قصة قصيرة

لم يُتَح له أن يدخل المقهى، إلاّ في السنتين الأخيرتين. ليس، وحده، وإنّما، مع العديد من أصدقائه ؛ الذين يُشكّل معهم، أو، يُشكّلون معه، عُصبة مُتميّزة. وحين يجذبهم، جميعاً، ما كان يضعه أمامهم صاحب المقهى، من ألعاب : شطرنج، طاولي، دومينو، ينصرفون إليها، كان ينصرف هو إلى ما في داخل القِطَع، التي...
– علية.. ياعلية صاح العجوز بخوف وهو يقف تاركا كرسيه، لم تجب الزوجة فقد كانت مستغرقة مع اصوات الطباخ والفرن…. تحرك السيدعاق قريبا من الباب دون أن يجروء على الخروج وهو يكثف النظر الى الشيء الذي رآه دون تأكيد على أمر واضح، ثم عاد قريبا من كرسيه وهو يردد : ((لا لا هذي جثة ميت.. نعم جثة...
في قرية من قرى ريفنا التي تغفو على شواطئ نهر دجلة وفروعه في الجنوب التي تموج بالمياه التي تتراقص فوقها الطيور المهاجرة وتتجمع المواشي بأنواعها تسبح وتشرب من مياهها العذبة، تلك القرى التي كان أهلها يتميزون بصفات الكرم والألفة والتعاون وجلسات السمر في المضايف وربعات البيوت وخاصة وقت المساء وفي...
كان يغذ السير الى اللا مكان.. كطفل تعلم لتوه كيف يلقي خطاه، وبعد نزاع بينه وبين افكاره التي مافتئت تصارعه، استسلم لها ولانتصارها فوجد نفسه في حيرة من امره لا يدري اي وجهة يسلك، انحرف متخبطا يعثر داخلا الى مقهىً. جلس سارحا بأفكاره متأملا وهو ينظر الى سقف المقهى الخرب الذي تآكلت جدرانه حتى غدت...
كاي زوجة ايام زمان.. قالوا لها ان ابن عمها سيكون من نصيبها.. وكانت هي ما تزال في الرابعة عشرة من العمر كل ما فيها حيوية الشباب واندفاعهم فكانت كالالة تعمل في الزرع مع اهلها ثم تعود الى البيت لتحمل الماء من النهر على راسها.. ثم تحلب البقر وبعدها تعمل اقراصا من روث البقر وتجففها لاستعمالها...
هي جميلة ورشيقة ترسم ابتسامة على ثغرها بدلع صبياني كشيك ولاته على قطعة كاكاو لها عيون ليزرية إشعاعها يخترق أفق الأحاسيس الخفية وجدار القلوب الصماء.كلماتها تملك دفئا وسحرا أخاذا يزيد من وهج جمالها ورونقها واعية في ما يحيط بها وتنقب في إبعاد كل كلمة تقال لها. تشعرك بأنها في غاية الأهمية والاهتمام...
بين الحين والأخر يستفزني صوت يهمس لي وهو يقف في اقصى حافة الروح،يتهكم و يطلق الكلمات القاسية في وجهيٍ،احاول تجاهله ،اعمد الى الانشغال بأي عمل من اجل ان لا اعيره اي اهتمامٍ،لكن الماكر كان يعلم انني ضجر من مضايقاته،اصبح يزيد من حدتها…طفح الكيل ماذا تريد:قلتها وانا ارتعش من العصبية..رد علي ببرود...
ثمرة متعفنة للإستبداد: ذلك هو التعذيب، وكذلك هم الجلادون حيدر حيدر - وليمة لأعشاب البحر من الغرفة تفوح رائحة القيء والدماء المتخثرة. ألقيّ بالكيس على أرضيتها الرطبة. وبمجرد ما لامس الكيس الأرضية لسع البرد أطراف "منصور"، وكان للبرد قساوة الإبر. تدحرج الكيس هنا...
- 1 - - حنان! - ماذا يا حازم؟ كانت حنان مستلقية على العشب تنظر إلى السماء بعينين حالمتين وقد شبكت يديها تحت رأسها لتتقي صلابة الأرض، وسقط شعرها الفاحم متدرجاً على ذراعيها الناصعتين والخضرة الناضرة فأكسب تآلف هذه الألوان وجهها جمالاً بارعاً، وكان حازم مضطجعاً على جانبه بالقرب منها يعبث بالعشب...
اعتادت نشر الجوارب رأسًا علي عقب فوق شتلات الزرع في الشرفة الخلفية.. فخسارة تلك القطرات التي تنزل من الجوارب أن تذهب هباءً دون أن يستفيد منها كائن ما كان حتي وإن كان زرعًا، طالما لم تفلح يداها يومًا في عصر الغسيل جيدًا. منذ أيام زواجها الأولي أصبح لزامًا عليها غسل جوارب زوجها بعد عودته من العمل...
تتعثر القدم في أشياء كثيرة عن تعمد أو تغافل.. تقترب من المنزل وكلما اقتربت تبحث في داخلك عن أعذار تختلقها للمرأة التي رفضت كل المعاذير التي سقتها إليها. تخبرك أنها تريدك في أمر هام ولا يدعو للتأجيل الذي تدعو أنت إليه, تجذبك من اليد.. وبالأخرى المفتاح في الباب. صرير المفتاح يعلن أن ما كنت تريد...
كفراشات بيضاء جميلة، بدين وهن يلعبن أمام البيت. غنت معهن السماء لحن الفرح، ورقصت لهن الأشجار، والأطيار، وتماهى كل شيء حولهن بجمال.. إلى أن أحست بيد والدها تقبض بشدة على معصمها الصغير، ويشدها من يدها إلى البيت .... ألم أقل لك لاتخرجي للعب في الخارج؟؟ لم يعد ذلك يناسبك... تعجبت لقوله، وعيونها...
بتعاقب رتيب نبعثر اعمارنا . تاخذنا السنوات الى بياض في منابت السواد نركض خلف امانينا . وأذا ما اضعنا اعمارنا نضع حجتنا اننا قادتنا المقادير. ثم نسميها الهوجاء . نبكي على ما بعثرناه من سنين . لكنها تبقى برتابتها تتعاقب . نحتضر في ساعات العودة الى الروح . لكن ارواحنا تتيه بين التبعثر حتى توقضنا من...
- الرئيس يدعوا لاجتماع عاجل... الآن وفورا. اجرى اتصالا آخر وثالث ورابع ... وبتوتر بالغ اصلح من ربطة عنقه وحمل رزمة من الاوراق ولم ينس قلمه غالي الثمن فغرزه في جيب سترته ، وبخطوات واسعة وسريعة دلف الى قاعة كبيرة الا ان من بها لم يتجاوزوا سبعة اشخاص ، توسطهم الرئيس ، الذي فتح ورقة امامه .. والقى...
على الرغم من الكلمات المذبوحة بشحطة قلم والمحصورة بين قوسين( مخيم) إلا أنني لم الجىء يوما إلى مأوى الكلمات المقطوعة منذ فترة طويلة عن سطوح الكلمات أو لم تخرج يوما على هيئة جمل فوق سطور الأدب!! لكن مروري هذا لم يكن لي علاقة بشيئا أسموه مخيم ،فما زالت الصدفة تلحق بي أينما حللت وتلصقني بمخيم لا...
أعلى