قصة قصيرة

ذات الوجه الجميل تستيقظ مبكرة في هذا الصباح : وأول ما فعلته مدت أناملها وتحسست الراديو حتى عثرت على المفتاح، انهمرت أغنية غير واضحة ملفوفة في موسيقى ضاجة، خفضت من صوت الراديو حتى بدأت الموسيقى تنفصل عن تأوه أنثى تزحف خلف ذكريات كليلة، تثاءبت مرة أو مرتين ثم أنصتت فأيقنت أن الفجر على الأبواب،...
أنا... أنا...قليلا ما أنظر في المرآة.. لا أعرف لماذا...منذ فارقتني إيطو ، وأنا لا أنظر في المرآة... كثيرا ما يقولون بأنني بهيمي في لباسي ،ومظهري... أنت... أنت... قليلا ما تعرف لم أنا هكذا... لم يتغلغل في داخلي هذا النظام الصارم الذي طبعت نفسي عليه... أهو نظام أم فوضى؟... لا أعرف... هلا سألت...
صعدت إليه في مكتبه والترقب يملأ جوانحي، طرقت الباب، جاء صوته مثل صوت ضبع متخم: تفضل. دخلت ولم أجلس، بقيت واقفا إلى أن يأذن لي بالجلوس. يغضب كثيرا إذا جلس الموظف قبل أن يأذن له وهذه ملعنة أَلِفْنَاها منه، ليست الوحيدة ولكنها واحدة من كثير. قال: أجلس. جلست، توجهت إليه، أرهفت سمعي جيدا ولم ينبس...
لم نكن نعرف الشيء الكثير عن حمزة أصغر أخوالي. منذ كنا صغيرات السن، قبل عقد من الزمن، كلما ذكِر اسمُه انخفض صوتا أبي وأمي، وصارا يهمهمان في أذني بعضهما. لما كبرنا، وأصبحت جدتي لأمي تزورنا لماما وتدعو لي ولأختي أن يرزقنا الله ابن الحلال والذرية الحسنة، علمنا أن خالي حمزة يقيم في سجن قريب من...
"وطني أيها الذئب المتلوي كشجرة إلى الوراء إليك هذه " الصور الفوتوغرافية" للمناسف والاهراءات وهذه الطيور المغردة ، والأشرعة المسافرة على " طوابع البريد" إليك هذه الجحافل المنتصره والجياد الصاهلة على الزجاج المعشق ووبر السجاد" محمد الماغوط - المصحف الهجري 1- أوى عباس إلى فراشه مبكرا، بعد أن...
لا أدري كيف تسللت بين البنايات المدمرة والطائرات الحربية تلاحق جسد ابنتي الصغيرة ... أتوارى بين الأحجار والأشجار المحترقة وأخفيها بين ذراعي .. أتخبط بين الأشلاء المتناثرة ... أصيح بطفلتي أن تغمض عينيها .... وأحدق بين أنقاض المنازل ... أسمع أصوات البراميل كأنها سمفونية متناغمة للقتل تتساقط...
هوس جنوني يسحبها نحو رجل منحته حياتها بأكملها، وأي حياة... حياة أن تكون أو لا تكون...أين تبحثين عنه وسط هذا الخراب من المتسكعين على أرصفة الميدان. ترعبها أصوات البائعة وهم (يدللون) على بضاعتهم بتداخل مثير. - قميص وبنطلون لزعيم عراقي. - حذاء مسؤول كان كبيرا في السلطة السابقة . - رتب عسكرية...
كان يجب أن يكون مبتهجًا طروبًا؛ فاليوم يوم زفافه.. ولكنه لم يكن في الواقع كذلك! نعم إنه في أعماق قلبه كان سعيدًا، ولكنه لا يدري لم كان كذلك قلقًا عصبيًا. ولم يكن يدري سببًا لذلك القلق الذي خيم عليه وذلك الانقباض الذي أحسه طول ذلك اليوم، وهو الذي كانت الابتسامة لا تغيب عن شفتيه أبدًا..! كان يكثر...
جلست كعادتها تغزل الصوف بعد أن أدت صلاة المغرب… أتأملها.. نظرة قاسية.. وجه عبوس.. أعرف عن تجربة أنه قناع لقلب ناصع البياض… ترملها وهي في مرحلة الشباب ألغى كل أثر للأنوثة..لا كحل .. لاحناء.. ولا انشغال بملابس أو غيرها مما تتوق إليه النساء.. لا احد يكاد يحادثها من أهل بيتنا… تتخذ من غزل الصوف عملا...
لم يكن يحب حمل السلاح ، كان يكتفي بالعصا الغليظة يلوح بها ذات اليمين وذات الشمال وهو يدخل في عمق البستان الملغوم بالفاكهة بأنواعها وهي تتلألأ في أغصانها لتعطي لوحة تشكيلية ربانية الفن تثير جمال الناظرين وهي تنحني نحو الأرض لثقل حملها وتتكئ بعضها على جذوع النخيل لتشكل نشرة ضوئية من مصابيح ملونة...
لغط من نساء ينتمين إلى عائلة واحدة وبعض من صويحباتهن من المعارف والجيران،وعدد لا يحصى بسهولة من الأطفال في غرفة ضيقة لا تتجاوز مساحتها ستة أمتار مكعبة ، جدارها القديم يعلن عن رائحة للرطوبة عالية تحيط بجميع أجوائها ولا يغير عفونة الجو سوى ذلك الشباك الخشبي المطل على فرع ضيق، ترتفع منه (مبردة)...
ماهذا الذى يحدث؟ كأنما وكأننا( نحن وهم) قد وقعنا فى براثن شئ مخيف لاأدرى كنهه، شئ مخيف ندور بفعله حتى أكاد أفقد وعيى، فى الفترة الأخيرة بدأت أشك أن الأمر لم يعد ممتعا، أما اليوم ومنذ أن بدأت المباراة فقد أدركت بوضوح أن ما يحدث هو شئ مخيف ومفزع، مع كل لحظة تمر كانوا يعدون بلا وعى، بل وكأن بقوة من...
لم يكن الحدث عاديا في ذلك اليوم الممطر بزخات خفيفة تجتمع الناس تحتها تنتظر خروج جثمان التاجر (صادق المحسن) الذي يغذي بتجارته مناطق العراق بأسرها والتي يستوردها من جميع مناطق العالم ، وبعد المتغيرات السياسية التي حصلت في العراق ورحيل أقسى رجل في العالم عرفه التاريخ العربي لأن العالم الغربي لهم...
الفتاة لا تريد الأب أمامها لأن ضجيج الشارع يبدأ في الطنين بأذنها بينما يتحدث هو إليها فلا تصغى إليه فيغضب ويثور.. وحينما ينظر إليها لا يكمل القمر استدارته وتغلفه الغيوم. من كثرة ما هاجمها هاجس الموت صارت تنظر في المرآة كثيراً ولا تدرى أهو أبوها أم كائن آخر ربما تجسد في حلم ما أو ظهر في قصيدة...
أعلى