وأنا أشرب قهوتي هذا الصباح
وأسبّ فنجاني
تذكرت أفراح فيروز
ومتعة النورس
خلف شباك الصيّادين
أفتحُ ذاكرتي وحدي
لا أحد يمدُّ يدهُ يحرِّك هذا الهواء المخيف
آكلُ نصفَ فاكهتي وأتركُ نِصفَها لطائرٍ ضلَّ الطريق
ثم تفّ فوقَ نافذتي وطار ... كالآخرين .
في سرّي..
أردِّدُ أغنيةًقصيرةً تكفيني .
أغنية طفل...
سنفهم
ذات مَقبرة ، او ضريح متأنق الطوب والصلاة
اننا ما كنا يوماً ها هنا
كان الفراغ
يُحيك حبكة مسرحيتنا الطويلة
والثقيلة
اشجار النيم
تصنت الرب لصلوات الجنائز في المساءآت
اتكاء الضوء على الشمس الملوحة للعصافير في الغياب
الثياب المعلقة
في حبال المواعيد المؤجلة
الحدادون : يطرقون اللاشيء...
لم ينفعني يوماً
درس الجامد والمشتق
مادام آدم هو الأصل
وحوّاء الفرع
لم يدفعني للأمام
درس اللازم والمتعدّي
مادام لزوماً أن
يدوسَ مردوخٌ
أمّه أو
أبيه
ليصعدَ على وجه المياه المالحة
ليبني معبداً
أو قصراً
لا فرق
على وجه المياه الحلوة
لم تنفعني أسماء أولادي
مادام
ماء أنليل فوق إنانا
مادام
انتصار أنو...
على مشارف المدينة
ترنم المذياع
بالقصائد الحزينة
ومومس
ترتب تاريخها في الرفوف
تنتظر الضيوف..
برتابة الصباح والمساء
للشيخ
والمراهق المذعور..
وربما النساء..
"فالأرض يا صغيرتي
لم تعد تفيض إلا بالشجن..
الأرض والرغيف..
حالتان للوطن"..
قالت لمن أنجبتها هناك..
وحدقت في كوة الزمن
...
لم أغير إسمي
ولم أدرجه في أي قائمة فنية أو سياسية
أو رياضية أو ضمن فوج ربح في قرعة الحج
أو أي بطاقة بريد تحمل مدينة بيضاء
أو ورد وقلوب حمراء
لم أمهر قصائدي مهما بلغت من السوء بأسماء مستعارة
او زورت توقيع لوحة بالفحم عن حرب أهلية طاحنة
ولا استغليت الفرصة أن أحدا من أهلي رئيس جمهورية
ورحت أصرفه...
لي في أزمنة الأزمات حدوس
تخبرني
أن البحر يغادر شرفته
عند قدوم برابرة العصر
بداخله ما زال يعسكر جند هواجسه
فلديه ذاكرة
لو مال بها شيئاً مَا
لاندلقت تحكي التاريخ السري
لكل هزائمنا
لا الشمس بها شمس
لا القمر الواقف في الشرفة
و الدكنة تعلوه قمر،
كان صديقا و الأشياء تحب صداقته
حتى السيجارة في شفتيه...
كانوا يربون الحقائق في الحظائر
حتى تكبر
لا تُذبح
بل لتُمرن النصل
أن يكون جريحاً
مضوا إليهم / عبر الظلال
معاطفهم من جلد الصبار
أحذيتهم
نكاتُ حامضة
لا تُجيد اجتياز شبق المسافة
بل تأخرهم لأكثر من نعش
هكذا قال الفلاسفة
في العدم
" العدم أن نكون بلا جوارب "
ليس لأننا
نزهد عن الطرقات
بل...
أفركُ كفيّ
بفرحة الحرامي
نعم فأنا حرامية
الوقت
هو نائم
مطمئن
ليدي الحانية
التي تكتب الآن بينما
هو يحلم أنها تمسح شعره
بندى الحب..
يهواها
أمه هي حبه الأول
والحب يبدأ بالأصابع
وينتهي بالشلال
حيث لاأحدٌ يسمع أحداً
....
يوماًما
سيكون منشغلاًبالكتابة
على لوحٍ أذكى بكثير من لوحي هذا
وسأمدّ أصابعي...
لن أهتم مجدداً بتفاصيل ذاك
الجرح
فقد باتت حادةً بما يكفي
لذبح النور في حدقات
الفرح
لن أهتم مجدداً بالصهد الذي
يُقرح
أقدامَ المسافةِ، ويُدمي الشفاه
بما يكفي لانتحار اللغةِ على مدارج
البوح
لن أهتم مجدداً بالنسمةِ العائدة من
الضريح
تحاصر الدواخل بالحريق
تتهادى في جوف الناي
مُتقطعة...
كم تبقّى للصّالحين من جَمَراتٍ
يخبّئونَها في الأكُفّ؟
النارُ لا تلسعُ إلا المُؤمنين
فاكفُر!
تحتَ الصّراطِ جنّةُ العُميانِ
على الحَبلِ
نَحسِبُ خطواتنا
أصفارنا أشدّ وطأةً من الألِف
وقوعُنا نجاتُهُم..
فلنَحتَرِق؛
في التّحتِ
يكمُنُ لأمثالِنا..
الرّاقِصون!