نثر

لخمسٍ بقينَ من ربيع الثاني من العام 1397 من هجرة النبي عليه الصلاة والسلام، الموافق للعام 1977م، وضعتني أمي، عند الخامسة من فجر الخميس، بعد مخاض أذوى جسمها النحيل، وَأَماتَ قُوَّتها، وفكَّ حَلَقَةَ صبرها، وما أن وَلجتُ إلى الدنيا نديّاً، عارياً، على جسمي قطع صغار من رحلة العبور من بطن أمي الآمن...
حين خلق الله الإسفنج عرف الإنسان الناحية الأخرى للحياة وعرف كيف يكون مطاطيا إلى أبعد مدى وكيف يمتص الطلقات المتجهة نحوه ومتى يكسر الصلابة بليونة واحتواء وعرف أن الماء معبأ بكائنات لاتراها العين ولكن يراها الإسفنج الراقد في عمق البحر تماما كما يرى اللصوص المختبئة في الغابات المرجانية الملونة وهم...
أنا غلطة والداي .. حين حملت بي أمي حزنت .. لكنها كانت قد اشترطت على ابي ان تسمي اي ينت تلدها .. نور جدتي لأبي اسمها حواء كانت اجمل امراة في القرية ولم يسم باسمها اي من اولادها السبعة في حين كلهم خلدوا اسم جدي سبعة صبية في العائلة اسمهم احمد اعطوا جدي صك تصريح ليغيظ جدتي بحب ابنائه له .. قال ابي...
أَيَّتُهَا الأرْبَعُونْ تُدَخِّنِينَ أَعْوَامِيَ بِمَزَاجٍ بَارِدْ تـُخَلِّصِيْنَ نَحولَ يَدَيْكِ مِن أَصْفَادِ حُزْنِي الطَّوِيلْ خَلْفَكِ يَقِفُ رَهْطُ الأمْنِيَاتِ الغَابِرْ تُضَيِّفينَهُمْ مَا جَادَ مِن خُبْزِ نَدَمي يَتَرَنَّحُ حَظِّي كَثَمِلٍ عِنْدَ بَابِ الضُّحَى رَآني أَتَعَكَّزُ ظِلَّهُ...
على قلبي وقفت أفتح نافذة الذكريات ولا أسمع غير اصطكاك الحكايا تعبث رياح الفقد بدواخلي النافذة تتوارى قائلة: أنا منحوتة عاشق موعود، نسيني حين نظرة أضع على فمهما أصفاد التناسي.. فتقهقه حتى تبان نواجذها المثقوبة: لا تكابري فأنا خلاص سارق، يختلس أنوثتك من وراء إنفلاتي.. أصفعها في وجه وحدتي وأقبل المرآة
متفضلةُُ بخجلٍ على كُرسي المقهى..القُرط الدائري الناعم..الخاتَم ذُو الماسة..العِقد فضِي اللون..والحُمرة في تلك الشفتين..وأنتِ في ذاك البنفسج.. والساعة في مِعصمك الأيسر..عيناك تغازل بحرارة.. وأنا بِقربك مُتصبِر.. تلك تفاصيل لقاء أول بأنثى ليست كغيرها، ووجه قادر على أن يفض إشتباك الأعين في...
في البدء كان الملح الذي راوغ البحر بدواماته وانسل من بين مسامه المترامية حول تضاريس الأرض وقت الشهيق ووقت الضحى حين تتبخر الأرواح لتتلاقى في الأفق وتدفعها أنفاس الكواكب السائرة حول القلب حين تتذوق الشمس طعم الماء وتصهر الأوكسجين من رئتي العالم فيتوالد الغيم من أحشاء الملح ولأن الملح حبل الغمام...
