قصة قصيرة

كل ما فى الغرفة وثير ومؤثث على نحو مبهر ومبالغ فيه ، جميع القطع المرصوصة بعناية تتألق ببذخ واضح لا تخطئه أعين الناظرين ، ربما غاص الزائرون في مقاعدهم وراحوا فى استرخاء لايستطيعون معه التحاور عن تلك الاشياء التى جاءوا من اجل الحديث عنها، فجميع مايحيط بهم يدعو الى الاستهانة بالاخرين والقضاء على...
الدقائق التي تسبق الغروب، يعمه الاِرتباك، يستبد به خوف، يتقلص فيه اكثر من مكان، ويصل إلى هاوية الخذلان، وكأنه يودع شيئاً عزيزاً ..مبهما، يسارع إلى مقهاه المفضل حيث يتوسط شارع الأطباء، ليرقب كل حركة، ويفحص كل خلجة، ويحلل كل صوت.. سيارات وزعيق ومرضى، رجل مجنون يرمي الزبد من فمه، قدح شاي لم يزل...
ما كاد السيد علي يطمئن على مقعده في سيارة الركاب، حتى لمح وجه السيدة زينب تجلس في الجانب الآخر من السيارة، وراوده شعور بالقلق وبالخزي في آن واحد، حتى إنه اعتقد - لمدى لحظة واحدة - أنه لن يحرك ساكناً إذا ما التفتت السيدة زينب تجاهه، ورأته، ثم بصقت في وجهه.. وحاول أن يرفع الجريدة أمام وجهه ستاراً،...
حين خطفها الهواء العاصف بزئير ومطر رأيتها في عراكها البالغ تتقلب في موائها الصامت تحته ، وهي تضربه وترده وتقاوم رغبته المجنونة بكل ما تستطيع .. كان الطريق خاليا من الناس الا من ظلال بعيدة تنخطف كالأشباح وإلا من بعض القطط المرتجفة والكلاب الشاردة التي لا مأوى لها .. كانت الشجرة التي تسمع وترى...
تناول وجبته سريعا عقب انتهاء الدراسة. هل كانت من الملوخية التي تفوح منها “قدحة الثوم” ام مزيج اللبن الرائب والثوم وفطاير القمح الساخنة الزكية الرائحة؟ كان ذلك مناط اشتهاء الصبي ومبعث متعته وسعادته، وكانت أمه تسعد لسعادته وتهش لإطعامه. استأذنها في العودة إلى المدرسة. لم يكن يدرك السبب وراء ذلك،...
لو لم يأخذ باله في آخر لحظة؛ لأكله الموتوسيكل وسائقه الموتور بسرعة سينمائية. خطف نفسه مُتفاديا الأزيز المجنون، ووقف مائلا فوق سياج الكوبري العتيق، مُغالبا سخونة الدم إثر صدمة تخيُّلية كادت أن تطوله في حارة المشاة. في الأسفل البعيد ماء مُخضر تتشكل موجاته الصغيرة بانتظام بليد، وخلف ظهره أقواس...
ألقيت بنفسي من نافذة القطار .. تكومت فوق الركاب .. ركلتني بعض الأقدام .. أخيراً استطعت أن أتخلص من الزحام ... ـــ " أف "... وضعت حقيبتي...
وقف الشيخ العائد من أرض الغربة .. يتوكأ على عصاه النحاسية .. يرتدي ثياباً فارهة داكنة اللون .. جاحظ العينين .. مقروض الوجنتين .. وقد عجل الشيب إليه .. قال الشيخ العائد يحدث نفسه .. ذات لقاء قالت : ــ الطريق محفوف بالمخاطر .. و تلك الصخرة سوف تجلس ـ يتيمة ـ كل مساء .. يدنو الشيخ العائد ...
سلاح أفريقي-قصة قصيرة الزمان: 2674م المكان: دولة السودان العظمى حدود الدولة: تشمل من اريتريا شرقا وحتى مالي غربا ومصر شمالا وحتى اوغندا جنوبا. القوة العسكرية: اكبر اسطول بحري في العالم. أكبر اسطول جوي في العاام. مائة اثنان وعشرون مفاعل نووي. عدد سري من القنبلة الجينية التي لا تملكها أي دولة...
كان الميدان يئن تحت وطأة ظهيرة قائظة، ورطوبة لاتحتمل، فشمس أغسطس تتعامد فوق المبانى وأسفلت الطرقات، تلهب رؤوس البشر وكافة الأشياء . رغم هذا، كان هناك بشر كثيرون، وحركة دائبة، وثمة رجل يمشى بطيئا فى هذا الزحام، جذبنى إليه المعطف الصوفى الثقيل الذى يرتديه فى هذا التوقيت من العام . كان يمشى وحيدا،...
اليوم أكملتُ سنيني ..؟! هكذا قال لي ملاك الموت : اليوم دقّ ناقوس النهاية.. اثنان وخمسون عاماً ..بعدد أوراق اللعب ...فهل أحسنت اللعب على مسرح الحياة؟ فلا يقاسُ العمر بعدد السّنين ولكنْ بنوعيتها...هكذا أردف ملاك الموت: ( وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا... ) إذا كان تمام العمر...
طيلة نهار أمس أبهظني شعور بحنين وافتقاد لمكان رأيته منذ زمن عند شاطئ البحر الأحمر، في ظل جرف صخري ذي مساقط هائلة منحوتة في سلسلة الجبال الوردية التي هناك. كان ظل الجرف يرتمي على خليج صغير تتدافع إليه أمواج وديعة من مياه كان لونها في هذا المستوى فيروزيا، وعند أقدام الجرف كانت الأمواج تتكسر...
لم أعد أرى في الرجلين شيئا يميزهما، فقد صارا متشابهين تماما، حتى في الضجر الشديد الذي راح يرسم ملامحهما ونظرات العيون، لكن وجهي المتشبث بنصف ابتسامة أوحى لهما بأنني على مشارف محاولة جديدة. كنت أضغط بإصبعي على مجرى الأرقام حتى لا يخذلني الخط بذلك الصفير الحاد المتقطع فأدع السماعة لأحد الرجلين ككل...
"وآخرتها؟". وسمعتني أقولها وأنا أفزع من عز المنام، كأنها وخزة الوقت الداخلي التي تحدث فجأة، ملازمة لدقات الساعة المعلقة على الجدار يعلو رنينها في الجنبات، فتنهض. انتبهت. "ثمة أشياء تخصك تحدث من حولك، ولأنها شريرة بدرجة تثير الفزع تظن أنها من تدبير الشيطان". نهضت وأنا أشعر بزمتة العصر المشبعة...
لماذا تنظر إلى يا إبراهيم؟ ولابد أنى أحسست بالخجل. أذكر أنى أطرقت أنظر إلى طبق الطعام الوحيد فوق "الطبلية"، وغمست اللقمة فيه، ثم رفعتها إلى فمي، ورفعت رأسي كله أبحث عن شيء في السماء، فلم أقابل نجمة واحدة. - إبراهيم لا يصدق أنك تصوم وتفطر معي كل يوم سمعت أبي يقول ذلك، ورأيت " عم دميان " يبتسم،...
أعلى