قصة قصيرة

أدمن كتابة الرسائل ومراجعة دائرة البريد والتزاحم مع المراجعين والمتقاعدين من اجل ان يرى عينيها السوداوين الجميلتين وشعرها المتمرد تحت غطاء رأسها المزركش وادرك ان يوم الخميس الخالد قبل عامين كان يوم ميلاده الحقيقي وقد اخبرها بشوق وعشق بأن ساعة التعرف عليها وبتلك المصادفة العفوية هي عيده الروحي،...
خرجت من كل شيء خاسرا، العمل المبكر ابتلع طفولتي ، وحاصر مراهقتي، الحروب انتزعت مني أجمل الأيام وحرمتني من أي طعم للفرح، فغدوت جسدا بلا روح ، كائنا مهشما يرثي نفسه ويحصي خيباته ومازالت الأيام تعبث بسكينته... في تلك الظهيرة نهضت من فراشي وقررت دون تخطيط مسبق أن أضع لحياتي في هذا اليوم حدا وأسدل...
يا سُلطانَةَ الزُّهُور إِنّني غََريبٌ في هذا البَلدِ، ولمْ أَجِد، بَعدَُْ، خانَ العَرَبِ ـ إبن حافت ـ …. وكان السكران فتى غريبا، كما عرفت من حفرياتي الخاصة في التلال التي يربو عددها على المائة في بطائح ميسان وحماداتها. هذا المجهود الشخصي الذي رافقني منذ سنة 1956، عندما اصطحبنا مدرس مادةالرسم...
وكان صباحاً بعد صباحات حلمية حاشدة, خلت أنني ألملم فيه ما تناثر من أحلام ومرموزات لم تحط بها حتى فرشاة دالي السيريالية ووهج تفسيرات فرويد بمخيلته المشتعلة الكاشفة لأعمق أسرار النوم ودلالاته وإشاراته لما يبرق في التقاط أبعد الرموز المختفية في اعماق العقل والروح.. لكشفها وتعريتها وفضح ما حاولت أن...
حدث هذا في الربع الأول من العام الحاكي الذي تنشرح فيه صدور السكان القلائل، فيتصرفون كالأطفال، ويلقون النكت القديمة، ثم يضحكون عليها مرة أخرى .. إنه الربيع يجدد الحياة، ويحرّك كل القلوب، بما فيها قلب الراعي الحكيم الذي لا يتحدث ولا يضحك إلا بالمثاقيل.. فحاكم قصور الأحلام الرئاسية معروف بالصرامة...
ليس غريبا أن استرجع ذاكرتي الى الوراء وان ارتب أشيائي نحو الأفضل والأسمى ، وان أفكر بنفسي وانسيها من أساء لها وأقلقها ، هي قدرتي في محو صفحات من حياتي مشبعة بألم وحزن حد البكاء وان ابدأ بصفحة جديدة انقش فيها أحرفا من نور . لذا قررت أن أعيش حياتي بدون حبيب وان اعشق كل جميل ولطيف وان أتسامى...
كل امرئ يقذف الى هذا العالم الغرائبي يحمل في أعماقه هوسا خاصا فهناك من يولع بالنساء وأخر يتعلق ويتعبد في محراب المال وغيره يهيم في التجارة أو الصناعة أو السفر وهناك من يحمل شخصية اشراقية يفيض على الآخرين بينما يتوغل غيره في شخصية سوداوية يبحث عن ضحايا يصنع لهم الفخاخ والأذى بكل أشكاله . الكل...
لم يبق له من شاغل سواها منذ ان تعرف عليها.. قبل ثلاثة أشهر، وظل يتردد على الدائرة التي تعمل، وفي كل مرة كان يبحث عن حجة وتبرير الى ان استعصى عليه ان يذهب مرة اخرى، وبدأ يتصل بها بالنقال وينفق الكثير من المال مقابل سماع صوتها وطريقتها المميزة بالكلام، وشعر وهو يسير بجانبها في حديقة ابي نؤاس انه...
يعود متأخراً بعد أن يجنَّ الليل .. فإذا جنّ الليل ظهر جنونه واضطرم جنانه .. حارته ضيّقة وبيوتها متلاصقة متداخلة وكأنها بيت واحد .. سكانها يعرفون كل شيء عن بعضهم .. فإذا اختلف مع زوجته ينشرون غسيله .. والشرفات تمدّ ذقونها .. والعيون تراقب والألسن تحيك قصصاً .. لذا يجب أن يعود إلى البيت بصخب...
كان لوسيان يشعر بالغبطة وهو متكور على نفسه. تلك كانت وضعيته المفضلة. بيد أنه لم يشعر قط بمثل هذه السكينة ولا بمثل هذه الرغبة في الحياة. كان جسده مسترخيا، خفيفا، كأنه خارج الجاذبية. كان يحس أنه يطفو، مع أنه لم يتناول أي مخدر لبلوغ تلك السعادة الغامرة. كلا. لقد كان هادئا ورائق المزاج، بكيفية...
قرر توفيق سلمان فجأة ان يكتب مذكراته بعد ان افنى ثلاثين عاما في تصليح السيارات بأنواعها على الرغم انه تخصص في السنين الاخيرة بتصليح السيارات اليابانية ، ولهذا يعزو الكثير اطلاق تسمية ( توفيق الياباني) ، ولهذا يعتز بهذا اللقب ويضحك بقوة بينما يهتز كرشه المتقدم قليلا امام جسده معلنا عن حال ميسور...
حكى الراوي ذات ليلة شتاء، وقد آذن صبر الأهالي على الانتهاء، من أيام جوعٍ وظمإٍ ، جعلت الأمعاء تفرغ، والنفوس تمتليء اعتزازأ وإباءً، فاضطربتْ الأحوال ولم تهدأ ، كما شهد بذلك ماضي السنين والقرون، قال: كان أنِ انسحب موفور السعد بعد أمدٍ غير يسير من حضوره، متأكداً من انقطاع ما بينه وبين كل من يدِبَّ...
ليس مريضاً عادياً .. يستمرض ويتطبّب ويتداوى .. فيتعافى إنه حالة خاصة شذّت عن تلك القاعدة فالمريض العادي يتلقى منّا إضافة إلى الدّعم الطبي احتراماً وشفقة ومساعدة كحالةٍ إنسانية مستضعفة .. أما هذا المريض فلا يتلقى إلا اللوم والتقريع إضافة للعجز الطبي عن شفائه فالطب مايزال إزاءه مكتوف الأيدي...
هو مهندسٌ متخصّصٌ بالجيولوجيا... مهمّتُه استكشافُ المناجم .. واستطلاع خبايا الأرض والتنقيب عن النفط .. والإشراف على الحَفْر. خبرتُه العتيقة جعلته يعرف التربةَ من رائحتها .. من لونِها .. يستعملُ أوصافاً تليقُ بالنساء..هذه التربة سمراء غنية .. وتلك شقراء شاحبة ... احذروا الأديمَ الأحمر شيمتهُ...
مع اندلاق الومضات الاولى لفجر كانوني يرسل لسعات برد تنبئ بنهار بارد توجست خفية وأنا اترك دفء الفراش لئلا يبخر الزمن ،وأغادر بسرعة جنونية وصوت أمي يلاحقني بأن اتناول فطوري ، اليوم هو غير الايام وعليّ أن اثبت جدارتي في أول تحقيق صحفي اكتبه ، وقد اخترت ( مسطر) عمال البناء وما فيه من مكابدة والبحث...
أعلى