قصة قصيرة

ماذا لو قلت لها .."هل لكِ أن تسكنيني , تجري مع دمي في شراييني .. تتخلليني .."... أو بمعني أخر .." هل تسمحين لي أن أدخل حياتكِ , لأقاسمكِ العمر, والخبز, والكتابة ..".. فلنفترض قلت لها ذلك ..؟!.. ولنفترض أيضاً أنها رفضت ..؟! .. ماذا سيحدث ..؟! .. " هل تعتقد أنها سترفض ..؟! .. ربما ... دعنا ألان من...
كانت عيناه الزائغتان تحذرانى بشدة! كنا فى أول شارع أحمد سعيد من إتجاه العباسية، داخل الباص. صعد شاب مارقاً فى سرعة مثل السهم، وجلس على الكرسى بجوار الشباك خلف السائق. وعندما نظرت نحو الجالس إلى جوار الشاب، لمحت فى يده أسورة حديدية مربوطة فى يد الذى جلس إلى جواره، اليد اليسرى للعسكرى فى اليد...
لأصل إلى حجرة الانتظار، كان علىَ أن أجتاز ممراً يعج بالراغبين في مقابلته. هذا هو المقعد الذي أعتدتُ الجلوس عليه في زاوية صالة بيتي. هنا لاشىء آخر غيره، وعلىّ أن أجلس في انتظار أن يُسمح لي بالدخول. هكذا أبلغني سكرتير مكتبه، ثم طلب مني أن أخلع نظارتي، فليس لأحد أن يدخل عليه بنظارة. الأرضية...
عانق الدم الثرى، فاستحال الثرى طينا نقيا، وصار الطين حمأً زكيا، وأصبح الحمأ صلصالا عفيا، وأضحى الصلصال نورا دريا، وأُلقي النور إلى الرحم العنيد، ليحمل قبطانا – يشبهنا – صغيرا ٠ – أهو قادر؟ القبطان ياصغيرتي قادر على الإبحار، فهو يعشق السفائن ويصاحب الأنواء، يسافر في الخرائط ويحاور الأعماق، يهدئ...
أجبت على تساؤل أحد المسئولين عن ذاك المعرض الفني الجماعي بوسط القاهرة: «نعم إنها لي». كانت لوحتي تتوسط الجدار المواجه للباب الكبير؛ فزاد فرحي.. تكوينات اللون فيها حتماً ستشد أعين الزوار، كما أن شخوصها النابضة بالحياة تدعو للتفاؤل بذاك النور المنبعث برتقالياً شفافاً، والذي ركّبته من أكثر من لون...
أيقظه صوته وهو يصرخ منفلتا من كابوس لاملامح له. رأى الظلمة، وكانت صفوف كتبه أول ما لفت نظره فى غرفته الصغيرة شبه المعتمة. كان هناك شىء ما يزهق صدره. شىء ثقيل آخذ فى التضخم وموشك على الانبثاق. شىء أشبه ببئر تمتلئ وتوشك أن تطفح. تمتلئ بتسارع يخنق الروح فيسرع إلى الحمام ويطفح. وما يكاد يعود منهكا...
انظروا إليه، يتحدث كممسوس، يختبئ خلف نظارته الطبية كوطواط، ما الذي سيحدثكم عنه؟ امرأته تجلس في صحن مكسور، وأطفاله الأربعة، يسكنون في ثلاجة يسميها غرفة، ولديه سقيفة مليئة بالكتب والمجلات العتيقة، والفئران. فئرانه قرضت كل المجلات التي لم يستطع قراءتها في حياته، حتى كتبه الفلسفية الضخمة لم تسلم،...
