شعر

بحكم العادة صرت أتلذّذ قهوتي الباردة ، صرت أتلذّذ أحزاني الوافدة ... صرت أتلذّذ كتبي المركونة على الرفّ ، صرت أتلذّذ استنشاق غبارها ... صرت أتلذّذ عاداتي الجديدة ، أتفنّن في تطويرها كل يوم جديد ، بحكم العادة صرت أحب ّ أن أطلق ذقني ، صرت أحب ّ أن أتخبّأ وراء أحزاني القديمة ، صرت أحبّ تلك الأشياء...
البارحة الخامسة مساء رأيت حفرة عميقة في السماء جناحا محروقا يتدلى يكاد يلمس ذؤابة رأسي وأنا على دراجة نارية خفيفة جدا مثل فراشة تتخبط في الهواء الشاحنات ورائي تعدو مثل أرانب ضخمة الهواء بالونة ملآى بشرار الجحيم عرق الله الذي يغسل نوافذ السيارات آه كم كان جناحك يا رب مثيرا للرهبة والقلق مثل عجلة...
لم ادخل قفصاً ذهبي بل خبأتني في قلبها الطيبِ العذبِ ما أسعدني.. ما أجملني.. ما أروعني.. فمن عثرةٍ في منفاي تمد لي يدها، وتنهض بي كأني أمتلك الكون حينها وبوجودها هي السماء مطر، لأزهار تُرَبي ما أبهجَ بَوْحي من غير تَكَلُّمٍ هي الفيض ومن نبعِها قصائدي هي في كتبي أريج الهوى وجنتي حيثما أنتِ صلاة...
لم يكتبوا الكثير لأنهم ، كانوا يؤجلون احزانهم الى الغد وهكذا عاشوا مئة عام مئة عام ، واوراقهم فارغة مئة عام يراكمون الاحزان ، مئة عام لم يكتبوا سوى الوصية الاخيرة " لا تأجلوا البكاء ، فالاملاح تُسبب مرض الانتظار " لم يغنوا كثيراً ذلك أن عرس الملك ظل يؤجل دائماً احياناً لأن الخياط ، بالغ...
هذا النص خرج عن طاعتي فكتب نفسه... نص عاق... ألقيتُ كلَّ ما أفرغني مني على حافة مشاغلي فامتلأت بالأغنيات سيَّجْتُ القلب بنبرات هادئة لا أريد زيارة طبيب ضغط ولا إزعاج رجال الإسعاف كلما حدثت هزة بسيطة على سلم العشق في أزقة النبض وهبت قدميَّ حرية الخطو على العشب وعلى الرمل أبَحْتُ لهما المشي على...
الواضح أن تلك الإشارات لا تفضى لجهة كل ما عليك فعله عند تمام الليل : واحد اثنين ثلاثة ......... ألف وهكذا تخدع وقتا لا يحب العد توقفه عند نصف الليل غير أن التوقف أحيانا ضد الطبيعة يمر ما كان وما هو كائن وما سيكون اختلاط الأزمنة شئ رائع يجعلك تياها فى العبث ومن يريدك لا يصل حتى المسائل...
بعد كل هذا العمر فاتني أن أدركَ هذه الحقيقة البسيطة.. أنني بينما كنتُ طوال حياتي أضحك أو أبكي، أفكر أوأبتسم، أُحب أوأكره، أصلي أوأُغني، فاتني أنني بينما كنتُ ألوذ بقلبي، أو أجري في الطريق وحدي، فاتني أن أتذكر وأنا أنحني تحت وطأة الأسقف المُنخفضة، أو أفرد قامتي منتصباً في الثورة، فاتني أن أدرك...
في السودان.. ذاكراة الماء تداعت في رأس الصحراء بينما يقف العالم على أطراف رداءته يراقب الخراب، للصخرة في فم الطفل شروق حين تنطفئ الشمس في كبد العطش وللطين لغة السراب. في السودان.. تختبئ البيوت تحت السيول بينما تلوح للقشة التي في آخر الغابة القوارب الشاردة، والصيادون لم يعد يحتاجون شيئا لأن...
