عبد الرحمن مقلد - لو لم يكن خجلي حجابي.. شعر

لو لم يكن خجلي حجابي
لانتبهت إلى خطيئة
أن أظل هنا سجينك
غير أني
لست أجرؤ أن أقول:
أتقبلين
عزيزتي
أن نلتقي
هذا المساء على حدود الخمرِ
كي نجلو المسافةَ
إنني لك هاربٌ
ومحطمٌ خجلي القديم
ولائذ بك
أستعيذُ من انفجاري واحدًا في الليل
لو أني انتظرتك
وانتصرتُ
لو ان هذا الوقت يدركنا معًا
فنكون تحت غطائه
طفلين تواقيْن
للإفلات من قبض التردد
قابليني يا رفيقة
إن دعوتك
عند حد الخمرِ
أشهد
عرسَ جسمك
وانثناءات الحنايا
إن دعوتك عند حد الخمر
نسقط في الخُلاسيات
في لَوَثِ المرايا
حيث لا يبقى لنا غير السقوطْ
غير أن نحتال كي نبقى معًا
نخشى البدايات الجديدة
أن يفاجئنا النهارُ
ولا تضم يدي تويجك
لا يكون لنا سوى هذا السقوط
ندور في الحانات
سرَّاقْين
للقُبل السريعة
للصوصيات
ونشتهي حلوى التخوم
تمر أيدينا
ولا يدري السكارى
أي فعل كان يلزمُ
كي نكون هنا معًا
وكأننا نرتدُ كل مسافة
لنزيل وعْثَاء الطريق
كأننَّا هذا المساء
مسافران تلاقيا
من بعد ما دلف القطارُ
وجاب ألف محطةٍ
عادت بنا سكك الحديدِ
وأودعتنا خلسة
هذا المساء
لنلتقي
صرعى التردد
وانهيار الحلم
تبعدنُا المسافة والعيون
وغير ذلك
غيرُّ أنا لم نزلْ يقظين
نهرع من بعيد..
فاملأي تجويف جسمي
إنني أخدودك السهل
المهيأ لانتصابك
صلبةٌ قدماي في أرض الطريق
وأنت طيري ثم حطي
واصنعي أعشاش قشك في شقوقي
اطلقي نحوي زفيرك في شهيقي
ادفعي نهديك في صدري
ادخلي بهو الجسدْ
رائح تقسيمَ ظهرك في يدٍ
غادٍ كأني أحرث الأرض الطرية
واتركي شفتيك سائغتين لي
هي فرصتي الأولى
وفوزي
حين نسرعُ عن حد الخمر
ليس يسبقنا هناك
وليس يلحقنا أحدْ
وكأننا خلان
من زمنٍ
وإن خانت مصائرنا
لكنها سرعان ما تأتي صريعة طيشنا
هذا المساء
إذا تركتِ يديك بين يدي
أو خاضت مراكبنا الزبد
نشتهي أن نختلي
ونريق من كسات خمرك
أن نغني
نترك الرعوي حرًا
كلما طال التأجج
واشتعالُ فتيله
وطلوق رأسٍ
إن رقصتِ على السجية
كي يهاجم شارداتك
كي يضمك
أبتغي من صدرك اللدن الحرير
قليل سهوِ
أن يرتمي نحوي
ويترع في يدي
متكاسلًا كالسحر
مأخوذَ التجاذب
تائقَ التدليلِ
انظري بعضَ الذي فعلت بنا خمري
انظري وكأنها صحبت ضريرًا في صفاء النور
لست في هذا المساء أنا
أنا هذا الصبي
أنا الخجول
ابن تجربة العيون
والاكتفاء من التجارب بالنظر
ابن السهر
ابن الأغاني والقصائد
لكنني هذا المساء
صريع صدرك
إذ جلوتِ الحزن
خرجتِ من بين الطلول
طلعت لي من بين إغفاء الوحوش
خرجت من ظمأي وإقفار الطريق
لتستقري في يدي حجلي الوليد
وتهجعي للرقص
يحملنا المخدر
صائغًا سحباً تُصاحبنا لنرحل في الحنايا
ترتمي
بينما يصحو دخانك
تقرأي لي ..
مثلما يرتاحُ طيرٌ
ريثما أرتاح في عينيك
يا حنويةً الحالات
والجسد الثملْ

تعليقات

أعلى