شعر

في آخر الليل في الضوء الرمادي الذي يشبه رائحة العتمة.. يتئاءب تمثال في الصالة الباردة.. هادئ متحف الشمع.. وليس في الهواء هنا سوى ما تنقله الريح من اصداء مدينة لا تنام.. في الركن يسعل تمثال ويخطو خطوتين ثم يسأل بحياد عن عود ثقاب.. ليشعل سيجارة شمعية بين اصابعه.. تسرح سيدة شمعية شعرها قرب مرآة...
رأتْه الفراشات يهذي فطافت به في ثوانٍ وأوحتْ بأعشابها لصليب له لقَبٌ واحدٌ لم يكن يتماهى بنهر ولا بغدير ولم يدرج الناي في خانة المشتهى كان يكْسِرٌ سربا من الدالياتِ ويشعلُ في مائه قاربا للنوارسِ من كبد المصطلى حين أشرعتُ قلبي ربحتُ به أرخبيلا من الريح أولمتُ أطرافه للغياب مسحْتُ نوافذه بنهار...
لم تتزوج صديقتي فهي تكره أن تجهز الغذاء كل يوم لرجل غريب! يطلب المزيد من الفلفل، الكثير من الملح، القليل من الحشمة و الكثير الكثير من الدسم.. .. تكره صديقتي أن يتوسد ذراعيها رأس أصلع دائري يشخر كقطار بلا وقود.. أو يحبس إصبعها بقطعة ذهب مدوّرة و يحبس أنفاسها في قطرميز المخلل.. قلت لها.. ربما يصبح...
الآن قد آن الأوان لتبسمي ، فالفجر نوّرْ و الآن أرفع في شموخ جبهتي ، و الآن أفخر و الآن .. أطلقه من الأعماق إيمانا تفجّر يمحو ظلام الظلم ، يمحو من بغى أو من تجبّر و أصيح في زهو بكل مكابر : الله أكبر الآن آلاف السنين تجمّعت من عهد (نارمر) زقفت لتشهد خير جيل في الكنانة حين بثأر و يضيف بالدم في صحئف...
كَالمَوّجِ تَقْفِزُ فَجْاءَةً وَتَعْلُواْ هَيّبَةً وَجَلَالَــهْ وَتَضْرِبُ عِمَادَ غَيِّهِمْ وَتَمْضِيْ بِلا إسْتِحَالَةْ مِنْ غَضَبِ الاجْيَالِ قَامَتْ وَتَعَمْلَقَتْ لِحَالَـــةْ عِشُّ هُنَا وَعَرِيِنٌ هَنَاكْ،وَما بَيّنَهُمَا جَوَّالَـــهْ صُورَةٌ وَقَلَمٌ يَنْقُلُ فَعّلَهَا وَأسْطُرٌ...
"أحبّكَ" .. قلتُها سِرًّا، وجهرا لأنكَ .. بالهوى أولى وأحرى "أحبكَ" .. قبلما آنستُ شوقي لعمري، بعدُه ما اسطعتُ صبرا أنا تلك التي بالجبِّ باتتْ تتوقُ الركبَ لو بالليلِ مَرّا وتقسمُ أنها في ذاك وقفٌ وتقسمُ أنْ تصونَ وأن تبرّا فلا هيْ تستحقُ القلبَ نبضًا إذا ما...
ما الذي منحَ الماءَ صورتَه فغدا كبياض يقيم له يققُ العين أزكى إفاضاته بين كافٍ ونونٍ؟ ومَنْ سكَّ نبض الجدار إلى أن صحا بمناديلَ للطير وهْوَ لها منشئٌ حالةً من غضبْ؟ حين جئت القبيلة لم أجد الريح زرقاءَ لم أجد الخيلَ ذات الصهيل كعهدي بها خرج القوم يتجهون لآبارهم علّقوا الأمنيات على جنَبات...
حين أبحر.. أرى ظلالكِ .. أرى أمواجكِ.. أرى خفقكِ.. ساريةعلى حدود غرناطة.. كنتِ الصهيل.. إذ يتمدد على ساحل في الهتاف.. أرى المسافات تنأى.. أرى الرايات تخفق.. الأصوات تئز.. الطيور.. تطل على منازل .. تنأى في أجنحة الضوء.. لا وجع سيظلله الشجن.. لا موسيقى ستصدح.. في زاويا اللغة.. كنتُ على برق.. على...