لا شيء ذو معنى فدق عنق الكمان الممتد مثل الحقيقة ومثل غناء الرب للبطون الخاوية سوى من الحُلم بالنوم لا شيء ذو معنى فقايض جسدك المتزمت ، بقطعة عنب او زجاجة نبيذ رديئة او حَكايا مستقيمة الخاتمة لا شيء ذو معنى انهض منك ، ودور حول نفسك وخاطب ظلال الظهيرة اسألها إن تفقد احدهم، موسم الجرح الجماعي...
يَا هَذَا الْجَسَدُ الْمَرْشُوقُ بِعَاصِفَةِ الْحُزْنِ ﭐلْقارِسِ مَا فَعَلَتْ بِشَوَارِعِكَ الْأَيَّامُ **** أَتُرَى مَا زَالَ هَجِيرُ الصَّحْراءِ يَهُزُّ بِحَارَكَ هَزًّا تَسَّاقَطُ أَنْتَ عَلَى كَتِفَيْكَ رَصَاصاً يُشْعِلُ فِي رِئَتَيْكَ الرُّعْبَ فَيَسْقُطُ مِنْ عَيْنَيْكَ حَمَامٌ...
ذاتَ فجر، جرَّبتُ أن أكون شَبحاً. جلستُ في الشُرفة، أطفأت الأنوار فجاء لص يحومُ حول "حبلِ غَسيل"، عينه كانت على الأطراف المستسلمة لقميص ذي مربعاتٍ كبيرة ومتوهجة فوق الصدر، كنتُ أجلس في الشرفة المقابلة، لأدخِّن يأسَ رجل لا يريد أن ينتمي إلى هذا العالم، وخمنتُ خطته: يصعد فوق شجرة مائلة، ليخطف...
ماذا لو قام دوبلير بمشهد النّهاية عن محمود المليجي؟ كنتُ سأُصاب بخيبة أمل مزمنة وكنت سأكتشفُ الملعوب فوراً ليس نوعاً منَ ( الفهلوة).. بل هواية مفضّلة في حفظ التّجاعيد وإحصاء شَعر كف اليد... تلك التي اعتاد المليجي وضعها حول عنقه ومعرفة قديمة بثقبين غائرين... خلفهما أفعُوان.. كان من المفترض...
سيدتي.... لَعَلّه .. هُدْهد الشعر.. أتى بي اليكِ لست انا سليمان لكن .. التي كُنّا نناديها بَلْقيس كانت . في ايهاب "سميراميس". انت.. سميراميس وبابل.. قبل " سَبَأ " بابل.. اول بارقة في ظلام السماء اول عارشة منحتنا الغناء وأول هذا الصهيل الجميل و أول حاضنة للشذا.. عند حدائقها تتزاحم امة الطير...
"اسمان من بين الأسماء" تتكرّرُ النّساء مثل حروف الهجاء كأشجار الغابة تتشابه النّساء فلماذا كنت أنت الاستثناء؟ ألأنّك في قلبي السؤال والجواب؟ أم لأنّك تشبهينني كما أشبهك في كُل الأشياء أم لأنّ الحواجز سقطت والأستار ارتفعت من أوّل لقاء حين نكون معاً لا ندري أأصبح العالم ملكنا أم انا تركناه خلفنا...
تنام الفراشات على حجر تحرس الشاطئ من سطوة النفق تسد فوهة البركان تجوع، تعطش تستلقي تحت الشمس لا زهر ولا عشب تفقد ألوانها الزاهية تصير سامة قبل الصيف الساخن كانت الفراشات تحط على كتفي تتلون بلون قميصي الزهري لونها الفوسفوري يضيئ لي الطريق داخل النفق هنا كانت ولادة جديدة لوجهي، قبل ان ارتدي قناع...
أعلى