قصة قصيرة

كان تصوير الفيلم التاريخي الكبير يجري على بعد عشرين كيلومترا من مدينة مراكش. و كنت مجرد تقني مساعد في فريق التصوير الثاني. مجرد ترس صغير في آلة كبيرة تقوم بعمل جبار في خلاء أعيد تشكيله بشكل خارق: كنا نصور فيلم «الرسالة». و كان المشاركون من أجناس وفئات متنافرة. ولكن روحا جماعية عجيبة راحت تبرز...
وفي الليلة الرابعة والثمانين بعد المئة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أنه كان في قديم الزمان في خلافة هارون الرشيد رجل تاجر له ولد يسمى أبا الحسن علي بن طاهر وكان كثير المال والنوال حسن الصورة محبوباً عند كل من يراه وكان يدخل دار الخلافة من غير غذن ويحبه جميع سراري الخليفة وجواريه وكان ينادمه...
وحكي أيضاً أن أمير المؤمنين هارون الرشيد مر في بعض الأيام وصحبته جعفر البرمكي وإذا هو بعدة بنات يسقين الماء فعرج يريد الشرب وإذا إحداهن التفتت إليهم وأنشدت هذه الأبيات: قولي لطيفك ينثني = عن مضجعي وقت المنام كي أستريح وتنطفي = نار تأجج في العظـام دنف تقلبه الأكف = على بساط مـن سـهـام أما...
مَرَّ عام كامل وهم جلوسٌ، جلوس في نفس المكان، بينهم حاجّة الرَضِّية التي تنسحق تحت عبء عمرها و لقد إختلطت التجاعيد في وجهها بالشلوخ فلم يعد واضحاً الشلخ من إنثاءة الجلد. في إنسحاقها تحت عبء عمرها تغادر الزهراتُ الندياتُ نواحي وجه حاجّة الرَضِّية حين تذكر تلك اللحظات التي تقاصرت فيها شجاعتُها عن...
....وأبى كاد يفقد عقله ، وأنا خائف ، خائف من الخوف ، والفقر والجنون ، والعالم كرابيج تلسع ، وأنت هناك بعيد ، ونحن هنا متأخر ون .. متأخر ون ، ولم تعد لى قدرة على البوح ، ويدى تؤلمنى ، دائما أمسك القلم بطريقة خاطئة ، أظل أضغط على سن القلم حتى تكاد تخترق الورقة ، وتتفكك أصابع يدى اليمنى ، وأنا قلت...
في غرفتها، عندما اطفأت للتو نور المصباح الكهربائي وألقت نفسها مع جسدها على فراش السرير، للتو أيضا ، شعرت بلدانة لون البنفسج الغامق، ولكن على نحو آخر. شعور دافئ بأنها لم تعد وحيدة كما في ليال مضت، وأن الجمرة البرتقالية التي كانت تراها كل ليلة، لم تعد كما هي، كما في هذه اللحظة، تتوهج الآن عائمة...
كانت بعجيزتها الضخمة ، وجسدها المترهل ، تملأ المقعد العريض الذى كان فى الأصل طبلية صغيرة تكفى لعرض أطباق طعام شخصين، علت سطح هذه الطبلية وسادة ترهلت وتدلت أطرافها من كثرة جلوسها ،أما هى فتتدلى قدماها إلى الأرض لتستقر بالكاد فى فردتى شبشب اسفنجى ، ومن أعلى تخفى شعرها الأبيض خلف غطاء لا لون له ،...
- هذه هى المرة الأولى . - لا بأس . - أشعر بالندم . - طبيعى - سأظل أشعر بالندم . - لن يستمر طويلاً - أعرف نفسى . - أنت لا تعرف شيئاً . - آه . - ألم تستمع ؟ - آه . - هل شعرت بمثل هذا الشعور من قبل ؟ - هذه هى المرة الأولى التى .... - أعرف ، لا تكمل ، لكنك استمتعت أليس كذلك ؟ - ماذا تقصدين ؟ - أقصد...
ضرب عبد الرزاق صدره بقبضة يده بقوة، كمن ركبه عفريت أزرق... وهو يصيح: يجب أن أفعلها الليلة! لم يكن عبد الرزاق سيء الأخلاق؛ بل تخرج من كلية الطب البيطري منذ سنتين، أنهى خدمته العسكرية قبل أشهر قليلة، حاول أن يجد عملاً في تخصصه، ولم يجد؛ فبقي عاطلاً، حائراً، خامداً يسكن مع وحدته التي تعود عليها...
1- بطاقة بيانات شخصية جداً : أسمى موجود بالضبط أنا موجود موجود موجود ، وهو أيضا الاسم الثلاثي كاملاً . لي من العيون اثنان ، ومن الأقدام اثنان ، وأيضا لي لسان وأتمتع فوق ذلك بحاسة شم قوية جداً ، وإن كنت لا أستخدمها ! حاشية : تتمتع الكلاب بحاسة شم قوية جداً، وهذا يجعلني فى غاية الحرج ! 2- لن أقلع...
1-2 كانت بعد كل مرة يمارسان فيها الجنس، تروي لهابارا قصة غريبة مشوّقة. مثلها مثل الملكة شهرزاد في "ألف ليلة وليلة". ولو أن هابارا بخلاف الملك بالطبع، لم يكن ينوي قطع رأسها في صباح اليوم التالي. (هي لم تبق معه أبداً حتى الصباح بأي حال.) حكت لهابارا القصص لأنها كانت ترغب بذلك، لأنها كما خمن،...
كان كل من في المنزل قد غادره إلى مكان ما للزيارة.. ولم يبق أحد سواي.. والدي ذهب كالعادة بعد الغداء إلى (المبرز)، ومنه سيذهب إلى الدكان حيث لن يعود إلا قرب منتصف الليل، وكنت أعرف أن أمي لن تعود من زيارتها لأقاربها إلى مساء الغد. كنت وحيداً في المنزل.. حملت أمام الجميع كتبي وأغلقت على نفسي باب...
هل تكفي أغنية واحدة كي تخرّّ الحروف ساجدة فوق سجادة وصالك .. من أطلق أول موّال فيها ؟؟ من وضع لحن الشوق على سلم موسيقاها ؟؟ من باح للريح بأسرار القصب ؟ من أيقظ الأميرة بقبلة ؟؟ ربما أغنية واحدة وقفت على جبل المسرات ونفخت بالبوق, فقام الحرف من بين الأموات… هبّت نسمة وأزاحت ستائر العيد عن فجائعي...
“نوستالجيا” ; وجد قلمه يسافر في رحاب لغة غريبةٍ عن معجمه الشعوريّ , ليستعير هذه الكلمة التّي تختزل كلّ ما يوحي للشوق , للحنين , للرغبة , لألم البعد و عمق الإشتياق في ثنايا الذاكرة .. نوستالجيا , تلك الحالة التّي تنتابه فتأسر قلمه بين أنامله لتأمره بأن يكتب كلمات عن حنينٍ متجدّد للحظات جميلة في...
مقصورةٌ في عربة قطار. رجلٌ جالسٌ ناحية اليمين وامرأةٌ ناحية اليسار. الرجل الذي يتظاهر بقراءة جريدة، يلقي بنظراتٍ شبقةٍ على ساقَي المرأة. وفي لحظةٍ من اللحظات يطوي الجريدة، يضعها جانباً، يعقد ذراعيه أمام صدره، ويتنهّد. الرجل: لم أستطع أن أمنع نفسي، يا آنستي، فعليَّ أن أقول لك إنّ حضورك يُوتِّرني...
أعلى