قصة قصيرة

نظر (صادق) على صورة أخته الصبية بقلب يفيض رحمة ويسيل حباً وحنواً. أن صورتها تطالعه بنظرة يراها تشع وداعة وقدساً، وبسمة ترف له لطفاً وأنساً. وأراق على الصورة حنين روحه وضراعة فؤاده، ثم انثنى يفكر، وإن دموعه لتنحدر على خديه. . . لقد حرمته الوظيفة بيت أسرته في المنيا: البيت الذي تملؤه هذه الأخت...
كان قطار الليل يشق طريقه المظلم إلى الصعيد. . . وكانت هذه المرة الأولى التي يستقل فيها الدكتور فؤاد هذا القطار في طريقه إلى مقر عمله الجديد. لقد عاش طول حياته في العاصمة، وكان طبيباً بإحدى مستشفياتها. . . وأخيراً، وبعد نزاع مع رئيسه، نقل إلى إحدى المستشفيات الصغيرة بأعالي الصعيد، وكان يمكنه أن...
رمَحه الوجع بنصل مضاء مرّ بين فِقَر العمود كالخِياط يرتِق فراغات ما بينها لمّا كان يجادل ظهره المحنيّ في الاستواء فيتأبّى كأنّما قوس غصن هو وقد شاخ على جذعه العاري إلاّ من صدار قطنيّ وبنطال من الدّجينز مهترئ. رفع المسحاة يقطع العمل. كوّر كفّه اليسرى على المقبض وأسند إلى ظهرها المرفقَ الثّاني...
عندما دخل البيت ، اتجه الى زوجته فى المطبخ ، رغب فى الحديث معها عن شئ يؤرقه ، صمت قليلاً وما إن بدأ الحديث حتى قاطعته بلهجة خشنة ، أحياناً ماتخدش أذنيه ، قالت إنها مشغولة الآن ، وليست مستعدة للنقاش ، استدار وذهب هذه المرة الى غرفة النوم حيث كانت ترقد امه . منذ زمن لم يزرها ، ولم يجلس على تلك...
“ لو أن الله خلقني على النقيض لما كنتُ هكذا” قالها لنفسه ودس رأسه بين كتفيه وانحنى يُدققُ ورقته الناصعة. يطوف نظره في فضاء الصالون محاولاً استجماع الذاكرة والهروب مما حوله. يستغرق في أفكاره ويقطعها أبوه وهو يلتقط كوب الشاي من يد أمه ويُعلن على الملأ: "سندعو الأصدقاء اليوم لتناول العشاء " اكتفى...
تعالت أصوات زوجة الابن في غابة ظلماء، البقاء فيها للأقوى، اصطدمت غيومها السوداء صانعة رعدا أصم المكان، ومابقي فيه سوى صوت متحشرج لعجوز فقدت القدرة على الحراك، سلبها الزمان قوتها على السير....تركها فريسة الألم...العجز، والحزن .... "فليغضب الله عليك وعلى ولدي...هذا الجدار الأسود الأصم" وخانتها...
مجموعة من الأشخاص فى المترو - صورة استيقظ مبكرا على غير عادته مع أذان الفجر، فقام وصلى ثم احضر كوب شاى، وجلس على سريره يقلب فى محطات التلفاز على أمل أن يجد شيئا يبهجه، وقطع ذلك صوت رسالة قادمة على هاتفه المحمول، الذى يعود إلى عصر الأنالوج، فظروفه لم تسمح له بدخول عصر الديجيتال ليحمل هاتف من عصر...
ذهبت مع زميلى عمر إلى بيته لنكتب الواجب، فى غرفتهم الوحيدة، لمحت جسدا ممددا على الأرض، كان ملفوفا فى حرام صوفى تفوح منه رائحة الغنم اللذيذة، هواء النافذة المنخفضة لم يفلح فى طردها. سألته هامسا وأنا اجلس فى ركن بجواره: - مين ده؟ همس فى أذنى : - أبويا، بس عيان. اقتربت أمه، فلاذ بالصمت، وهز رأسه...
الساعة الثالثة ليلاً... جلس ملفوفًا بالظلام... يااااه أربعون عامًا مرت عليه وهو على هذه الحال، عمل بالنهار وقليل من النوم، وترقب بالليل... أربعون عامًا لم تمح من ذاكرته تلك الحادثة التى أفضت به إلى هذه الحال... أربعون عامًا يرتاب فى وجه كل غريب يراه، فإن هو نسى فكيف ينسون؟ رحمة الله عليك يا...
"سارة" امرأة فى السابعة والعشرين من عمرها، ممشوقة القوام صاحبة عينين بلون الكراميل، شعرها متوسط الطول انسيابى تتخلله قليل من التجعيدات، ممتلئة الوجنتين، بريئة حد السذاجة، وتحارب الكون بقوة عشرة رجال. لم تكن تعلم ما هو الحب ولم تكن تعلم ما هى أعراضه... كانت وحيدة، قد ماتت والدتها وهى فى السابعة...
فى مساء أحد أيام سبتمبر الحارة، جلست تنتظره.. خفَّتْ الإضاءة قليلًا.. حاولتْ أن تشغل فكرها بقراءة كتاب، ولكن.. عبثًا، كانت صورته تقفز بين الصفحات.. تكاد تخفى الكلمات المطبوعة!!.. وطالت، كالعادة، حرارة الجو، تحرقها داخليًّا، أكثر من خارجها.. كل يوم، حنينها يزداد إليه، وشعور غيرة يقتلها ألف...
كانت الشمسُ قد أوشكَت على الغروبِ حينما توجَّهْتُ إلى المكتبِ لأحتسيَ قهوتي المُعتادة، اقتربْتُ من النافذةِ مُتأملاً الحديقةَ الواسعةَ المُحيطة ببيتي الكبير مُسبِّحًا الخلَّاقَ لعظمةِ هذا المشهد الخلَّاب. ثُمَّ تذكَّرت: "تمتلكُ كُلَّ ما يتمناه شخص، هل لديك أيُّ أُمنياتٍ لم تتحقَّقْ؟" كان هذا...
لا أدري. هكذا هبط النصيب فجأة من السماء في شكل رجل طويل ونحيل وقد جاء خاطبا يدها. أسبلت عينيها بحركة لا إرادية; حين سألها أبوها عن رأيها في العريس. - لقطة. أجابت أمها نيابة عنها. أما هي; فلم تتب عيناها من هذا الفعل المنكر أو أنها أدمنت الانكسار في مواجهة سطوة الجسد ومتطلباته البيلوجية. كررت...
(1) عندما اتخذ قراره بقص شعره الطويل، وترك شعر لحيته المتدلي على صدره، عنادي المعارض لخياره، أثناه، فسمح بإزالتها. شعور غامر باستعادة نضارة شبابه المفقود، أفعمتهُ الحيوية. ابتسم لنفسه، ظنّ أن المرآة تُبادله فرحته. قال: "مُؤكّدٌ أن أحدًا لن يعرفني". المرآة أنكرته، وتجرأت عليه: "في الواقع أنكَ...
فكر أن يقتلها ويغسل بدمائها لطخة العار التي علقت بثوب شرفه الأبيض الشفاف. (نعم .. نعم لابد من ذلك. سيكون قبرها في تلك الزاوية; عند التقاء الجدارين القديم والجديد; يسار النافذة المطلة علي الحديقة). تمتم قائلا وهو يرسم أفكاره وخططه أمام المرآة المثبتة إلى الجدار; فتنعكس صورة وجهه الشاحب الحزين...
أعلى