سرد

بمستشفى المجانين وقع المجنون الملقب بالعصفور بحب الممرضة الشابة اللعوب التي كانت تمر عليهم لتعطيهم الدواء ، كانت جميلة بيضاء ، و كانت شفتاها مكتنزتين و تضع عليهما أحمر الشفاه ، فأصبح يطاردها من مكان لمكان و يتوسل لها أن تمنحه قبلة٠ لكي تتخلص منه قالت له : ـ لكي أمنحك قبلة ، يجب أن تعطيني مائة...
(1) كثيرًا ما كنت أراه على شاشة التلفاز، لا يمر يوم دون أن تطل صورته على الملايين من داخل هذا الجهاز السحري، الذى لا يعرف فضيلة الصمت؛ حتى ساد لدىَّ اعتقاد بأنه يقطن داخله، كنت ألمحه فى المباريات، يكون هناك دائمًا فى الثلث الأخير من المدرجات تجاه مرمى خصوم فريقه المفضل، حيث يحاصر لاعبوه هذه...
ها هو جد لويس رفقة جدتها، في الصورة؛ من حيث تعارفا يافعين بمزرعة مستوطن بلجيكي كانا عاملين فيها أيام الاستعمار بأجر زهيد ووفق منظومة عمل صارمة لا مجال لأي تهاون في تطبيقها. حتى أتى ذلك اليوم المأساوي عندما جمعت جدة لويس أقل من نصف الكمية المفروضة على كل عامل يوميا خلال حصاد ثمار البن، وذلك للمرة...
تركت زوجتى كوب الليمون وقامت لتشاهد صور الممثلات المعلقة على جانبي مدخل المسرح. تابعتها وأنا أرشف القهوة. فجأة إنقضت على : _ أنظر، أنظر. أليست هذه شاهندة؟ _ شاهندة؟ من تقصدين ؟ _ وهل نعرف ألف شاهندة؟ الممثلة طبعا، أنظر، ها هي تخطو باتجاهنا. نظرت بحسب إشارة يدها، رأيت عجوزا متصابية، تمشى متمايلة،...
أحاول أن أبدو عاديا.. تلتقي عيناي بأعين آخرين يحاولون أن يبدوا عاديين... أتسكع في الأرجاء و دقات القلب تماثل عدو عقرب الثواني الواحدة ظهرا.. انطلقت الجموع... هتافات... آمال... ضحكات و دموع.. الأدرينالين تشتم رائحته ( إن كانت له رائحة) من عدة أميال... و الوطن كاليوم السابق للعيد.. ينفض عنه أدران...
بلغني أيها السادة، أنَّه في زمان اتساع رقعة المملكة وإتخام البطون، يتجوَّل أعمى قبيح المنظر، طارقاً دفَّه أنْ أفيقوا أيها الناس، خذوا عماي لتبصروا! بلغني أيها السادة، أنَّه فِي زمان اتساع رقعة المملكة وإتخام البطون، وازدهار العلوم والفنون، عاش ملك عظيم، بالغ الوسامة، بالغ الشجاعة، بالغ العدل،...
ابليس أنهكه الفرار و ضاقت عليه طرقات مكة الحجرية و امتحنه الرب ببقعة أشد لهبا من نار السموم ، و بالأسمر متين البنية ، الطويل كالنخل ، الأصلع و اسع الخطى. وعند ناصية بيت أبي جهل ارتطم بأحد أبنائه ، فصرخ لاهثا : أهرب ، إنه عمر. كل شئ يحترق ، عشش القش والحطب ، الرمل الممزوج بالدم والأحزان، ذكرى...
القطار مزدحم , وأم الفتاة لم تفتأ تثرثر مع صديقي بصوت غير واضح .. أما الفتاة فكانت تنظر من النافذة الزجاجية , وفجأة بدأ عليها الشرود , وحالة من السرحان الشديد , فتمنيت للحظة لو أنها كانت تفكر فيّ .. أو تشاركني في التفكير .. لو أدخل رأسها ..؟.. لو أستطيع , لأعرف ما يدور في رأسها ..؟.. " من صغر...
يكسب نصف جولة و ينجح في اجتياز الإمتحان الكتابي، في انتظار أن يخسر الجولة بكاملها. في كل السباقات التي خاضها، كان دائما ذلك المتسابق الدؤوب. لكنه بعد أن يقطع عشرات الأميال، كان يفاجأ دوما بأن الإشارات مصرة على مغالطته. كل الشواهد التي نالها وجدها لا تصلح سوى لتغطية الثقوب و التصدعات التي تشكو...
ينبغي الاعتراف بأننا نعيش زمنا رائعا و استثنائيا ، أفضل عشرات المرات من حقب بائسة سالفة .. قطف زمننا ثمار جهد البشرية منذ آدم حتى اليوم .. بإمكانك إذا أردت أن تقود غواصة عملاقة في اعماق محيط او أن توجه قائد تايتنيك وهي تمخر عباب المحيط قبل أن تواري الغرق ، أو أن تشارك في تصميم حاملة طائرات أو في...
في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة، التي رواها الكاهن الأكبر عبد المعين بن صدقة بن إسحق الحفتاوي (إلعزر بن تسدكه بن يتسحاك هحفتئي، ١٩٢٧-٢٠١٠، شاعر، معلّم دين، متقن لتلاوة التوراة، كاهن أكبر ٢٠٠٤-٢٠١٠. عنه أنظر: حسيب شحادة، عبد المعين صدقة، الكاهن الأكبر، في ذمّة الله، حسيب شحادة - عبد المعين...
أغلق الباب برفق يجافي إرتعاشة يده والأمواج المتلاطمة داخله، منح السكرتير ابتسامة مضطربة فيما بدا له وجهه بارداً كالقبضة التي تخنقه، شد ربطة عنقه، افتعل سعالاً، وقذ الخطى كمن يهرب من الجحيم، خلفت خطواته المسرعة عاصفةً، تولدت فقط في صدره. جلس خلف مقود سيارته الجديدة التي تسلمها منذ شهور...
أطرقت بصوت خافت .. لم تستسلم يوماً , ولم تضعف , بل واجهت الحياة بكل ما فيها من تيارات جارفة .. استطاعت أن تتحدى دوامات الحياة .. بكل ما أوتيت من قوة .. كانت تشعر بأن لديها قوة خارقة .. وكانت دوماً في حذر شديد من أنياب الذئاب , حتى استطاعت أخيراً , أن تجد عملاً شريفاً .. وعندما كانت تعود...
جلس بجوارها دون استئذان ثم طلب قهوته.. ذوب فيها قطعة سكر واحدة .. ارتشف منها مرتين ثم أشعل سيجارته، تساءلت هل قهوته مُرة أم حلوة؟؟ ... لا شك أنه يسترق النظر إليّ من وراء نظارتيه الشمسيتين، بعد قليل سيبادر بالتحية ، ثم يتكلم عن الجو والحرارة... وضحكت في سرها " أيوه ياعم ... حركات .. هات من الآخر...
نظر إلىَّ، ثم أشار إلى فمه، كانت الورقة النقدية الكبيرة معلقة فى يده، يطوِّح بها فى الهواء يمينًا ويسارًا فيما يشبه الرفض وعدم الحاجة إليها، كانت تبدو فى اهتزازها شيئًا لا قيمة له ولا معنى. فى البداية، ظننت أنه طامع فى ورقة أخرى، وأن هذه لا تكفى فبدأت أشعر بالغيظ والندم وأود استرداد ما أعطيته...
أعلى