ملفات خاصة

كانت ممرضة وكان معلما، تزوجا، كان أسمر داكنا أسود إذا شئت، لم تكن سمرتها داكنة بيضاء إذا شئت، كان انفه أفطس لكنه لم يكن قبيحا، وكان أنفها افريقيا جذابا بأي قياس قسته، وكان شعرها نحاسي اللون ناعما وطويلا، وكانت عيناها رماديتين تذكران الرائي بأمسيات رائعة. وكانت عيناه سوداوين، وكذا شعره الذي لم...
أرادَتْ شهرزادُ للسَّرد أن يقومَ بوظيفتينِ في وقتٍ واحدٍ؛ الأولى تعليق اهتمام شهريار برواية الحكايات له، حتّى لا تسمحَ له بأن يفكِّرَ في قتلِها. وهكذا صار السَّرد يقوم بوظيفة دفاعيَّة. كلُّ قصَّة ترويها شهرزادُ لشهريارَ تعادلُ الحياةَ نفسها. وبالتالي كلَّما زادت شهرزاد من رواية الحكايات زادَتْ...
بحّت المزاريب من الخرير الفوانيس من إسداء الضوء للشارع الضرير غدائرها من تلقين الحياكة لدودة الحرير ولا غمد للقصيد غير هذا الليل الثائب كالطحلب على جنبات السرير سقف المدينةماء! للشاعر أن يريح أنامله بعد ان سفك أريج المساء وللصبية الناصعة في حداد الكف أن تعيد صياغة نهديها وأن تفترص إن شاءت بجعا...
الحديث عن جمال محمد أحمد ليس سهلا ، فأنت لا تعرف من أين تبدأ . أنه بالنسبة للناس الذين عرفوه عن قرب وأحبوه ، لم يكن شخصا بالمعنى المعروف للكلمة ، ولكنه كان عالما متكاملا قائما بذاته . كان مثل زعماء الأحـزاب ، أو قادة المدارس الفكرية ، له حواريون وأتباع وأنصار . وكان بالنسبة لي ، كما لكثيرين ،...
انقسم المتابعون لاحتفالية كأس العالم في ضيافة قطر، أول بلد خليجي وعربي وإسلامي يحظى بهذا الشرف، إلى أغلبية تشيد بمستوى التنظيم ومغزى القيم الانسانية التي اختزلها حفل الافتتاح، وأقلية استكثرت على هذا البلد الصغير وعلى العرب والمسلمين أن يكونوا في مستوى توقعات العالم. مع اقتراب انطلاق المونديال في...
وجاريةٍ هَيْفاءَ مَمشوقةِ القَدِّ لَها وَجْنَةٌ أبهى احمراراً منَ الوَرْدِ من اليمنيات التي حرُّ وَجْهها يفوقُ صقالا صَفْحَةَ الصّارمِ الهِندي وَثيقَةُ حَبلِ الوَصلِ منذُ صَحبِتُها فَلَسْتُ أراهُ قطُّ مُنْتَقِضَ العَهْدِ وفي وَصْلها أمس الشّقاءُ مُيَسّراً وجاوزَ في تَيسيرهِ غايةَ الجَهْدِ ولم...
لا اريد منكم... ان تزوروا قبري لأن كل وقفة أمام الأحجار المرقمة ضياع للزمن بالنسبة لمسيرتنا الكبرى اذكروني... في سعيكم نحو الهدف وإن كان هذا التذكر يقلل من سرعتكم اقذفوه إلى الأنهار والصحارى وإلى الأودية العميقة اسرعوا إلى الأمام الزمن محدود..... مروا في طريقكم بقرب النائمين وايقظوهم من رقادهم...
سأتابع هذه الأيام كرة القدم، كعادتي كل عامين وما بينهما، إذ أتابع مباريات كأس العالم ومباريات كأس أوروبا وبعض المباريات اللافتة. وسأحذو حذو بعض أدبائنا مثل محمود درويش والمرحوم اميل حبيبي ـ وربما كنت أتابعها من قبل أن يتابعوها ـ وسأتذكر مقالة محمود درويش عن (مارادونا) وهي مقالة لم يدرجها في أي...
