هذي ميسون في ميسان
تروي نخيل بساتنها
وتغني
هي في المصورة موصل
سمراء كدقلة نور
والشعر لحاف الخصر
الممهور
والقّد الممدود
غصن بان
بستان رمان
برّ أمان
هي كنخيل دجلة
والفرات
منها الشمس كلّ
صباح تقتات
والعين العربية تمرح
في الكحل بالغنج
تسرح في كلّ فجّ
مأسور من رأى
الفجّ يميل
والهدب نخيل
فملعون من جزّ...
اتمني لو أنني
اصعد الهواء
لا على طائرة، لا على بساط المُخيلة الساخرة
لا على جناحي طائر
استأجره للتنزه
لا على كأس منفلت الاخلاق
لا على جسد امرأة بلغت ذروتها فامست فضاء
امد رجلي فحسب
هكذا
مثل العصيان
اتمنى لو أنني افهم
كيف تدير الحياة الحياة
اقلها
كنت استوطنت ضفة جانبية لليل
او كنت
عرفت
كيف أكل...
مدنية أنا
لكن أسماء أجدادي
الفلاحين
تتردى كالموت
في كفي
تتردد كالحياة بين
عيني
مدنية أنا في جلباب
الهفوات
هفوات السعادة
المحشورة
بالاكتظاظ
مدنية أنا
تطربني زمامير السيارات
وأضواء الليل
وصوت المطر على شط
البحر الكالح
مدنية أنا
بزمن ريفي
تعلمت السقاية
بعد الأربعين
وبعد سبع عجاف
رويت الأرض
وحملت...
حين تنام الأحزاب
و لا تستيقظ إلا عند صياح الاستحقاقات
تأكد أن الوطن الطاعن في الصبر
ستزداد مَنَافِيهِ
ما دامت أحزاب الردة
لا تستيقظ إلا كي تقتسم الكعكة فيه.
ــــ
لما أبحر نحو الجهة الأخرى
لم يجد المن و لا السلوى
الليل هناك يعربد
و ما زال البحر كعادته
يدمن بلع قواربه.
ــــ
السُّنَّة و الشيعة...
قسوة بُعدك
في قربك...
المعنى الذي كان في المعنى
تعرى من معناه
كل شيء صار بدون معنى
حين في قربك مني
تكونين بعيدة عني
ظلا لظل آخر
لا أراكِ حين أراكِ
لا تسمعينني حين تغلقين
عينيك
وتصغين لآهات الغياب
نظل في بُعد البعد
قريبين
وفي قُرب القرب
بعيدين
لذا سأكون بيني وبيني
كي أجدك أَنَّى كنتِ...
قلت يأتي الصيف
وأرحل
فلأنتظر أن يجمعوا الحَبّ
كله في المطامير
وأن يكوّموا التبن تحت جبال الطين
وليقطفوا العنب ويهبوا للنحل حصته
وما تبقى فزبيب للأعراس
ليس لطيفا أن أترك الصيف وأرحل
سأقاسمهم أقمارهم
وهذر الليل
وسأحسوا شايهم بعبق الجمر
وما بقي من حديث القلب
وليقسموا علي بدراقهم
وماء القطران المثلج...
لم يكن حُباً ولكن كان شيئاً منهُ أكبرْ
لم يكن "مترو" سريعاً مرَّ في قلبي وغادرْ
أو سقوطاً في امتحانِ الخصرِ والصدرِ المُدوَّرْ
كان شيئاً منهُ أكبرْ
لم يكن ظِلاً.. خيالاً.. أو مناماً جاءَني
في ليلِ بؤسي
لم يكن صَلباً ولا خمراً فرنسيّاً مُعطَّرْ
كان شيئاً منهُ أكبرْ
لم يكن وجهاً جميلاً واعداً...
في البدء كانت: القبلة
وهذا
ما
سبّب
الهيجان
وتعالت الامواج
ونادت تعامة:
لا
لا تنهبوا سكوني
لكن مردوخ
مردوخ
ابن بعل العلي(أو روحه)
أراد للمد أن يحدث
وللبركان أن يثور
وكما تفشت الكورونا-في عصرنا-
تفشت البراكين والزلازل
والثورات التقليدية_في عصرهم-
ولم يعد بمقدور الأم(تعامة)
بلع السرة
أو منعها من...
مات اليسارْ
لم يبق منه غير ذكرى
و حالات انكسارْ
بحثت عنه
في حياة الشعب
لم أجدْهُ
في كراسي البرلمان
لم أجدْهُ
ثم أبتُ خائبا
لاشيء غير الريح تعوي في قرابي
و ملء كفي حفنة من الغبارْ.
ــــ
ظمأ الحضور نما بأوراقي
لذا رممت مملكتي
بفرشاة الغيوم فصرت صنوا للفصولْ،
أتلو صلاتي
أقرأ الأشجان في نزق...
إلى مسجد طورا و طورا إلى حانِ
يكون مـــــلاكا تارة و كشـــــيطانِ
و يحسن للمعــدوم من فضل ماله
و يجـــــنــي ذنوبا لا يرى أنه جانِ
ــــ
كل فتوى امتطتْ لسان جهول
أزهقــت أرواحا و أخْلت ديارا
كم بــــــلاد كانت تعيش بأمنٍ
فأتتــــها فتوى تسوق الدمارا
ــــ
و للمــــرء نـفـــــسان، واحــــــدة
تـريد...
الوظائف الشاغرة
لم تعد تثير فضولي
ركنت جميع الإعلانات المبوبة
قرب كوم القمامة القريب من باب الدار
وقد نسي عامل النظافة لأيام
أن يدفنها في مقبرة النفايات القريبة
تغيّرت اهتماماتي مع مرور الوقت
ومع تقدّم سن الحلم
تغيّرت الألوان وإشارات المرور وأولويات المجاوزة
الزمن لم يعد يتمدّد، تقلّصت مساحاته...