مختارات الأنطولوجيا

كم مرَّةٍ هَدَّدَنا الموتُ والهلاكُ. كم دُفِعْنا، في كل اتجاه، كالقطيع الذاهل وقد خضَّهُ العواء البعيد أو القريب، وفرقته، أيدي سبأ، جماعةٌ من الكلاب الضالة المسعورة، أو أسرابٌ من العِقْبان والغِربان وهي تنعق وتدفدف عازفة بأجنحتها الغدافيةِ الرهيبة، موسيقا الفناءِ والإفناءِ. خَضْخَضتْنا أخبارُ...
دَعا شَجوى دُموعَ العَينِ مِنِّي فَبادَرتِ الدُّموعُ عَلى ثِيابي وَقالَ القَلبُ سَمعُكَ ساقَ حَتفي عَلى عَمدٍ وَأَغرَقَ في عَذابي فَقالَت سَمعُكَ الجاني هَلاكي بِأَغلَظَ ما يَكونُ مِنَ العِقابِ وَلا تَغفَل فَتفقِدني فَأَبقى بِلا قَلبٍ إِلى يَومِ الحِسابِ فَإِنِّي بَينَ أَطيافِ المَنايا مُقيمٌ...
وكان يتصور أن التراجيديا ليست سوى فن المديح… إرنست رينان، »ابن رشد«، 48 (1861) أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد (وسيحتاج هذا الاسم الطويل إلى قرن من الزمان، يتحول خلاله إلى «بن راست«Benraist و»آفين ريز« Avenryz، وكذلك »آبين راساد« Aben-Rassad و»فيليوس روساديس« Filius Rosadis، قبل أن...
نَم فَقَد وَكَّلتَ بي الأَرقا لاهِياً بُعداً لِمَن عَشِقا إِنَّما أَبقيتَ من بَدَني شَبَحاً غَيرَ الَّذي خُلِقا وَفَتىً ناداكَ مِن كُرَب أَسعَرت أَحشاءَهُ حُرقا غَرِقَت في الدَّمعِ مُقلَتُهُ فَدَعا إِنسانَها الغَرقا ما لمن تَمَّت مَحاسِنُهُ أَن يُعاطي طَرفَ من عَشِقا لَكَ أَن تُبدي لَنا حُسناً...
(2-2) - الأشكال الطيبوغرافية: وظف الشاعر الكونكريتي المغربي المعاصر مجموعة من الأشكال الفضائية لتأطير قصائده الشعرية هندسيا وتسييجها نصا ومقطعا وجملا. وبالتالي، فقد تعددت الأشكال الطيبوغرافية والفضاءات المطبعية، فتجووز الفضاء التناظري العمودي القائم على نظام الشطرين ووحدة الروي والقافية في...
إهــــــداء: أهدي هذه الدراسة المتواضعة إلى شعراء التجربة الكاليغرافية المغربية المعاصرة في فترة السبعينيات من القرن العشرين، وأقصد بالذكر بنسالم حميش، ومحمد بنيس، والمرحوم عبد الله راجع، وأحمد بلبداوي، والناقد المرحوم محمد الما?ري صاحب الكتاب الرائع والقيم" الشكل والخطاب"، وأتباعهم من العشاق...
ليس ثمة في معاجم اللغة من كلمة أدعى إلى الريبة والحذر والتباس الدلالة من كلمة «شاعر». وليس ثمة بين الملتحقين بمهن وأعمال ووظائف مختلفة، من يضاهي الشعراء في عجزهم عن التقرير ما إذا كان الشعر مهنة كافية للدلالة على هوياتهم الشخصية أو موقعهم الاجتماعي. فإذا كانت الفنون بالمعنى المجازي هي «مهن...
توطئة هذا المقال يروم التوجه إلى الناشئة من أطفالنا وشبابنا لكي يتعودوا على القراءة والتعلم الذاتيين، عن طريق المطالعة الحرة، للقصص والمسرحيات وخصوصا الروايات.. بداية سأنطلق من فكرة قرأتها في غير ما من موضع، مفادها أن القصة القصيرة جدا هي النوع السردي الذي سيسود في المستقبل، وهي التي ستحتل...
عام البُوم الأولى قبل أن أولد بدأت أتدرج مع درب (الشركَي) نهارا في كرة القدم، وليلا أزور السينما (أندلس) حتّى جاء يوم فصل من الدراسة. ثم مات أبي (رحمة الله عليه) فتهت عن المدرسة فتعاطيت مهن أخرى. لكي أستدرك عامين من عمري تشاورت مع أمّي(رحمها الله) في الذهاب إلى وجدة، ثم استردت سنتين لأنجح في...
-1- في الصباح أسمع حيوانات غريبة وقطارات يجرها فلاحون وسابلة يضعون الورود أمام المقابر وملاكمة لزنجي يهتفون له ومظليا من حروب سابقة يتذكر بلغات مهجورة حديقة لموسيقار عجوز فمن يستطيع في الثلاثين أن يدخر حرارة لأكثر من ذلك ؟ خاصة وأنا مهدد بسرطان الرئة ويزورني من شاركوا في الحروب فأقطع ليلتي في...
يعزف الذي فقد أبناءه دون أن تطرف له عين وأنا أضع يدي على رأس حبيبتي ولا أعرف من أين جاء الألم رغم أنني أتبع الزعفران كالحمار الوحشيّ لا الموسيقى الزرقاءُ تأخذني إلى الأبراج العالية ولا أضع فمي على ركبتها وأهربُ من عاصفةٍ على بابها كلَّ يوم وقد أعطي لها قميصي أو الجيتارَ الذي ورثتُه من صديقتي...
إلى الخرطوم من بعد اغترابِ وبعد بِلَى الشهيّ من الشبابِ غريب في بلاديَ سوف يفنى غريباً في سباسبها سرابي وآثرت الكتاب على خليل يرائيني بأصناف الكذاب وألفيت الكتاب يلوح منه جبين الله في الظّلَمِ الرِّهاب يحدثني عن الأشباه ولّوْا فحولي معشر مثل الذئاب وآواني...
أعلى