كخيبات العائدين بهزائمهم.. أرسم الليل وحيدا .. هذا الليل.. وخاليا منك.. ومني.. ومن روح اكتسحها مد الخراب ونجت بأعجوبة.. لم يعد مكان سوى للفراغ المهول.. أعيد فيه ترتيب ذاتي.. بتدرج مغر للأولويات.. أنا.. أنا... أنا.. لكن الأنت ترفض المغادرة.. أيها اللجوج.. كان الصمت ميثاقا بيننا.. لكنه تحول فجأة...
إلى القايد محجوب الكوكي "إنْ كُنْتِ تُريدينَ وِصَالاً بالكُتّابِ، عَلَيْكِ بِدَارِ الكاتبْ" قالتْ لي بنتٌ في العشرينَ، تَكَادُ تُضيءُ بِنَهْدَيْها ما قال لها رَجُلٌ في الخَمْسينَ رأتْهُ يَقْرَأُ منْ ديواني الشعريِّ وكانتْ تبْحَثُ عنّي في كلّ الأنْحَاءْ دارُ الكَاتِبِ نادٍ أو حَانَةُ كُتّابٍ،...
دع نايك فوق التلة يسمع أنغام الرعيان وأصوات صرير الريح تراقص أوراق الأشجار وأصوات أزيز الرعد وزخات الأمطار في عرس الأرض الحبلى بنبات الغاب وأنين الألحان القادم من مولد نايات أبكار دع نايك فوق التلة كي يتلو صلوات نهايته في صمت وسكينة ويقيم شعائر قداس جنازته يغزوه حفيف الأشجار وينثره صدحا يقظا...
أميرا مشيت إلى شجري المتأنق في رئتي ألق البدء يفتح أمداءه بنشيد الروابي ويضبط دمدمة الريح بين يديه ويهْرُب بالمقصلةْ فوق وجهك يا صاحبي سيصير المدى عِنبا والمراثي مرايا وفوق ذراك سيرقص ظل المياه البعيدةِ لي شاطئ قد غوى والتوى فتمادى اليقين يهب عليه ويوقِد فيه تواريخه وانحناء مسافاته ثم يغرس في...
يَميلُ نَسيمي إِلى وَرْدِها .. وَنَحْلي يَحِنُّ إِلى شَهْدِها عَلى كَتِفي غَيْمَةٌ مِنْ هَوًى .. وَلَهْفَةُ بَرْقٍ إِلى رَعْدِها وَيَحْمِلُني الْحُلْمُ نَحْوَ الْعُلى .. لَعَلّي أَرى النَّجْمَ في مَهْدِها كَأَنَّ الْأَميرَةَ في قَصْرِها .. وَسورُ الْحِصارِ عَلى حَدِّها أَعودُ إِلَيْها وَلَوْ...
رسالتُكِ التي... بدمعِ عينِكِ قدْ خطَطَتِ حروفَها ومَا أزهرَ في روضِكِ مِنْ ياسمينَ، وبنتِ الليلِ، والجُوري ومَا مِنْ ثغرِكِ حينَ تبسمينَ كمَا الدرُّ قدْ بَدا نسَجتِ القوافي، وطرَّزتِ البديعَ في حَواشِيها... في كلِّ حرفٍ حمَّلتِ مَا مِنْ نبعِكِ الرقراقِ فاضَ مشاعرَ عِشقٍ، وآهاتِ شوقٍ وخوفاً...
خيّلتني الراح حتّى خِلتها رَشَفا كحالمٍ قد أباحَ الدنَّ واغترفا وما ارتشفتُ سوى وهمي على ظمأٍ فأيُّ منّا بزعمِ الراحِ قد جنفا...؟! ياطالبَ الكأسِ ملأى كي تُسرَّ بها لو أُزلِفَ البحرُ في أطماعهم نشفا أملنا خيراً وماخيرٌ يصيرُ لنا حتّى السرابُ الذي يبدو لنا عزفا كفّي بكفّي وللأقدار وجهتُها ووجهتي...
أعلى