قصة قصيرة

– يا لكلود !… يا لكلود ! صاحت مارغاريت ممّا جلب انتباه كُلّ الطُلبة وانتباه المُدرّسة كذلك… فصاحت في صوت خرج من أنفها قبل فمها: - ما بك يا عاقة؟ ما به كلود… – لقد كان غبيّا… لقد كان معتوها… أكثر عتها من… – لقد قُلت لك ما به يا… وكانت على وشك النّطق بلفظة “الحمارة” النابية عندما دخل المُدير،...
قصتنا اليوم – يا من تقرؤون – سيرويها أبطالها .. وهم ليسوا أبطالاً إلا لأن قصتنا تتناولهم ، هم بالحقيقة صعاليك مجهولون وفاشلون..طرطشاتٌ مائية تنقذف من برك الطريق عندما تشقها عجلات السيارات المسرعة .. ومن يأبه بتلك الطرطشات الموحلة .. بل على العكس يتحاشاها الجميع وينظفون ثيابهم لو تطرطشت بها ...
ـــ أطياف النطق: هناك في نهايات الأسقاع المجبولة على التمدد نحو اللامتناهي، حيث لا طير يشدو ولا زهرة تغامر بالنماء، هناك حيث لا تستقيظ الشمس إلا وهي تفرك عينيها المغمضتين في انشداه طفولي لخلو المكان، هناك تقيمين إلى جوار كثيب رمل قد نحتت الريح الغاضبة قمم جوانبه في عناية فنان، وأسلمت...
الجو جميل اليوم يا زهرتي الليلكية وروحي بعد فراقك بدأت تتماثل للشفاء... أصبحت أحس بكلام الناس من حولي، أفهمهم وأراهم وبدأت أسعى إلى لقائهم كي أسمعك في أحاديثهم وأراك في ابتساماتهم و هم يتذكرون كيف كانت حياتك و إياهم... الكل هنا يا زوجتي الحبيبة يتحدث عنك: بناتك، أحفادك و تلاميذك بالمدرسة وناس...
كنتُ صبيّا مشاغباًُ،وكثيراً ما كنت أرافق والدي إلى معسكرات الجيش،فأقود سيارة اللاند روفر الخاصة به دون خشية،في فضاء المعسكر المفتوح،وأعبث بالسلاح المفرغ من الرصاص،أو أقلّد حركات الجنود أثناء الطابور! كلّ هذه الإمتيازات كانت من بركات كون والدي وكيل السريّة،المسؤول عن منح الإجازات،وصرف...
لم اعرف عنه شيئا سوى انه زارني بالدائرة عندما كنت مسؤولها الاكبر.. مرة او مرتين او ثلاث لا اكثر لاسداء بعض الخدمات البسيطة له والتي كانت بالتأكيد قانونية.. لتسهيل امر نقل قريب له على وفق الضوابط او للاجابة عن بعض الامور المتعلقة بالدراسات العليا.. فيما يخص حصة دائرتنا السنوية منها التي لم يعطه...
الثكنات الهندسية الشكل تبدو رائعة والسيارة تسبح في بحر الشارع تطوى الحقول الخضراء على جانبيها , والبحر أمامها يقترب , والشمس عذراء تتستر خلف الغٌلل البيضاء وتطل من بين الأغصان , وكان الهواء النقي يضرب وجهي بعنف , ويعبث بمعطفي الرمادي , ويخبط شعري , والشوارع المتسعة هادئة جداً تلهو فيها الشمس...
في كل مرة تمر علي دار القابلة " أم عفيفي "في مدخل العمار ، تحتك بحائطها ، وتبصق ثم تلعن " سنسفيل " أبيها لأنهما لن تلتقيا مطلقا . "وقف … اثبت مكانك …. البندقية معمرة …. أي حركة قول علي روحك يا رحمن يا رحيم " ولم يتوقف المتحرك عن الحركة ، ولم يثبت مكانه !! ، ومع هذا لم يكلفه ذلك حياته ،...
لم يرها قبل ذلك ، لكنه أحس أنه رآها منذ ألف عام وعام ، كان مدفوعا إليها بقوة لا يدريها أو يشعر بها من قبل ذلك ، كانت جميلة كوردة تفتحت تواً وابتسمت للسماء ، وضعت يدها على جبهته وسألته : - أما زلت وحيدا ولم تحب ... ؟ - لم أحب قبل ذلك - لماذا .. ؟ - لم أجد من أحب ... أو ماذا أحب - ألم تحب...
(1) أقعدوها ، منفطرة القلب .. ينتفخ جفناها .. تتورم ، وتتدلى شفتاها القانيتان .. يصطبغ الوجه الأبيض الحليبي بسياط من لهيب أحمر ، وأشباح تعدو بباطن جفنيها المثقلين بجبال من رمال تتحرك. بين الوعي واللاوعي ، تواجهها صورة أبيها ـ الذي رحل توا ـ بكل ملامحها .. تسرع ؛ لتلحق بسيل أشباحها. يهيج...
كان الوقت قد أزف ... البنت ناهدة الصدر تعدو على غير هدى , والولد نابت الذقن على أثرها فوق الرمال..سحابة سوداء لأسراب من الطائر الغامض فوقهما, و شمس عاجزة عن قهر العتمة المنصوبة بينهما. الولد غرس أسنانه في سبابته ثم صاح , يتمنى لو تسمعه . دون أن تحذره العتمة الملعونة داعبته, فسقط على الرمال...
عندما واجه نظرات الطبيب المترددة ، ألقى على وجهه نظرة ثابتة ، وسأله بلهجة تحمل قدراً كبيراً من الثقة واصطناع المرح : - ماذا عن مريضك يا دكتور ؟ زار الطبيب منذ حوالى أسبوع ، وكان يشكو من سعال لم يتحسن بأدوية السعال التقليدية .. فى الفترة الأخيرة كان يخرج بلغماً كثيراً ، وبين الحين والآخر كان يبصق...
جلست مع زوجتي في الشرفة المطلة على حديقة الحب نحتسي قدحا من القهوة ونتبادل اطراف الحديث تارة نتحدث فيها عن الماضي عن فترة الخطوبة وكيف قضيناها معا بكل وسعادة وشوق إلى لقاء بعضنا البعض ، فترة عرسنا فيها كل مفاهيم الحب والاحترام ومهدنا الطريق الذي لا زلنا نمشيه معا بكل سعادة فترة إنصهرنا فيها معا...
المرآة.. تجعلني أشعر وكأني سأظل حبيسا فيها إلى الأبد دوماً.. أمامكَ؛ في الحمَّام، في الغرفة والصالة، في عملك، خصوصاً عندما ترى وجه مسؤوليك.. كلما نظرتَ إليها، تشعر وكأنها تُجردّك من مظهرك الخارجي، ذلك المظهر الذي اعتدت عليه زمناً، واعتاد الناس أن يعرفونك به، وجهاً مصبوغا بالمشاعر المتلونة،...
كل ذلك يحدث عندما أنام.. عندما أستلقي على سريري وأغمض عيني يأتي رجل طاعن في السن يلبس جلباباً أبيض شفافاً ، يخفي ملامحه ليكبل جفوني ويدخل متباهياً الى حديقة أحلامي ، ويبدأ لعبته المجنونة التي لا تستهويني . يشق في غفلة مني نهراً جارياً قاعه أخضر من الطحالب الكثيفة، يخترق رأسي لينثر على الضفتين...
أعلى