قصة قصيرة

يا الله! وفي الدنيا هذا الجمال؟ فتاة، وما اعرف مثلها فيمن رأيت! أتراها كانت تعرف أين هي من أحلام فتيان الحي؟ وكان لها من جاه أبيها جمالٌ إلى جمال، فاجتمعت لها أسباب الفتنة والإغراء. . . ورآها صديقي فتبدل غير ما كان، وأنه لشاب وإنها لفتاة، ولكنها. . . ولكنه. . . وجاءني ذات مساء وفي عينيه...
أخبروه حين حدثهم أنه مات بعد الجنازة , ضحك في قرارة نفسه كان أشبه بمن يبكي بكاء مرا هو يعي تماما أنه مات قبل أن يزف في هذا الموكب الجنائزي بشهور وأن روحه غابت حين سار بإرادة يشك أنها إرادته ,وهم بجانبه ود لو يلفت منهم ليغيب في مجهولة هذا الذي يحتويه. – وجد نفسه أمام باب القبر, أحس أن كليته...
أكتب شعرا في الخفاء عن حبيب أخضر،عوده ابتسامة ، جبينه السّماء. أتسلّقه ورقة تفرك الحياة بذكرى . فهل للشعر مَثَـلٌ له أتأمّله؟ حين غادر جدّي الريف باكرا ، يلحق امرأة في ملاءتها ترتعش مدينة سوداء ، كان ثملا . لذلك ترك كلّ أرضه لأخيه بقمحها وفاكهتها ودوابها . لم يكن يعرف الدنيا غير في ملاءة...
(مهداة إلى الأستاذ محمود بك تيمور) زارتني سلمى مرة في مكتبي وطلبت مني أن أصطحبها إلى مكتب زوجها، ففعلت، ولما كنا في الشارع، علَّقت يمناها بيسراي كأن ذلك طبيعي بيننا، ولم يظهر على وجهها أي استغراب لما فعلته، وصارت إذا جزنا عرض الشارع من رصيف إلى رصيف احتمت بي من السيارات المسرعة، وشدت بذراعها...
يأتي هذا النص في سياق مشروع قصصي تعمدت أن تكون شخصياته حقيقية تنتمي للحقل الثقافي المغربي كما في هذه المحاولة (أحمد بوزفور و أحمد أفيلال: فنان وأستاذ للفنون التشكيلية من طنجة) و في محاولات أخرى تنتمي للحقل القصصي العالمي أو للحقل السردي الديني : التوراة و الإنجيل بالخصوص تقديم كنت قد...
قد يكون القبيح موضوعا للفن تماما مثل نقيضه الجميل . وسأعتبر قصتي هذه ناجحة إذا هي أثارت فيكم الشعور بالقبح الذي يعانيه بطل القصة . وقف مائلا على الرجل اليسرى و قد استبدت به رغبة كاذبة في التقيؤ . جمع ذراعيه فوق صدره ، رفع عينين قلقتين إلى السماء فانصبت عليهما أشعة شمس لاسعة ، أنزلهما...
صعد إلى الحافلة ، وقد أوشكت على الانطلاق ، سلم بسلام المسلمين ، وجلس في المقعد الفارغ جنبي .. كهلٌ عليه سمات الوقار ، بلحية مشذبة مصبوغة بالحناء ، وبشرة أرجوانية تطفح منها آثار النعمة ، وبقعة بنية ترصع الجبين ، وبطن يبدو انتفاخه جليا ، رغم الجلباب الفضفاض .. تحركت الحافلة ، وشقت...
المستقبل و الماضي متماثلان ، كما لعبة الشطرنج التي قيل عنها إنها تشبه الحياة ! ثم قيل عنها إنها الحياة بعينها !! السفر في ردهات الزمن مشاكسة ، و الحلم به عناد ، و المشاكسة و العناد أول خطوة في الوجود !! القمر و أفنان النعنع و زهر الرمان رفاق السفر في الذاكرة .. بين الحب و الكراهية خطوة واحدة ،...
... وتغيرت الأحوال بسرعة ، فتراقصت الأيام في وجهها . هزها تيار الماضي العنيف ، فبقيت حائرة كنملة تاهت عن خليتها ..! تبكي .. وماذا غير أن تبكي .. عاشت في متاهة فرح زائف ، وستموت في متاهة بؤس وشقاء .. عادت مفتاحة إلى مدينتها والضحى يحضن أسوارها . تمضغ لعابها ، تسلي نفسها بصراخ صامت ، تطلب...
كان الزفاف مشعاً بالحُلم رسمت فنائك موسيقى وأزهارًا ليلية فتحت روحي شلال ضوء ونافورة أنغام وكلماتٍ ممزوجةٌ بأنوار بهية زاهية مندفعةً نحو السماء لتعود مرة أخرى كبالونات ومظلات ملونة بالأحلام عند انفجارها تمطرنا برذاذ كالندى معطرةٌ بأحلامي الفرحة. وكنا نضحك...
أريد أن أخبرك بعض التفاصيل التي حدثت بعد أن نمت: زارتنا جارتنا أم عمران، وثرثرت كالعادة، سردت قصة طريفة ستعجبك، أنا آمنت بها شخصيا لأني شهدتها كما ستعرفين لاحقا، قالت إنها رأت، ذلك المساء، امرأة ممدة مرسومة بالقطن في الجهة الغربية من السماء، تتوسد ذراعها الأيمن، وتفرد جسمها مثل حورية بحر لكن...
الخامسة. وقف يتفقّد أحوالَه أمام الزّجاجة المربّعة الصقيلة. تناول المشط وحاول التقليلَ من فوضى شَعره الأشعث المسترسل. عندما همّ بالمغادرة، لمح طيفَ شعرةٍ بيضاءَ تبرُز بشكل واضح بين باقي الشّعرات. أحسّ برعب حقيقيّ. قطراتٌ من عرقِ بارد غطّتْ جبينَه. مرّت أمه إلى جانبه وعلّقتْ: تظل مُتسمِّراً أمام...
كنا في مجلسنا من شرفة النادي حين لمحنا صديقنا الأستاذ ع مفتش التعليم الأولي قادماً من بعيد، يتوكأ على عصاه وهو يميل يمنة ويسرة، ويطول في مشيته ويتقاصر؛ إذ كان في رجله عرج قديم من التواءٍ في إحدى قدميه؛ فلما بلغ حيث كنا جالسين، ألقى إلينا التحية ثم اتخذ له مقعداً على مقربة ومضينا فيما كنا من...
(مهداة إلى الأستاذ محمود بك تيمور) كنت صديقاً حميماً للأستاذ عزيز سامر وزوجته سلمى. أما عزيز فترجع علاقتي به إلى عهد الحداثة الأولى. وأما سلمى فإن والدتها كانت وثيقة الصلة بوالدتي وكانت تصطحبها قي زيارتها إلى منزلنا حيث كنت أراها يافعة تبرق عيناها ذكاء وأستلذ محادثتها في فترات قصيرة بين...
ارتبط بها بعلاقة حب كبيرة.. وكان قد صادفها وهي بانتظار سيارة الدائرة.. وما ان شاهدها احس وكانه يعرفها طيلة حياته التي قاربت على الخامسة والعشرين. سمراء رشيقة متوسطة القامة ذات شعر قصير عينان واسعتان وشفتان غليظتان قد زادتها جمالا واثارة وكانت معانيها حادة كما وجدها انيقة جدا وعطرها قد ملأ رئتيه...
أعلى