قصة قصيرة

وقف في الطابور مع بقيّة الخلق، إنه اليوم الثالث على التوالي الذي يدحرج فيه جرَّته إلى الأمام كلما آثرت الرجوع إليه هكذا إلى أن يصل إلى مركز توزيع الغاز، كما أنّه الوعد الألف على التوالي بأن حِملَ الغاز سيصل اليوم من معمل التعبئة، لقد سمع أحدهم يقول: - إن المسلّحين قطعوا خط الغاز ولم يصل شيء إلى...
يبحث عن سر وجوده عباس، فلكل مخلوق أساس وعرق دساس، ما أن يُخلق حتى يصبح مخطوط ضياع ينتظر أن يداس، بحكم طبيعة الناس من ولد فقيرا لابد ان يداس خدمة له ولبقية الاجناس، يسارع دوما متخطيا مهاترات عال صخب بين المركبات في زحمة الناس، يحمل مستلزمات حياته جيوب مدرعته التي جعلها خزانة عمره والمقادير التي...
دخلت القاعة الواسعة بخطوات ملسوعة، يلاحقها لسانها الملتهـج بصباح الخير صباح الخير، توزعها آليا على زملائها الذين سبقوها إلى مكاتبهم، وبمجرد أن وصلت آخر القاعة، مكان مكتبها؟ ألقت بحقيبتها فوقه، ويجسدها المنهك على الكرسي الخشبي القديم، المتبقي كتذكار حي من زمن تغلغل النفوذ الأجنبي في البلاد، قبل...
كنت اسير وراءه , اتبع خطاه كظله . . . وكان يلتفت الي بين حين وحين ليتأكد من انني ما زلت اتبعه . . . كان اشيب الرأس , قصير القامه , بدينا , يتدحرج في مشيته السريعة الخطوات , بين ارجل الناس كالكره . . . ظلمة الأزقة القديمه المتعرجة , تضطرني لأن اجعل المسافة بيني وبينه اقل بعدا , كان ذلك يضايقه...
ربما لم أكره في حياتي كلبا من كلاب هـذه الدنيـا الواسعة قدر كراهيتي لذلك الكلب الذي فاجأني بنباحه الشرس وأنا أقف أمام بيت أبي، أنادي وأنا أشعر بالخوف فيوشك صوتي أن يتوه ولا يظهر له أي أثر بسبب النباح المتواصل العنيد وكأنه يطردني، كانت زوجتي تقف ورائي وهي تحمل الولد النائم على صـدرها، تتباعد إلى...
تنبيه: إن هذه القصة لا تعني أحــــــدا بعينه، والأسماء التي وردت فيها جاءت اعتباطيا. في انشداه مشبع بإجفال، عيناها الزرقاوان تحاصران سحنتك المتداعية، دفء المكتب أخذ يهذب قشعريرة وافدة تمخر جسمك منذ هذا الصباح الشتائي، دهشة المثول الأول لا تزال تلفّك، ودون أن تُمنح حق الجلوس...
كل شيء هنا قديم، سجائر البحار، زجاجات الخمر المعتق، الأدوات المكتبية، أوراق الكتب الصفراء. وللدكان رائحة عميقة وغامضة، أشمها كلما مررت من هنا، وفي كل مرة، سأجد نفسي أدفع الباب الزجاجي، وأقف في مواجهتها، وستلقاني بنفس الابتسامة حتى أشعر بالخجل، فأحنى رأسي وتغمرني رغبة في بكاء. أغالبها وأقول: ـ...
لم يصدق سكان القرية نبأ إختطاف شريفة من قبل الجني الذي تزوجها عنوة.. راح الناس يفصلون ويفبركون.. يذرعون ويشبرون رواياتهم على ذائقتهم.. تارة يقولون أنها لاذت بالفرار مع خطيبها وابن عمها ” محمد ” الذي كان حدد موعداً لزفافهما.. وتارة يؤكدون أن “شريفة” سافرت لخالها لتتسر على فعلتها الشنيعة؛ لم حملت...
في كراسة أحلامك تكتس السماء بأي حلة تختارها أنت لها. وإذا ضخوا الحبر الأسود فوق الوانك المبهجة فلا تبتئس ولا تقلب الشفاه، ففي دفتر أحلامك دائما هناك صفحات وصفحات ناصعة البياض مهيأة دائما لاستقبال الألوان المحببة إليك: التوقيع (بنت صغيرة). * ويومها لم أنم طوال الليل لم أنم ، جعلت أحدق في السماء...
"يا سعادتو.. هذا المدعو مختار شخص مجنون... هذا الشخص يحاول تدمير الهيئة .. أشك أنه شيوعي وطابور خامس". - ليه؟ - يا سعادتو البارحة بعد نهاية الدوام رأيته يصور أوراقا من أوراق الهيئة.. هذا الكائن لديه تصرفات مريبة.." - وكيف عرفت أنها أوراق تخص الهيئة؟ - يا سعادتو.. رأيت الترويسة.. الترويسة الزرقاء...
... إنها ... يدي ... تلك ... الجسورة ... الحانية ... المخاتلة ... الكريمة ... الرادعة ... الرحيمة ... الطاغية ... ذات الأصابع الطويلة ... تأخذك أخذاً ... تمسك بتلابيبهم ... تقذف بي ... إلى أقاصي الدنيا ... تحطه ... ترفعه ... تتسلق بهم ... مدارج الغايات الكبرى ... عسى نور السماء ... أن يسمو بنا...
على الجبلِ الصّاعدِ صوب السماء، على الجبلِ متملِّقِ السماء، عليه صوب السماء، تصعدُ متسلِّقاً الشعورَ، رائحة حنّاء، متشبِّثاً بنهدين ضامرين، ممسكاً أسنانَ فولاذ بأسنانِ لبن. شفاه تتدلَّى، أحمرُ لسانٍ، لففْتَهُ بلسانٍ وتسلَّقْتَ الجبلَ صوب سماءٍ كاذبةٍ وأثداء مجدبة. يا أوجاع العشّاق، يا عشّاق...
- بالحق يا أميرة ، ما أخبار الوافد الشمالي ؟ قالت الوصيفة الشابة لصديقتها الأميرة وهي تصب لنفسها ولها كأسين من نبيذ بينما شمس الصحراء تلسع جسديهما البرونزيين من خلال أغصان النخيل منتصف نهارٍ ما - اجتمع والدي الملك المفدى بسبعة عشر من حكمائنا . وحضر الاجتماع اثنان من التجار وقسيس وأحد رجال الوافد...
1- الطريق الآبق اعتصرُ ذاكرتي كقميصي المُبتل في محاولةِ التذُكُر سهام’ سناء، ربما سهي . الذاكره تمور كحفل صاخب الملامح تتحقق بصعوب انت نفسك من وجودك فيه ، امدُ يدي ونصِف ضحكة لتمرير حرف السين مضغوطاً مع حروفٍ مبهمه مُراعياً متوسط المخارج الثلاثة لإيهامها لكِنها ضبطت اوراق الغِش في صوتي’ تهزُ...
في العصاري... هو الوقت الوحيد الذي تستطيع فيه تلك العصافير محادثتي .. برغم وجود رفيقي.... حيث اتاني كالعادة حاملا كيسه الملئ بالحصي ذي الألوان الجميلة .. نستطيع التخاطب ومعرفة اسرار الكون ...بلغة لا يفهمها سوانا ..أنا و تلك العصافير الصفراء الجميلة. دائما عند حضوري للقرية ما يأتيني رفيقي هذا...
أعلى