الألقاب الطيبة لا تلتصق إلا بمن يستحقها، وأنا استحق لقب مهاتما، لذلك كانت أمامي مهام كثيرة، دخلت دكان الحلاق وأنا أهتف هتافا حماسيًا : أنا المهاتما رامز...! لم أجد من الحضور الكريم زبائن الحلاق إلا نظرات بلهاء وأفواه مفتوحة، تركوني أردد هتافي دون أن يسألني أي واحد عن معنى كلمة مهاتما التي...
سامحها الله.. رفضتني .. مستحيل .. أنا أُرفض .. مِن مَن ..؟.. من هذه ..؟! أهكذا ..؟!.. لا أُصدق .. عقلي يكاد يُجًن ...؟!!.... كيف ..؟.. ولماذا..؟. ولما .. ؟! .. لا , لا , هذا غير معقول .. !!.. لابد في الأمر شيء .. بالتأكيد هناك شيء ما .. جعلها ترفض هكذا .. أكاد أُجّن ...؟!.. ألم يتهلل وجهها...
مرّت السنوات وكأنها طرفة عين، تجدّدت مياه النهر، وبقي النهر على حاله، النّهر هو النهر، يواصل سفره الأبدي، لعله يعانق البحر،في لحظة شوق، أبّدها السفر الطويل، كَسَهمٍ مشدودةٍ إلى قوسها، ويرخي قبضته في نشوة اللقاء، فتنطلق عابرةً أُفُق الخلود وتنداح مسلمةً جسدها لسرير الموج الوثير في نوبة سخاءٍ لا...
قفز فى الماء ، فبدأ القارب يتأرجح بشدة . تلفتت ولم تجده ، كانت تحدق ذاهلة ، ودون أن تشعر خرج صراخها عاليا حادا ، فانتبهت نوارس كانت تطير عاليا فى السماء والتفتت بأعناقها ، بدا الصراخ لاذعا مريرا ، له صدى ، كأنما يأتى من كل أنحاء البحر . كان القارب ما يزال يتأرجح بها ، وعادت تنظر كأنما تبحث عن...
ما كان عليك أن تغيرى طريقك ، وتدخلى من شارع جانبى ، وتعرضي نفسك هكذا لغزل صفيق من سائق تاكسي ، يخرج رأسه من النافذة ويقول .. العب يا ملعب .. يعض شفتيه ويكسر عليك ناحية اليمين ، هكذا اضطرارك لصعود الرصيف يجئ قسراً ، فيما تكاد رجفتك تسقط طفلك الذي علي صدرك . ما لعينيك لا تقولان كل شئ ، ألم يكن...
منذ ذلك اليوم وأنا أصبحت أسير وراءه من شارع لشارع ومن حارة لأخرى كي أحظى بتميزي بين الغلمان.. بين الفينة والفينة يرمقني بنظرات الفضول، ويرش على وجهي ابتسامته المتسائلة؛ تدب اليقظة في أوصالي، على الفور في همة أنحني أجمع حاجياته من على الأرض وأضعها في جرابه، لأكون جاهزا مستعدا لإشاراته وإيماءاته،...
أزمع أن يختتم حياته فى هذا المكان. خطر خفي: تعرف على الحقيقة المُخيفة عن الفطريات قبل أن تفقد أظافرك! خطر خفي: تعرف على الحقيقة المُخيفة عن الفطريات قبل أن تفقد أظافرك! الخلاء من الصحراء، والصحراء هى الأرض التى تقل فيها الخطايا، وربما تنعدم، لعزلتها عن حركة الناس. اختار لعزلته موضعاً فى صحراء...
آه لو كنت أنا غيرَ أنا .. أريد الآن اسماً غيرَ اسمي .. و رسماً غير رسمي ... أريد مهداً غير الذي وُلدت فيه .. وحليباً غير الذي رضعته .. أريد أباً غير الذي تزوّج أمي ... وزوجاً غيرَ ابن عمي . أريد أن أولدَ من جديد .. وأبدأ بداية أخرى .. تعبتُ من معاندة الدهر .. ومكابدة القهر .. في زمن...
أعلى