( خيالاتي إنما هي يراعات , بقع من النور الحي , تتوهج في الظلمة – الشاعر الهندي رابندرانات طاغور 1861 – 1941 ) . ( 6 ) - ماكسيان بيرجر / كندا الصمت الذي يسود بيننا يراعات تتراقص محلقة في الظلمة *** ( 7 ) - رونالد كي . كريج / الولايات المتحدة الامريكية الإبحار في بحر من الانجم...
“أحمقُ هو من لا يعلَم أنّ أخاه ضيف..” من أمثال الإيبو ثمة تعتيقٌ مُضْنٍ لـشِعْريةِ فِعلِ الضيافة: تنويبُ الاستعارةِ المُسْكِرَةِ الحفيَّةِ منابَ الرغبةِ الموْحِشَةِ الخفيّة استشرافًا لردّ الجميلِ الجميل: لعلّها مصادقةٌ شِبْهُ شاسعةٍ على اتفاقية الكولا مقابل الكوكاكولا: الكولا الآن مقابل...
عندما نراجع لغة القاموس؛ ونجعل منه لغة تسعف لفهم الانزياحات؛ كما تقربها منا لنتاكد أننا ؛ فعلا نسير بالشكل الصحيح في الاتجاه الصحيح لنعيد النظر في قبحنا؛ ربما نتمكن من عملية التحويل فنخرج من الألم ليصبح حقيقة أخرى للإدراك السليم في الاتجاه السليم بالفهم السليم. تلك بدايات اخرى لتواصل آخر فرضته...
قبل احد عشر يوماً تقريباً، وكان اليوم يوم أربعاء، كنت أستقل حافلة الركاب من وسط المدينة إلى مبنى الجامعة. كانت الحركة بطيئة، فالطلاب لم يبدأوا بعد فصلهم الصيفي، وكانت الجامعة تستعد لاستقبال أبي مازن يوم الخميس، لافتتاح مبنى جديد، ولتخريج دفعة من الطلبة، ولمنحه شهادة الدكتوراه الفخرية. وكان...
آثرتُ أن أنتظر قليلا حتى يهدأ الضجيج المصاحب لما كتبته الأستاذة صافيناز كاظم حول بهاء طاهر فور رحيله، وهو فضلا عن عدم لياقته مجرد كلام مرسل لايستند على أي أساس، حتى بدا وكأنه يُخفي شيئا ما غامضا. ومع هذا كان من الممكن أن يمرّ الأمر بكامله وننساه، لولا ماقرأته، سواء في بعض الصحف والمجلات، أو على...
( النجوم التي تتحرك أعلى التل , ليست أكثر روعة منها لتشاهد , و لا المهام العظيمة التي تؤديها أكثر مما ينبغي في الأبدية – الشاعر الكندي بليس وليم كارمان 1861 – 1929 ) . ( 1 ) - ناتالي بوكلاند / استراليا حفلة عيد الميلاد تحوم اليراعات * فوق رؤوس الضيوف *** ( 2 ) - تانيا ستيفانوفيتش /...
الصَّحْرَاءُ تَنْخرُ رُوحِيَ نَخْرَ الرّيحِ نَشَّارَةِ السُهُولِ، وَفِي البَعِيدِ أَنِينُ الودْيَانِ يُحَاكِي أَنَاشِيدَ الزّيزَانِ التِي تَمْتَطِي الشُمُوس. رُوحِي مُرْهَقَةٌ وَالغِيَابُ يَصْقلُهَا كَمَا لَوْ أَنّهَا جَوْهَرَةٌ بَيْنَ يَدَيْ حِرَفِي، وَالصَحرَاءُ تُصْحِبُهَا جُشَاءً يُكَلّلُ...
أعلى