قصة قصيرة

أضنيتنى بالهجر ما أظلمك = فارحم عسى الرحمن أن يرحمك مولاى حكمتك فى مهجتى = فارفق بها يفديك من حكمك ما كان أحلى قبلات الهوى = إن كنت لا تذكر فاسأل فمك تمر بى كأننى لم أكن = ثغرك أو صدرك أو معصمك لو مر سيف بيننا لم نكن = نعلم هل أجرى دمى أم دمك يا بدر إن واصلتنى بالجفا = ومت فى شرخ الصبا مغرمك قل...
حبيبتى تعشق العصافير.. دائمة التطلع لها على الأشجار، وداخل الفترينات، تجمع صورها من الكتب والمجلات تقصها بحرص وتلصقها بحيطان غرفتها زرقاء الطلاء، عصافيرها صغيرة وملونة، وأيضا يمام بنى، وحمام أبيض . تبدل طريق عودتنا للبيت.. حتى تمر من أمام محل بعينه داخل ممر جانبى، تسحب كفها من كفى، وهى تقول لى...
ناداني من خلف ساتر ضخم، يفصلني عن ميناء عتيق توقفتُ عنده كثيراً، على صوت بحر حسبته في بلادي. تأملتُ ملامحه المألوفة؛ وجهه الأبيض الذائب في حمرة وعينيه الزرقاوين وخصلات شعره التي غطَّاها المشيب. تلك الملامح التي كنت قد تركته عليها منذ آخر لقاء جمعني به في الزمالك. كان الغمام قد حطَّ على أرضية...
قبل ست سنوات كان الكاتب"العابر" قاعدًا على كرسي مفرد مرتفع إلى جوار النافذة في حافلة صفراء صغيرة، يقوم برحلة بين مدينتيْن في الغرب الأوسط الأمريكي، كانت الحافلة تطوي الإسفلت تحتها ببطء، والطريق طويل، يبدو للكاتب أن لا نهاية له. على جانبي الطريق حقول ذرة صفراء شاسعة، لا ترتفع فيها شجرة، أو نبتة...
في قصة الكاتبة الأديبة، بورابي باسو، عالم المرأة تفاصيل ومنمنمات ودواخل وهموم وتقلّبات لا يعرفها الرجل، وخاصة لو كانت هذه المرأة من بلد ضعيف مثل بنجلاديش. وقد تصحو المرأة فيعنّ لها فجأة ألا تطبخ، وهو إحساس لا يعرفه الرجل الكاتب، فأنّى له أن يحسّ بهذا وهو الرجل الذي يدّعي القوة والتفوّق والعزّة...
البيدر مطعون بالسيف.. الأشجار تتيممُ بالغبار.. الأغصان مسامير واقفة.. خراف الأمس الراكضة أضحت بذورًا منثورة.. الطيور الميتة أمست علامات عبور للرحل.. متى تلد الصخور مياه؟ متى يأكل السرو فاكهة ناضجة؟ متى يبني العصفور عشه وتفتح الصغار مناقيرها مناديةً أبويها بزقزقة مخنوقة؟ آه! منذ زمن لم أسمع...
شعر السيد نون أنه نورس عجوز نزل إلى الأرض ويقف أمام باب كبير ذا قوس وأسوار عالية، أحس بأنه قد رأى الأسوار والباب من قبل. تذكر وعرف أن الباب هو باب الحد، اقشعر جلده وارتعشت أطرافه، وقف شعر رأسه، تألم وصار كمن يحلم، يرى بعينين لا تعرفان ما يحدث، تريان رؤوسا مقطوعة ومعلقة فوق قوس الباب الكبير، رأسه...
سرد بلا كلام.. كانت الساعة تشير إلى الرابعة والربع صباحا، حينما نهضتُ مفزوعا من نومي - إنْ كان نوما - أتصببُ عرقا ، دائخا أسبحُ في آثار العالم الذي كنتُ فيه قبل قليل . رميتُ عني الغطاء بسرعة ثم مددتُ رجليَّ خارج السرير ،وقد صرتُ في وضعية الجالس على حافة الفراش.. وسط سكون تام و ضوء عمود النور...
