوع دائمًا ، يترسبُ فيه حزن حمائم بيضاء ،...
ا
حياته مليئة بالأزقة الضيقة المعتمة تلك التي لا يخرج عنها إلى إنفراج بعد أن أجبرته أيدٍ أن ينصاع لما قمعته أن يتعود عليه وإلا؟؟ حتى مارة المصادفة تَعَود عليهم وقد أكتظ مكانه بعدما أضاق الزقاق بكثرة الخرق البالية وبقايا قطع مختلفة من مخلفات وعتيق الأشياء التي يجمعها، او تلك التي يكبها بعض الناس...
بجوار ماسح الأحذية .. وبائع الليمون .. كان يجلس " بكرتونة " الورقية .. يبيع اللب , والفول السوداني .. يخرج كل يوم من بيته .. الكائن " بساحل طهطا " مع أول ضوء , وقبل أن تطلع الشمس .. تراه يتعكز في الشارع الطويل , يدب علي الأرض بخطوات ثقيلة , ضعيفة .. ناهز السبعين خريفاً , أو يزيد عليها قليلاً ...
ازقة المسالمة خالية نهارا ؛ مع ذلك ستشعر بروحانية مسيحية حين تعبر متاهتها ، ولا بأس من أن ترى فتاتين قبطيتين جميلتين تسيران الهوينى وأصابع يديهما متشابكة.. عابرتان الأزقة كطيف مريم المجدلية. المباني لا زالت على صورة تكوينها الأولى لم تزد ولم تنقص. يقول ماركوس العجوز ، ويشعر بانتماء يتخلل عظامه...
كان ذلك يَومُه الأوَّل في المدرسة الإعدادية. أوصَلتُه أمُّه إلى بابها، وأوصَتهُ بحُسن الخلق مع الجميع، مُدرِّسين وطلبة. وعى كلامها جيدا، فظلَّ طوال اليوم لا يُحدِث أيَّ نوع من الشغب. اصطفَّ في طابور الصباح، وعيناه تبحثان عن أصدقائه، أو زملاء الدراسة. وقفز قلبه فرحاً حين وجد عدداً منهم يبادله...
النجوم - قصة قصيرة -لمع حذاءك العسكري جيدا... قالت نسمات وهي ترمق زوجها الذي دهن فردة الحذاء طويل العنق بالورنيش ثم تركها وأخذ يلمع الفردة الثانية ببطء دون أن ينبس ببنت شفة. - قلت لك استخدم النشا عند كي البزة العسكرية....ما قيمة الكاكي ان لم يكن نظيفا ومهيبا.. كيف ستترقى لضابط صف يوما ما بهذه...
اتفق الأصدقاء، في سياق عبثهم وضحكهم، أن يقنعوا السيد محمد بإحضار ديك أسود ليكون وليمة يجتمعون عليها في نهاية الأسبوع القادم. واتفقوا على أن يسردوا على مسامع سي محمد رؤيا "الشريف"، وهي رؤيا صادقة، مما لا شك فيه. وكما حكى "الشريف" تفاصيلها كانت الرؤيا تؤكد تحلقهم حول مائدة عامرة فارهة توسطها طبسيل...
الدّمار هو خلفية الصّورة ..والبيوت المنهارة هي كلّ ما يمكنُ رؤيتهُ ..(حمصُ ) أيَا مدينة الموتْ ...انحنتْ أعمدتها ومالتْ سطوحها بتأثير القصف ...وضاقت شوارعُها الضيّقة بالرّكام والحُطام ...خلتْ بيوتها من الناس وسكنت زواياها أشباحُ الخوف وعفاريتُ الحذرْ...وكأنك أمام لوحةٍ سُريالية رسمها فنّانٌ...
كيف دخل، كيف خرج، هل هي حبيبتها زينات أم شغالتها الوفية أم رضا؟ يا رسول الله اكشف غمتي، وارفع بلوتي. تقترب من السبعين، تعيش وحدها في إحدى شقق مبنى تقادم عمره- مثلها - وتقادم طرازه. أحيلت إلى المعاش عندما بلغت الستين حاملة معها لقب أبلة منذ تدرجت في وظائف التدريس حتى وصلت إلى ناظرة إحدى المدارس...
" اسمي محمد بوسعيد. منظف أرضيات. لست بولنديا ولكنني مغربي. ويناديني البعض منذ فترة طويلة " موحا". أما البعض الآخر، بعض الماكرين، فيسمونني بوش. يضحكون ولا أعرف السبب. ويطلقون الدعايات حول اسمي. لم أعرف أنه يمكن أن يكون غريبا. فأنا متوسط الطول، أسمر، شديد المرة، لي لحية ذات شعر أجعد وفي أي مكان...
في البداية كانوا يلتقون في المناسبات، ثم أصبحوا يصنعونها من أجل أن يلتقوا، هم مجموعة من المثقفين جمعتهم ظروف العمل في بلد عربي، كانت تربطهم الأفكار والمعتقدات في مرحلة، ثم أوضحت لهم ظروف الغربة- دون لبس- أن حاجتهم إلى أن يلتقوا لا تزال باقية حتى بعد أن تسلل الاختلاف إلى أفكارهم في عالم دائم...
اهتز الفانوس الوحيد الذي يضيئ الشارع مع تعالي وقع الأقدام الثقيلة التي تتقدم من نقطة غير محددة، نحو قلب المكان. ارتعش الضوء الخافت مرتين، ثم تضاءل واضمحل بسرعة، قبل أن ينطفئ تمامًا، تاركًا الشارع يغرق في بحيرة من الظلام والسكون لا يقطعها إلا صوت الخطوات المخيفة. وفي داخل البيت سُمع صوت طرقات...
أعلى