قصة قصيرة

علي الرغم من مرور سبعة أعوام عجاف، إلا أن كل شيء هاهنا ما زال يحتفظ بمكانه ورائحة عبقه الأسطوري ... ماكينة الحج "أحمد ".. مازالت تروي حقول القمح الشاسعة , المترامية الأطراف , والتي تكاد تلتصق بالأفق البعيد .. كم أعشق طنينها الضارب كبحر من الشعر الجميل , والنخيل المهتز للريح , كعروسٍ راقصةٍ فوق...
في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة، التي رواها راضي بن الأمين صالح صدقة الصباحي [رتسون بن بنياميم تسدكه هصفري، ١٩٢٢-١٩٩٠، أبرز مثقف سامري في القرن العشرين، مُحيي الثقافة والأدب السامريين في العصر الحديث، خبير بقراءة التوراة، متمكّن من العبرية الحديثة، العربية، العبرية القديمة والآرامية السامرية...
يتم إدخال العريس وعروسه إلى غرفةِ النوم.. الجميع يحضهما على سرعة تزويدهم بالشرفِ الأبَيِض ملون بالنقّط والبقع الحمراء كي تعلو الزعاريد. غداً الصباحية ستأتي نساء وفتيات الحارة والحارات المجاورة، كلهن سيرقصن حول الشرشف المُبقع بحمرة دم بكارة العروسة التي ستنال من أهلها هدايا ثمينة.. سيرفعون رؤوسهم...
اندفع عم "طه" خارجًا من دار عم "سلامة" صائحًا: - سلامة مات يا حارة غضنفر. سلامة مات. يسرع "طه" السير في الحارة المتعرجة، وهو يكرر صياحه بالنبأ. كأن حدثًا كونيًّا قد وقع، وأطلت وجوه نساء وأطفال ورجال من بيوت غضنفر، وخضير، والحاج سليمان، وكاعوه، وفياض، وتسلق رمضان منحدر الحفرة...
الفنجان أبيض، مُغبّر برشّات سوداء باهتة، جوار أذنه المائلة تنحني وردة، أمّا الطبق الصغير المربع فلونه كالسائل اللزج الذي يحويه الفنجان الساكن، و زواياه حادة. همست لنفسي:قهوة مانو معتبَرة، لا سادة و لا زيادة، أمد يدي اليسرى- التي تقبض على نصف سيجارة محترقة– رافعاً الفنجان بلطف حذِر يتناقص بعد كل...
في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة، التي رواها الكاهن الأكبر يوسف ابن أبي الحسن (حسده) ابن الكاهن الأكبر يعقوب الحفتاوي (١٩١٩-١٩٩٨، كاهن أكبر ١٩٨٧-١٩٩٨، أحبّته طائفته، ساعي سلام، إمام في الصلاة) بالعربية على مسامع الأمين (بنياميم) صدقة، الذي بدوره نقلها إلى العبرية، نقّحها، اعتنى بأسلوبها...
كان هناك غرابيب سود... تلك هي الأيام والليالي التي تنقضي لا تنجلي، مذ كان الغزو ملئت بشظايا النكسة، هُزمت أحلامي، مستقبلي، طموحاتي، حياتي، ما كان كابوسا حتى أستفيق منه بصفعة، بل كانت الصفعة على وجهي هي الكابوس الذي اراه في كل لحظة دون ان يسمح لي بالإستيقاظ كي أهرب منه الى حيث لا أدري.. عتمة لا...
الحياة مدرسة فيها كل أنواع العلوم والدروس والعبر ... عايشين فيها ناس بتحاول تتعلم وناس بتعلم وناس بيتعلم عليها ....لا الغنى مرتاح ولا الفقير مرتاح ولا اللى واقف فى الوسط مرتاح... حكايتنا حكاية بسيطة لبنت اتولدت فى الوسط وعاشت فى الوسط و لطمتها الدنيا فى الوسط لغاية لما أتقطم الوسط..... هى...
مقولة شهيرة حضرتنى لصديق غال عندما يشاهد شخصا بائسا: ( روح اجرى وانت عامل زي الكلب الأجرب الحزين ).. مرت سنوات طويلة وهو يكرر هذه المقولة والجميع يضحك. ولكن أستوقفنى مشهد جعلنى أفكر فى الكتابة عن هذه الجملة. كنت أشاهد الغروب من شرفة منزلى المطلة على الشارع الرئيسى، وإذا بى أنتفض مع صوت فرملة...
كل شيء هنا يفوح بالجنس، محلات الملابس الجنسية الخاصة بالساديين وأدواتهم وأدوات وأكسسوارات لجميع الميولات الجنسية. هنا أيضاُ بعض العاهرات يعرضن أجسادهن مباشرة دون سماسرة، هنا باعة الكيف والهواتف المسروقة، هنا يمكن شراء الشهوات والرغبات بالمال. لم يفكر التوقف بالميترو رقم 2 في محطة بيجال أو يتجول...
ابتسامتك الأخيرة‏.‏ فصيلة دمك‏.‏ لون عينيك‏.‏ مساحة الحناء علي شعرك وأنت تتوضئين‏.‏ خلخالك الفضة‏.‏ فراخ الرومي وهي تأكل البيض المسلوق من يديك‏.‏ دعاؤك لأمي. يدك المرتعشة وهي تزيح وش المترد لتتساقط علي جلبابك الأبيض وهي في الطريق إلي فم سعاد الصغيرة. ضحتك لما ركب الولد العفريت سعيد فوق ظهرك...
كانت تسكت أمي‏,‏ تبتلع دموعها في صمت‏,‏ أرهف أذني لصمتها‏,‏ أحاول أن أعرف من هو أبي وماذا كان ؟ أتأمل ملامح وجهه في ضوء النهار‏,‏ في الليل أحملق في صورته تحت ضوء اللمبة, تتغير النظرة في عينيه مع تغير الضوء والمكان الذي أقف فيه, أمام دولاب الملابس أو وراء مكتبي, تبدو نظرته قوية ثائرة مستقيمة...
وقف. نظرحوله. رأى أمامه سلما متلويا وممتدا الى حيث لم تستطع عيناه أن تريا له نهاية. تلمس الجدران، ثم راح يصعد درجات السلم وهو يعدها:درجة.. اثنتان.. عشردرجات.. عشرون.. مائة. عندما نسى الرقم الذى وصل اليه، وفشل فى تذكره، راح يصعد الدرجات دون أن يهتم بعدها. فكر أن يسلى نفسه؛ فحاول أن يغنى. بحث عن...
أغمض عينيه ليرى، بينما الحمار الذي يمتطيه يمضي في طريقه صامتًا متطلعًا في لهفة إلى حقل البرسيم الممتد عن يمينه. تحول النهار أمام مقلهما الأربع إلى ليل، ورأى نفسه يدخل إلى هذا المكان الغارق في الضوء الملون، ليلمح الوجوه التي تلمع خلف الطلاءات الفاخرة، منتشية بنور الشهرة، والعيش المريح. كان فتى...
كل الدروب تقود إلى الجنوب، المنسي والمهمل في كل زمان ومكان، فقط يتم ذكره عند الكوارث والملمات، تعلو وقتها الأصوات المطالبة بالانتباه له، والعمل على تنميته وترقية أهله، فوران وقتي سرعان ما يطويه التجاهل، ليعود الحال كما هو دائما، من استغلال ونهب للخيرات والثروات؛ لكن ما العمل والبوصلة تشير دوما...
أعلى