نثر

عرفتُ الإسكندرية قبلاً، مدينة وادعة بالرغم من حيويتها الزائدة، متصالحة مع نفسها، ومستسلمة لوشوشات البحر صيفاً،ولصخبه شتاء، ولا تحمل زمجرته المتوعدة على محمل الجد، لم يتغير البحر، ولم تتغير المدينة كثيراً ولكن تغيرت النفوس، لقد آلمني كثيراً منظر المتظاهرين الذين لجأوا إلى مداخل العمارات هرباً من...
كتائهة بين قصائد الشعراء أقرأ لهذا قصيدة قمح ولآخر قصيدة حب أنظر أيهما أجاد وصف حزنه أكثر أيهما ستندم أمام قصيدته امرأة ثكلى وأيهما ستفخر بوجودها داخل قصيدته فتاة تحضن ملامح حبيبها عاد صورة بعد أن كان كياناً حرام عليها نطق اسمه سوى في خانات الذاكرة . كتائهة وسط نصوص الحزانى اتعمق فيها أقارن بين...
المساء الذي كم لونّتُه ب " دارت الأيام " المساء الذي رسمته ريشة " على حسب وداد " المساء الذي طالما احتضنته غادة شبير وآمال ماهر المساء الذي عشقته قبل صباي المساء الذي أثملني بكل تفاصيله يندلق من القنينة إلى فجوات في الزمن المساء الذي استفتحه بــــــ " سنين ومرت زي الثواني.." لم يعد هو لم يعد...
(١) صبيّتان تتأخرّان عن موعدِ جرس المدرسة في طريقهما تتوقفان برهةً من الحُسن ؛ لتتذوقا طعمِ وجبةٍ عدّتها عروس متوترة التجربة. لتُدليانِ لها برأي : إذ ما كانت هي جديرة فعلاً ، في إجادة الطبخ.. (٢) راعي يجلس تحت شجرة العرديب الظليلة. في هدوءٍ ووقار الذاكرة. يؤلِّف...
١/ مشاهد: ثلاث قطرات من الماء ، لأمطار هدأت طوفانها للتوء تسيل على جبين طفل يتكوّر فوق رصيف حصى باردة ، وطمي مُتحجّر كلبٌ يتعرّج من الجوعِ والبرد ، تطاردهُ عدّة كلاب ، لإنتزاعِ عظمٍ لم يكن من نصيبهم رجلٌ يترنّح من الثمالة ، ألم ، وخيبة ، وذكريات باهتة لماضٍ ومجدٌ مشوّه ، وتجارب فاشلة ...
كان عمر الحب في قلبي قصيرا جداً مات يانعاً يا حبيبي لم أرَ علامات الشيب تغزو عشقه . النور الذي برق وأنا أحضنك تحول بعدها إلى ظلام سرمدي. من يخبر القبلةُ التي رسمتها على شفاهك أن قد أرتوينا بالقصائد عنها ولم يعد يغري عطشنا لذة السراب. تمزقت فساتين البهجة في خزانتي استبدلتها برداءات حزن بالية...
كُنتِ على وشك أن تصبحي بطلة روايتي الجديدة التي سيحولها مخرج مفتون إلى فيلم سينمائي، ولكنك تنازلت عن الدور بمحض إرادتك،وتواريت وراء المشهد، سحبت حضورك بعيداً عن ضوضاء الورشة، وتركتني ضائعاً بين الوجوه، أبحث لك عبثاً عن شبيهة، لأكتشف أن ليس هناك شبه بين الوجوه ، ولأكتشف أن الوجه ليس رسماً وخطوطا،...
قلمي يختبئ الآن مني وأنا أريد أن أغني وأريد أن أشدو أريد أن أبكي و أريد أن أرقص رقصة المُجني فلا تهزؤوا مني أنا الليلة أريد أن أكتب عني عن حبي الذي ضاع مني عن ألآمي عن أحزاني عن حُلمي , عن كل سنين عمري عن قمري الذي ضاع مني عن رحيل أبي وأمي , وعن كل الذين رحلوا عني فلا تهزؤوا مني...