وتصعد قصائد العشاق للسماء قبل ميلادهم، وعطر الطمي يعبق الأصابع الرقيقة، عندما كانت الأرض ماء..، وفي جروف الدمع ينبت الغروب، مرتعشاً من برودة الغسق. والحائرون في إنوجاد لم يعهدوه، يدورون كلآلئ البحر، ينظرون للنجوم. فيلمع الدم القرمزي في الكروم، وترتل جوقة الملائكة لحناً مقدساً لبراعم...
من هنا كان المِلحُ حين بكت الملائكةُ وسالت عبراتها كنهر ثائر ولحظة تهافت الشياطين بمشاعل حارقة نحو الأرض_ خلقه الله _ حين جرت الشمسُ كانت روحُه تجري لمستقرٍ لها في أوردةِ الكائناتِ جميعِها كي تبقى حكاياتُ العالمِ نابضةً وحيةً كدورانِ الدم وتنبتُ حدائقُ السماوات ورودًا بيضاءَ من مِلحٍ كي تحكي...
علي خطي من مضي يمضي يساءل الكتب الصفراء عن سدنة المعبد سادنوا الصحراء. في غفلة من أصحاب الوقت يروي سيرته ما تبقي من جماجم الموتي وحطام معبد النار وتعاويذ الكهنة علي خطي من مضي يمضي يساءل الكتب الصفراء . عن الخرافة الأبدية عن خطي سالكة في المنكب البرزخي عن نبذة ينأي فيها ويحتمي في المنتبذ القصي...
أخشى هذا الكشفَ. قلتْ للطّبيبْ. غطَّى جزعي بابتسامتهِ وقال: لا ألمَ، لا دمَ، ستسمعينَ صوتاً فقطْ. قلتُ له: كمْ يُزعِجُني هذا الصّوتْ! قال: لا تتحرّكي، إهدَئي، استرخي فقطْ. لم يَفهمْني الطبيبُ؛ لا شأنَ له بوجعِ القلبْ كيفَ اشرحُ له؟ أنَّ جهازَهُ هذا برنينهِ المغناطيسيّ، سيتجولُ بينَ تلافيف عقْلي،...
آه أيها الزمن لم تعد تهمني الساعات و الدقائق والمواعيد الكاذبة امنحني لحظة ألمس بها روحي لحظة واحدة للصدق مع ذاتي .. فتش بين الثواني الهاربة ابحث في جيوبك السرية عن كل ما اضعت من سعادة ابحث مرة ثانية عن كل ثانية ذبحت بعقارب الاوهام فتش في اعين كل حالم يرى اللحظة متوقفة بينما الاشياء من حوله تركض...
لطالما سمعت بأن الصمت والألم وجهان لعملة واحدة. الصمت بركان يغلي من الغضب في إنتظار الانفجار لينثر حممة على الأزهار، الأشجار،و الحياة. فيقضي على الأخضر واليابس، الميت والحي. و الألم هو إمتلاء القلب بفحم محترق، رمادةُ يحرق مراكز الأحساس، الحب، والأمل. فيجعل القلب ينبض فقط بدون حياة وبدون...
قد مضت أيام طويلة ، لحظات شاقة،وهي تعيش في دوامة لا منتهية حيث اللا رجوع فيها جواز سفر إليها.. وعندما هدأت الدوامة ذات ليلة ورسا مركبها العتيق على إحدى الشطآن البعيدة أدار الزمن بالجراح إلى الماضي التليد وبدأت الشرارة الأولى من الثورة في الأعماق تتوقد. عندها وبعد كل ذلك التعب والإرهاق والفزع...
استيقظت هذا الصباح كفارسٍ متعب،منتشياً بانتصارات أمس،التي نامت قريرة بين ضلوعي،ونهضت مع أول ضوء مرحّبة بلقاء النهار،وكأنما تتعجّل بزوغه،لتنشر بهجتها تحت أعطاف الصباح المحتفي بولادته،محمولاً على أمواج سكينته الوادعة. غريبٌ أن يغيض نهر الرّغبات،وتخفت شهوة الحياة،ويخبو بريق الإحتدام،ويخلو...
أعلى