✍ دخان كثيف يملأ السماء ، كانت ليلة حمراء ، خلفت حطاما وهدما للمباني والكثير من الموتى...، استمر القصف لساعات الليل الطوال والتي ازدادت استطالتها تحت صرخات الرعب ، وصمت الاطفال الذين أصيبوا بصدمة عصبية. الفجر ..اختلطت رماديته الطبيعية برمادية دخان الصواريخ والقنابل المتبقي من ليلة...
خاَلهُ الناس مجنونا، عندما يأتي في كل صباح وهو يحمل شبه صندوق خشبي، فجأة يتوقف أمام الجدار العريض الذي أكلته الأملاح وبول المارة والكلاب السائبة، رائحته لا يمكن مجابهتها، لكن يبدو انه قد اكتسب المناعة دون أن يعلم، ضاع وجه الجدار إلا من رسم صورة شبحية المعالم تلك التي يجلس قبالتها، يضع ساق على...
ظل واقفاً منتظر الأوامر..عدّل من هندامه .. رفع أسه.. وانتبه .. من جهة اليمين .. كان الصوت .. جهورياً .. كموج البحر الهادر.. لم يلتفت اليه ... ــ أُرقد ..!! لم يفكر.. نسي كل شيء .. إلا كلام المُعلم .. وهو يشرح له خطورة الموقف الذي هو واقف فيه .. دارت الدنيا برأسه.. نسي حبيبته..وأمه, وأبيه ...
" سبسطية " تلك البلدة، الّتي أتقاسمها فقط مع صديقي مُحمّد، حيث لا صديق لي غيره، والّتي لا يميّزها شيءٍ، سوى ذلك الموقع الأثري، الّذي تتعاقب عليه أفواج السيّاح، بين الفينة والفينة، والّذين كنّا نتسلّى أنا ومحمّد بالتفرُّج عليهم، والتعليق على تصرُّفاتهم،أو الضّحك عليها أحياناً، قاطعين بذلك ساعات...
يُري كالمعتاد من باب حجرة النوم المفتوح قليلاً‮ ‬لحافة ذو الغطاء الحريري،‮ ‬ومنضدة خشبية صغيرة منخفضة بجوار سريره،‮ ‬وعلي المنضدة كوب ماء‮ ‬يشبه حوض أسماك صغير،‮ ‬ماؤه عكر بسبب عدم تغييره منذ فترة طويلة،‮ ‬وفي قاع الكوب‮ ‬يربض طاقم الأسنان‮ ‬يبدو كأنه هيكل عظمي لإحدي الحيوانات المائية‮ ‬يسبح في...
دائماً يردني الكابوس ذاته، منذ أن كنت صغيراً، فأستيقظ لاجئاً إلى حضن أمي مرتعباً، فتهدهدني كي أعود إلى نومي، بقراءة آياتٍ قرآنيةٍ واضعةً الكتاب الكريم فوق رأسي، كي تطرد الشرَّ عني، كما تقول لي في كل مرة، لكني لم أكنْ أروي لأمي، ماذا جرى لي في الكابوس، ولم أكن أسمّيه كذلك. حين دخلت سنَّ...
ضبابية عينيك والتحافات الصقيع في كلماتك النادرة تشدني حين نواصل نشد أغنية قديمة أبدية، هل للأرض تفسير ؟ نعم. ولما فركت يديها، سمعت طقطقات الأصابع المتداخلة العصبية، قالت برعشة خفيفة أنا التكوين وأنت/ أنت بداوة عمري، وأسبلت جفنيها كأنما تبتهل، الناس والبيوت، أبواق السيارات وكل ما يقابلنا تائها...
أعلى