قصة قصيرة

جلستُ على المقعد الخَشبي اشعلتُ سيجارةً ودندنتُ باغنيةٍ خفيفةٍ كي استحثَ القطار فانا لا احب الانتظار ... وشيخٌ جَليلٌ استوى على المقعد الخَشبي جَنبي كَبّر ثَلاثاً ثم قال : اللهم نَسألكَ البِرَ والتقوى واشياءً كثيرةً اخرى كعَجِل لنا بالقطار والنفسُ أمآرةٌ بالسوءِ وكلُ ما حَوليَ إفكٌ وخُسار...
أصبحتُ أتكلّمُ كثيراَ بلا شكّ في الآونةِ الأخيرة ... وأُثرثرْ ... وأقولُ ما يُقال وما لا يقال... مع أنني بنتُ مجتمعٍ رضِعَ قلّة الكلام مع لبن الأمّهات..فالكلامُ السياسيّ عندنا محفوفٌ بالمخاطر .. والكلامُ الدينيّ قد ينتهي بضرب الأعناق .. وكلام الحبّ والعشقِ ترفضهُ الأعراف ... أما كلام البورصة...
ملحوظة قد لا تكون مهمة: تم استبدال عنوان هذه القصة من(الحفرة رقم خمسمائة)إلى(مزرعة الرؤوس) توافقاً لما يجري على ألسنة ناس بلدتي..(جلبلاء)..!! *** ما أن دخل القصّاب(عبد الله)إلى دكانه،شعر بوقع خطوات منتظمة تتبعه،وقف وتعوذ من الشيطان وهو يستذكر إصرار جاره(جار الله)،يوم أنبأه بحكاية...
انتهت السنة الدراسية، وتمثل ذلك الانتهاء في انتشار الدراجات الهوائية في الشوارع راكبًا عليها الأطفال الناجحين هدية لهم من آبائهم، وقد بدأ الأطفال فوق الدراجات يتعثرون في قيادتها ويسقطون من فوقها كفراخ العصافير في فصل الربيع تتعثر في طيرانها بالسقوط المتكرر.. وتمثل أيضا في الزحف العائلي إلى...
مضت سنوات طويلة ولم أحاول مسح الغبار عن أوراق الماضي .. وعندما حاولت في ذلك اليوم أن أنبش فيها ، وأنثرها لأجعل سطورها تلامس الضوء المتسرب من ثقوب تلك الستائر المسدلة. لفت نظري دفتر صغير مغلّف بطريقة طفولية بريئة وفي وسطه ورقة ملصقة عليها .. وهي مأخوذة من دفتر مدرسي مكتوب عليها بالحبر الأخضر...
أصبح للصراصير مقامٌ بيننا .. وتُعطى لها صدور المجالس .. واصبح للصراصير وزنٌ .. فترجح كفتها أنّى حلّت ... رحِمَ الله زماناً كانت تُقتل فيه في زوايا البيوت بالقباقيب والشباشب... رحم الله زماناً كانت فيه الصراصير مُقرفة تبعث على الغثيان .. إنّ العفنَ المتراكم في البيوت هو الذي دفع الصراصير...
[ ليأت الليل ولتدق الساعة / وتمضي النهارات وأبقى أنا / تمر النهارات وتمر الأسابيع / لا زمن ماضٍ / ولا الحب يعود..] (أبولينير) *** كل مساء، ما أن يستلقي على سريره، تسكنه فكرتان، رغم وقع الحزن، تغمرانه بنشوة ذات مساء أطربته، فكرتان تؤنسانه، تشكلان معاً أملاً قائماً، ما يزال يحدوه هاجس...
1 صورة قديمة تجمعهما ورسالة احتفظت ببعض عطرها، ملأتا عينيه بالأسى الذى امتد ليكسو كل ملامحه. حينما طالع وجهه فى المرآة، فاض أساه ليغمر الكون. 2 أشعل النار فى الرسالة لعل الأسى يحترق. وفى المرآة رأى ظلا ضخما يتجسد خلفه. 3 لما ذوت الرسالة اختفى الظل من المرآة، وعاد الأسى يملؤه. 4 قدم...
كنت أجلس في غرفة انتظار صالون التجميل وكانت هناك طفلة، بقيت أرقب حركاتها وهمساتها ولعبها حوالي نصف ساعة، لم أجد سوى أنه عبث لا طائل منه فهي تختلق الأفعال والحركات لتملأ فراغاً لا تدركه على الأغلب، تصعد على الكرسي ثم تنزل، تقلبه وتقف فوقه، تركض يمينا وشمالا، تلتصق بالجدار وتغني بهدوء، تقف في...
طالعك الوجه في المرآة، تفجر بداخلك بئر أسى. غمرك شعور عميق بالشفقة عليه. لم تستطع تحديد أسباب الشفقة، فهل ترجع لياقة الجلباب المتهدلة، والمثني نصفها للداخل أم لانتفاخ تراه حول العينين؟ هل للعشب النابت في الوجه ( لم تزله منذ ايام ) أم للشعر الأشعث الطويل؟ ( لم تحب أبدا الشعر الطويل ). تعيد...
أنهكنا المسير طوال الليل في رحلة عودتنا من مواقع الثوار الحدودية إلى عمق أرياف دهوك. هبط الفجر علينا في اللحظة التي أقبلنا فيها على قرية صغيرة تناثرت بيوتها أسفل السفح. كنا أول الواصلين فقد كنا في مقتبل العمر، رياضيين، لعبنا معاً في فرق المدارس التي حللنا بها. طوال الطريق كنا نحلم بانتصار...
القصّة : تقديم وهل للغربة ضفاف يدخل يونس الشقة التـي اسـتأجرها؛ ليقيـم فيهـا فـترة الخـريف، والشتاء؛ ريثما ينتهي من مهمته التي قدم من أجلها؛ فيقوم بالنتقل بيـن الصالة؛ والغرف؛ والملحقاتح وعندما يذهب إلى الشـرفة تجتذبـه الشـمس ببريقها المنعكس عن مياه...
عندما يرن هاتفي يحدث أن أرفع السماعة قبل انتهاء أول رنة، أو أركض إليه إذا كنت بعيدًا عنه، أو أخرج من الحمام بمنشفتي والشامبو يحرق عيني ورغوته تجمع شعر رأسي، وأجيب بلهفة: ألو.. ألو.. ألو.. ولا ترد فأعرف أنها مشتاقة لي.. وعندما يرن هاتفها وأخوها ليس في البيت ترفع السماعة بفرح، ويحدث أن تضع...
الأشجار كثيفة الأفرع على جانبى الشارع تطاول الشرفات. تمتص نور الأعمدة ثم تعود لتسكبه على الأرض ظلالًا. الظلال تفرش بساطًا فى الشارع، وثمة أشعة ضوء شحيح تنفلت موشية بساط الظل ‏بغصون. نسمة تسرى موسعة الفرجة بين فرعى شجرة ليمر الضوء كثيفًا راسمًا دائرة، المحيط غير المنتظم للدائرة يبدو، وكأن مزقة فى...
في كابوس ، كنت أحسب نفسي في مأمن من المطاردات ، بينما الكل يجري خلفي ، بدءاً من عنصر القوات المساعدة ـ الذي لُقِّبَ في زَمَنٍ مَا بِــ " شَبَكُــونِي" ـ إلى الطفل الذي لا أعلم كيف أُقْحِمَ في المطاردة والذي كان يدل " الشبكوني" على مكمني كلما إختبأت ، إلى الكلاب التي يلاحقني نباحها البعيد...
أعلى