رواية

تجاوزت ساعة يد علي الطاهر العاشرة بدقيقتين من صباح السبت 14 مارس 2020 عندما إتكأ البص على جانب الطريق قبالة إحدى المطاعم الذي يجاور سوبرماركت ودورات مياة عامة وماكينتيّ مشروبات ساخنة وأخرى للمشروبات الغازية والمياة المعدنية٠ وكان سائق البص في إنتظار الركاب عند باب البص في الطابق السفلي ليخبرهم...
السيدة " فاطمة الدسوقي" سلام من الله يهديء روع قلبك، ورحمة من الرحمان تحرس "مصطفى" أينما ذهب. أعتقد الآن أنك تلتهمين بأعينك الأسطورية حروف ما كتبت، وهذا عين ما أردت، الحيرة ابتدأت معي منذ بداية الخطاب، عزف منفرد لسنوات حياتي المريضة، بوح أخير لكتمان مزقني أربعين سنة، أحببتك يا...
الفتاة التي إستأذنتك أن تفسح لها قليلاً بجوارك لتجلس في إحدى مقاعد الإنتظار تلك قبل وصول هذا البص ليحمل المسافرين من كوالالمبور إلى كوالابيرليس. إرتفع صوتها كثيراً وهي تحادث شقيقتها - التي تشبهها كثيراً - عن حبيبها الذي إلتحق بالوظيفة أخيراً.. وتكثر من الضحك وهي تحاول أن تجعل صوتها خشناً لتحاكيه...
كان نهار السبت 7 مارس 2020م أحد النهارات الحارة رغم أن الإعلان الرسمي لفصل الصيف لم يحن بعد. حزمت زينب حقيبتك التي سوف تحملها معك إلى بلد تزوره للمرة الأولى وحقيبة الظهر التي يشغل اللون الأحمر حيزاً كبيراً من مساحتها.. تلك الحقيبة التي أهدتها لك فاطمة شقيقتك الصغرى سوف تحملها على ظهرك محتفظاً...
(...) أمّا تظاهُري بإغلاق الباب فهو للإيهام فقط، إذْ لا ينبغي أن يلحظَ أحدٌ أنّي أتركُه غيرَ مغلقٍ بمفتاح، أيْ قابلاً لأن يُفتح بدفعة من كتف أو بركلة طفيفة، فكّر فارس، وهو يَسمع بداخل رأسه موسيقى خافتة، ما يُشبه أصواتَ أمواج صغيرة، ماضيَةٍ بمرح مكتوم صوب شاطئ ما، جميلٍ ودانٍ! (...) فيالَحكاية...
كانَ يوما رائعا في بستاننا الصغير.. حيث تناولنا جميعا وجبة غداء ثريّ بمنتوجاتنا الطبيعية. رقصتِ البنات على إيقاعات " أحواشْ" المحلية .. ابتهجن كثيرا . ثم حان الوداع . لقد كان حارا جدا. تبادلن فيه أرقام هواتفهن الدولية وصورا للذكرى ، كما تبادلن الوعود باللقاء في السنة المقبلة. ثم عدتُ وجانيت إلى...
رفضت (بيتي) عرض سفارة كندا بعودتها إلى أرض الوطن، وقالت أنها تشعر بأن الرب قد أرسلها هنا لسبب، وأن مهمتها لم تكتمل بعد، فوافقت السفارة على بقائها على مسئوليتها الخاصة شريطة أن تستمر التحقيقات في مسألة حادث السيارة . بعدما ابتهجت القناة التليفزيونية التي تعمل بها (بيتي) لقرارها ، بدأت على الفور...
المنْظر الثّالث " درْب التبّانة" حين إكفهرتّ السّماء بغيوم الغسق الأسْود، وهبّت رياح الشّمال العاصفة والغادرة، ايذانا بأنه قد حلّ عيد المهمّشين، موعد تهييج السّواد الأعْظم، وأزهرت جماعة من القطيع الآمن كل الربوع والثنايا بالألوان الرمادية والزاهية، حينها...
لعل هذا الجو الخانق بفعل الرطوبة العالية والطقس الحار لم يفسد عليك متعة التجوال في حي جورج تاون الماليزي بل إن هذه المدينة التي تدعي بينانج قد سحرتك بفتنة شوارعها النظيفة ودور عبادتها.. قلت لجارك البريطاني في الغرفة لعل طرازها المعماري ينتمي لكم منذ عهد الاستعمار فنفى ذلك.. معززاً أن الطراز...
عندما ينشر الجزء الأول من مادة هذا المقال ستكون هنالك سويعات قلائل متبقية قبل بداية الإغلاق التام Lock down لولاية الخرطوم أي قبل حلول يوم السبت 18 أبريل 2020 ويأتي هذا الإجراء الإحترازي كما هو معلوم للحد من إنتشار COVID-19 أو ما تعارف على تسميته بفايرس كورونا المستجد ويأتي هذا الإجراء الذي...
استهلال: هي بعض من رواية، تدور أحداثها في زمن غير الزمن، وفي وطن غير الوطن، وهي تطمح في جمعها أنْ تحرّك في كلّ إنسيّ ما يخْشى من سواكن آلامه وجراحه، تلك التي، قد زعم اندمالها، و هي التي لا تندمل . هي بعض رواية تحاول اقتطاع نسيج، ترديدا لرجْع صدى صوت المرء الخافت، حين يغرق في ظلمة نفسه، عندما...
في الصباح الباكر ،استيقظت على أذان الفجر ،فتحت عينيَّ عن آخرهما ،كنت وكأني لأوَّل مرَّة أنصت إليه ،وكان صوت المؤذن شجيُّا ،يريح الرّوح ،ويعيد ما اندثر منها الى مكانه اللَّه أكبر ،الله أكبر إنَّ وقع الكلمة ،كان رهيبا ،هاهي تثير فيَّ تساؤلات مرَّة أخرى ،هل هو أكبر من هذا الجحيم الذي أعيشه ،وإن كان...
الطائرة الإثيوبية في طريقها للهبوط في المطار الأجمل في العالم.. في مدرج الطائرة كان الأسفلت ما يزال مبتلاً فزخات المطر لم تتوقف وإن خفت إيقاعها، الغيمات ستارة عظيمة تخفي ما وراء الكواليس. وحبات المطر عمال كثر يعيدون ترتيب أماكن جلوس النظارة التي ستلج بعد قليل لمشاهدة عرض سينمائي بعد رفع الستار...
خارج الغرفة رقم 307 بالطابق الثالث لفندق مترو. كانت المدينة التي لا تكف عن دغدغة السماء فتضحك حتى تسيل عيونها أمطاراً.. كان حي بوكيت بينانج قد جهز شوارعه وأزقته الجانبية وأشجاره فارعة القوام مشرأبة الهمامات لتناول وجبة دسمة تجود به ديمات السماء التي أضحت ركاماً وكان يفصلك عن كل ذلك الكرنفال...
* شاكر عودة تلميذتي الثورية في ملاءة واحدة مع ضابط أمن الدولة الذي كان يستمتع بإذلالي ! لا تنزعجي يا سلمى ، لستُ هنا من أجل محاكمتك ، كما أنني آخر من يصلح لذلك ، هذا المشهد ليس مفاجأة مروعة بالنسبة لي ، سقوطنا جميعا في الوحل لا يمكن اعتباره مفاجأة مروعة ، لا يمكن أن ترفع سيفك طول الوقت ، لن...
أعلى