سرد

حضر كوراتيقين لزيارة تيكاكييف ولم يجده بالمنزل . وفي هذه الأثناء كان تيكاكييف في متجر حيث اشترى سكراً ولحماً وخيار . تسكع كوراتيقين قرب باب منزل تيكاكييف ، وحين كان على وشك أن يترك رسالة لتيكاكييف ، التفت فجأة ورأى تيكاكييف قادماً بنفسه وهو يحمل في يديه حقيبة تسوق قماشية . عندها صاح كوراتيقين...
منذ صغره وهو مشكلة تعجز عن حلّها. أمّا اليوم فمصيبة تفزعها ليل نهار. وهي المشارفة على الخمسين، دون صحة أو مال. وكأنَّ زوجها عقد عهدا مع الشيطان، أن لا يتركها ترتاح ساعة واحدة، فسمعته تطارها، حتى بعد أن شبع موتا. وتلك ابنتها لم تأخذ منه سوى صلفه وتكبّره، فهي في شجار دائم مع زوجها، يؤذن بالطلاق...
هوى الرجل الغريب بكفّه الخشنة على خدِّ الشاب المسكين، فوقف هذا ذاهلاً من أثر المفاجأة، ثمّ كشّر عن أنيابه وانقضّ على الرجل، الذي أمسك به بقوّة وألقى به للأرض، وراح يكيل له الضربات حتى تركه دامِيَ الوجه يئن أنين من سقط من شاهق. ثمّ أشار الرجل إلى الحارسين الواقفين في خدمته كناطحات السحاب، فتسابقا...
تسنطرت حياته عتقا مثل الآلة التي يستمع، فبعد أن راوده رجل التأريخ أنها تعود لأجداد عانقوا الأوتار كشريان مشنقة في أمل مستحيل، فكلكامش عزف في ملحمته صور مغامرته، سامر شكل سنطوره المفرغ بنياط عديدة ملئت بمواجع عشق يكابده كل من استمع الى ضرباته ... برتم الخيانة يخرج بسدارته المنقرضة تداولا التي...
عهدي بها وهي تعمل بالسكة الحديد وديعة .. طيبة , رقيقة , مهذبة , هادئة الوجه , بيضاء , عسلية العينين , ملفوفة القوام , وكأن عظامها من خيزران , ناعمة الصوت , والملمس , حلوة الطبع , حسنة الخَلق , والخُلق ... أتذكر وأنا طفل صغير .. كانت تلعب معي .. تجري خلفي .. وما أن تلحق بي حتى تضمني بين ذراعيها...
كانت أمّاً لأولادٍ متفوقين في مدارسهم ولكنها كانت أميّة !..لا تعرف شيئاً عن الكتابة والقراءة ولكنها تعشق العلم والمتعلّمين ، وتعتبر رتبة العلم أعلى الرتب ولا تنفكّ تزرع في أولادها تلك الخصلة ..وتشحذ فيهم الهمم ومن طلب العلا سهر الليالي ..وكانت تنقّي منهم شوائب الشتات في الفكر فلا ضياع في الوقت...
يُدخِلُ الشتاءُ النملَ الشقوقَ؛ فيكفَّ عن العمل، ويُسقِطُ الأوراقَ فتعرى الأشجار. ولكن لكل شتاء نهار، يحنو على القلوب المكوية بالجليد، فينضو عنها كسلها الصلبَ، فتدفأ وقد تصحو. أناسٌ يذهبونَ إلى أعمالهم، وأطفالٌ يسيرونَ كالنيامِ، تتثاءبُ العيونُ في الوجوهِ، تُجاهِدُ النومَ والبردَ. ويظلُّ...
الطعام كان شهيا وأنا أمضغه بتمهل، شاردا كعادتي وراء حكايات متصارعة تدور في ذهني وتلغي كل المرئيات حولي، مع ذلك، لمحته وهو يلج المكان مترددا، حذرا. ثم وهو يجلس بهدوء إلى إحدى الموائد، طنين الأفكار يشاغلني، ويطغى على صوت الموسيقا المتصاعد كأزيز جنادب لاتعرف التوقف . كنت وحيدا، متروكا في عزلتي،...
إلى روح الروائي المصري الكبيــر الراحل محمد عبد الحليم عبد الله دعاء بالرحمات واعترافا بصدقية الكلمة. الكاتب الفصل الاول مقدمات اللعب بالنار: العرّاف عجينة كحكيم صيني متقاعد، يدرك...
طق طق ... طق طق.. "يا عمنا... الأجرة".. فرقع الكمساري بأصابعه ، الرجل العجوز قال بفم خال من الاسنان: - مالك يا كمساري...اصبر الصبر طيب.. قال الكمساري: - أنا محصل ولست كمساري...انا اعمل في القطاع العام يعني موظف يا عمنا... مط العجوز فمه الكهفي مبتسما بسخرية وقال: - يعني عايز برستيج... غضب...
شد عمامته لتزداد ثباتا فوق رأسه ونهض والحشد يصفق له ؛ مع ذلك تقدم بخطوات ثابتة ووجه متجهم الى المنصة ثم أمسك بالميكرفون. القى نظرة على الحشد الصغير الذي لم يكن يتجاوز خمسة وعشرين شخصا بأي حال ثم قال: - يا عبد الدايم...انت أكثر من موظف ومن صديق.. أنت من أحبه كنفسي أو أكثر... هكذا قال لي المرحوم...
انفرجت أساريره.. هادئاً شفيفاً تقدّم.. هي ذي نجمة تومض بعيداً.. وأخذ يعاين النجمة، لكنّ غيمة مرّت سريعاً وغطّتها، فانقبض قلبه: مرّي أيتها الأيام الملعونة.. أسرعي.. دعيني.. فأنا مفرّغ وحزين ومطرود من جنان الأرض والسماء. حاول أن يفرد شراعاً لأساريره، لكنّها رفضت.. تحسس وجهه.. مليء بالتقاطيع...
تقطن جارتنا الطيبة في شقة بالدور الأرضي من البناية التي تقع خلف مبنى الرقابة وتطل من نافذتها على الشارع الجانبي بينهما. كل صباح تصطف القطط تحت الشباك في انتظار السيدة؛ حيث اعتادت أن تلقي لهم بالطعام. تتعجب حين تلمح آثار قضاء حاجتهم في نفس الموضع، تتأفف وتقرر في قرارة نفسها أن تتراجع. كيف تقبل أن...
كعادتها لم يلحظ وجودها أحد، انسلت وسط المدعوين واتخذت مقعدا بجوار أمها ، تأملت المكان مليا ، أخذت تتفحص خلسة وجوه الفتيات وهن يتمايلن ويتمازحن بوجوه مستبشرة وأعين ملؤها الأمانى ، توقفت عيناها على وجه العروس ، تفحصتها بعمق ... العين، الأنف، الفم ... حاولت أن تستبدل ملامح العروس بملامحها هى، لم...
كنت منفعلا من البرد والدهشة ، وأنا مكوم على نفسي، حين كان أبي لا يزال واقفا على رأسي، يجردني من الغطاء. أمسك بي من معصمي، وجرني إليه، على نحو ما يفعل الأصدقاء ، حين يأتون مبكرين، حاملين البشرى إلى نظرائهم الكسالى، المعتادين على النوم إلى الأصيل . لم أكن لأستجيب لجره. كنت مكتنزا ككيس مليء...
أعلى