قصة قصيرة

ذات يوم، عثر فلاح على بيضة صفراء تلمع في عش إوزته. امسك بها فوجدها ثقيلة وكاد يرميها ظنا منه أنها مجرد خدعة قام بها احد أصحابه. ولكنه غير رأيه وذهب بها إلى بيته، وهناك تأكد أنها بيضة من ذهب. وفي كل صباح راح يزور عش الإوزة ويلتقط منه بيضة ذهبية. وهكذا كان الحال حتى أصبح ثريا. وازداد جشعه فأراد أن...
كان يتحدث الى صديقه بصوت يرتعش جراء ضربات عجلات قاطرة مترو الانفاق ، الصوت المزعج للقطار لم يخفي كلماته الواضحة ، فالمترو خال تماما الا منهما وأنا ..كان يحكي: - تعمل في مكتبة ، إنها فتاة لا تبتسم أبدا رغم جمالها الفتان ، جسدها بض وممشوق ، تصعد على سلم خشبي قصير لتعيد رص الأدوات المكتبية.. كنت...
استيقظتُ من نومي على لكزات خفيفة في خاصرتي، فتحتُ عينيَّ بتثاقل، لمحتُ من خلف غشاوة النوم هيئة أمي واقفة أمامي، الدموع تملأ صفحة وجهها. لملمتُ شتات ذهني الخامل، سألتها بجزع.. ماذا هنالك؟! قالت وهي تواصل بكاءها.. خالك توفي في ساعة متأخرة ليلة الأمس. حاولت في تكاسل الانسحاب من طراوة الفراش، مخدّر...
( الجزء الاول ) هائمة على وجهها بعد ان سرقت محفظتها من باطن حقيبتها اليدوية التي ما ان استلمت المبلغ عن قلادتها التي تعتز بها وتحبها كونها الشئ الثمين الذي تملكه.. كان بانتظارها ذلك اللص الذي قفز امامها فجأة، اسقطها وحقيبة يدها.. ثم انطلق هاربا وهي تلملم بقية حاجتها التي ما ان ادركت انه قد...
على جانب الطريق صخرة، بدت في وقفتها كتمثال نحتته الريح، مجسدة للفتنة الفاجرة التي هي على وشك الاندلاع، الاستدارات والانحناءات مستوية الكمال، شديدة النعومة والصقل، ولم تكن بي قدرة على مد يدي لأمس هذا الجمال الفاتن وأتحسسه، فوقفت مُسمراً محاولاً ضبط تنفسي. كنت على غير عادتي أسابق الغروب كي أتخطى...
بعد قليل سوف يرتفع هلال الشمس عن الشاطئ الرملي الموصول بلسان مائي ينحشر تحت الشارع المعبد الذي يمتد بمحاذاة البحر كالمسطرة . في أعلى الخور والذي يشكل المدخل البحري للمدينة التي تقع في ذيل العاصمه تتناثر مجموعة من المقاهي الخشبية تأخذ أشكالا مختلفة ولكنها بنفس الدهان الأبيض، والسقف الخوصي الذي...
عند منتصف الليل أو قبله بقليل بعد أن هدأت الشوارع من ضجيج المارة ودوران عجلات السيارات ومباغتات رجال الشرطة وبعد أن طوى أصحاب المحلات دكاكينهم المَفروشة طوال النهار وأوصِدت الأبواب والنوافذ وفتحات المنازل وصحت الأسرة في مشاكساتها الليلية ، في ذلك الوقت خرج الرجل من منزله بعد نهار طويلٍ مليء...
بلغا نقطة يصعب الارتداد عنها. حين التفتا الى الوراء كان البحر يضيع في لفافة من الغمام موحدا لون السماء بلون الماء. لون داكن شفيق يشبه انحدار القلب في حالة توقه الغامض . إنهما الآن في اللحظة القاسية أو الشرسة . يتشبثان بقوة الدفع والتعب يفت في جسديهما بكل حواس الوهن . يذوبان في احضان الامتداد...
نحن الآن ثلاثة فقط . أمامي شابان ،التشابه بينهما يصل حَدَّ التوأمة ، ورغم السنوات العشرين التي تبدو لكل منهما ، فهما يجهدان في نقل حقائبهما ، بين مواسير معبر "إيرز" ، "مواسير" الحديد . كلما اضطر للمرور بين هذه المواسير وبين هؤلاء الجنود، تنتابني حالة من الكآبة والشعور بالدونية والنقص .. تبدأ...
تمرّ ذكراه في خاطري فيبتهج قلبي. أحيانا.. يحدث العكس. ولكنني اعتقدت دائما أنه هو البطل. أتذكّره فأحسّ بالأسى والحزن على "أبو محمد"، الذي اختصر حكاية عذابنا وعذابه. الأرض أرض أبونا... كان يقول. كان يردّدها عشرين مرّة في النهار الواحد، ويقرنها أحيانا بجملة التصقت بلسانه يرددها أكثر منها "اللي...
قال وهو يروي قصة دامت ثمانية عشر عاما .. يزاول طقوسها في صباحات أيامه وظهريتها ومساءاتها: دخلت الحمام..وخلعت على عتبة نجاسته طهارتي .. وتوضأت بماء البول.. ونشفت أضلعي بصفحات القرآن..ثم أقمت الفساد لصلاتي واستقامت في نفسي.. وأعلنت التكبير له .. ووجهت وجهي لقبلتي وسجدت بين قدميه.. كان يعتلي عرش...
حلم الهجرة.... مستقبلٌ جديدٌ مضيء.. أم زاوية أخرى مظلمة من العالم؟ الزمان: شتاء 2007 م. المكان: المطار - العاصمة الأردنية عمان. أصواتٌ مختلفة تعلو تارةً وتخفت أخرى، زحامٌ شديد ووجوهٌ كثيرةٌ حوله في كل مكان، يتحركُ ببطء وسطَ الباحةِ الكبيرة، منكسرَ النظرات منحني الظهر يحكم بإحدى يديه غلقَ...
الجو المسائي البارد والهواء الذي يتسرب الي العظام يجعل ركاب الحافلة منكمشين. المسافة من العاصمة إلي قرية أبوالحلوات ، تستغرق ثلاث ساعات في الحافلة. السائق يرتجف رغم شعوره بالسعادة .. لم تسعه السيارة والأرض التي تمشي عليها .. سيعانقها عندما يصل ويقبلها ويستسلم لقهقهات رقيقة تراقص الشفتين...
من حين إلى آخر ،كان يذهب إلى بيت الزواحف ، لاينطلق سوى فى اتجاه وحيد اعتادت عليه قدماه ، هو قاعة الثعابين ، يلج هذا المكان ذا الضوء الخافت ، والهدوء المريب ، شاعرا بهذا التيار الخفى الذى يسرى فى أجواء القاعة. إنه إحساس مقبض يخترق أعصاب بعض الحضور ، الذين يتجمدون أمام الصناديق الزجاجية وهم...
حدق الحارسان فى بعضهما طويلا, كان كلاهما جالسا فى كوة المخفر الخشبى, فوق أكياس الرمل, مدليا ساقيه, واضعا مدفعه الرشاش على فخذيه. كانت الشمس تتألق فى السماء, وظلال الأشياء صارت عمودية تحتها تماما. وأخذت أشعتها تلهب قدمى الحارسين, مخترقة طبقة من الرمال الدقيقة على حذاءيهما فغرقت أقدامهما فى العرق...
أعلى