أنا إرتداد الضوء لست الشمس ولا عمود إنارة كنت وميضاً يختفي بعد ثوانٍ وحين سرقتني من الشتات خلدتني نظرتك لا أدري أي نظرة كانت تفر عيناك حين اصطدمت بي أتراها كانت هاربةٌ من إلتقاطة جريئة أم جنازة مارّة. كنت عابراً أمام مقهى في طرف المدينة أسابق أنوار الشوارع إنعكاسات المرايا واحاديث المسنين حين...
وجهه بلا ملامح , تجاعيده أقوى من أن تغتفر, لم يكن باِستطاعته أن يخطف جفنيه لوهلة .. فقد أثقل الوجوم عينيه كانت المجازر المرتكبة على مدى التاريخ البشري المعتم, كانت تعيق ثنايا الجلد على جبينه من التنفس, كانت تعيق لاوعيه من التأله كوحي تارةً و كحلم تارة أخرى لمحته.. كان لا يقدر أن يزدرد ريقه لشدة...
أتساءل عن تلك الهالات حول عينيك أتراها إشتياق أم أنها هالات الحزن عن الآنات المتدحرجة من نغمة صوتك جُرحٌ هي أم نّاي وعن الآلام التي تملأ قصائدك أيُّ حربٍ شهدتها ولم تتتحدث عنها نشرات الأخبار أعلم أنك جسداً من دون روح وجثة حية تشغل حيزاً من عالمنا اللعين تصارع همومك وحدك تسهر مع نفسك تطالع القمر...
لطالما أضحكتُُك وأبكيتُك بحكاياتي التي لم أحكها لأحد غيرك، وكأنها سرٌّ نتقاسمه بيننا، فهل أدخلت حكاياتي لقلبك السعادة، هل أسعدتك؟ هل قالت لك شيئاً جديداً عن العالم؟ هل فتحت لك حجراته السّرّية، هل أشبعت فضولك، هل دغدغت أحلامك، هل أيقظت في قلبك حب الحياة، هل جعلتك تنتظرين حكايةً جديدةً كل ليلة،...
قاطعوا هذا الموت الذي يتربص بكم كالضباع الجائعة.... فلن تفقد ديدان القز ونباتات القطن وظائفها إن كففنا عن نسج أكفاننا آه ليت للأوطان حدود حلبة ملاكمة.. حتى إذا أوشكت السقوط مهزوما نططت عن حبالها وفررت إلى الأبد.. آسف لأن طموحاتي كأهدافي كأفكاري كرصيدي اللغوي ضيقة جدا.... فقد كبرت وترعرعت في بيت...
رئتي تستكين للدخان لا للهواء قدماي للحفاء لا للنعالة رأسي للصداع لا للهدوء بطني للجوع لا للكافيار كبدي للكحول لا للسكر قلبي للخوف لا للحب عقلي للخيال لا للمنطق فمي للشتائم لا للغناء شفاهي للبصاق لا للقبل عيناي للشرود لا للبصر وجنتاي للصفع لا للخجل ذاكرتي للنسيان لا للعودة... وهذه الأصابع...
لقد منحتُكِ حياة أخرى في قصصي وحكاياتي وها أنت تتجولين حُرّة من فروض الحياة ، وطقوس العيش المثقلة، طليقة كطيف ، زاهية كلون،لا يمسُّكِ اللغوب ولا ينالك الرّهق. رسمتُ لك صورة أخرى، ووضعتٌ على شفتيها ابتسامة دائمة، أكاد أسمع حفيف ثوبك وأنت تتجولين، ويستخفّني الطّرب لرنّة صوتك حين تنطقين، وأراقب...
أعلى