علجية عيش - هكذا تحولت غرف الدردشة في الفضاء الأزرق إلى كنائس افتراضية

(42 مليون شخصا من مختلف الأعمار دخلوا غرف الدردشة في سنة 2019 )

استثمروا في مواقع التواصل الإجتماعي ، فجعلوا من غرف الدردشة كنائس افتراضية لاستقطاب الشباب إلى العقيدة المسيحية و تشجيعهم على ترك الإسلام، فيما سمّي بالتنصير الإلكتروني الذي تديره المخابرات الإسرائيلية و تموله خدمة للصهيونية العالمية عن طريق استخدام الوسائل الحديثة


%25D8%25B5%25D9%2584%25D8%25A8%2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B3%25D9%258A%25D8%25AD.jpg
فالحركة التنصيرية هي جهود منظمة تعمل الحركة الصهيونية على دعمها بكل الإمكانيات المادية من أجل القضاء على الإسلام من خلال استخدام المداخل الإسلامية، في ظل الدور الذي لعبته الثورة الإلكترونية التي قلصت العالم و جعلته قرية صغيرة، بحيث أصبح من الصعب التحكم فيها ، ما مكن النصرانيين من ترويج أفكارهم و تمرير رسائلهم في مختلف المجالات من أجل الهيمنة، كما ساهم الإنترنت في تشجيع الشباب البطال على الهجرة الغير شرعية ، حيث مكنت الدول المستقبلة من تنصير الشباب و ألحقت الهزائم بالمشروع الإسلامي من خلال الخطاب الديني المتطرف، و قابلتها القوانين العالمية التي أسست للتعايش و التقارب بين الأديان، أدى إلى تطور أساليب غرف الدردشة و امتداد خطورتها، لاسيما و هذه الغرف يديرها كبار المنصرين الذين يعتمدون على دراسة و تحليل نفسية الفئة المستهدفة بعد دراستهم أحوال المسلمين و أوضاعهم الاجتماعية، و لم يعد المنصرون يعتمدون على نشر الديانة المسيحية في الكنائس بل حولوا غرف الدردشة إلى كنائس افتراضية بحيث ركزوا جهودهم على الشباب، لدرجة أن عدد المواقع المسيحية تفوق عدد المواقع الإسلامية، ما توصلت إليه الأرقام أنه في سنة 2019 وصل عدد الذين يدخلون غرف الدردشة إلى 42 مليون شخص من مختلف الأعمار، و لذا فهي تشكل خطرا كبيرا على الشباب كون بعض غرف الدردشة هي عبارة عن مواقع استخباراتية إسرائيلية حسبما نشرته مجلة إسرائيلية من أجل التجسس على المسلمين و ما يرغب فيه الشباب المسلم، بحيث تمكنت من استقطاب العديد منهم بواسطة الإغراءات.
و يتضح مما سبق أن مشكلة المسلمين أنهم لا يفرقون بين القراءة بالمخالفة و القراءة بالموافقة كما أن بعض الدعاة و الأئمة أغفلوا قيمة الخطاب الديني داخل المساجد، التي اصبحت تقتصر سوى على إقامة الصلوات الخمس و صلاة الجمعة و العيدين، حيث أفرغت من روحها، فلماذا إذن نلوم الآخر، فالمبشرون أو المنصرون يقومون بدورهم العقائدي و يعملون على نشر ديانتهم بكل الطرق و الأساليب ، و لهم برامج دينية متنوعة، في الكنائس و في القنوات الفضائية و مواقع التواصل الإجتماعي، هم يجتهدون و يناضلون من أجل قضيتهم، في حين غرق المسلمون في الصراعات التي لا تفيدهم، فبدلا من أن يواجهوا خطر التنصير في الجزائر أو حتى في العالم الإسلامي، وجب علينا أن نطرح بعض الأسئلة مثل: أين هي مكانة فقه الواقع في الدعوة و التبشير؟ و كيف نحارب ظاهرة "الإنقسامية" في العالم الإسلامي؟ خاصة و أن ظاهرة الإنقسامية قديمة و هي تعود إلى وفاة الرسول (صلعم) و انقسام الصحابة إلى سنّة و شيعة، فيما عرف بموقع السقيفة، المنصرين دوما يبحثون عن الخيط أو الزاوية التي يحاربون بها الإسلام، و يجدون في الصراع بين المسلمين أنفسهم فرصة لضرب الإسلام و في عقر داره، بل ضرب الإسلام بالمسلمين إن صح القول، في ظل انتشار المذاهب الإسلامية المتطرفة كالأحمدية و المدخلية، و القرآنيين الذين تبرأوا من السنة المحمدية، ثم لا ننسى الفتاوى المتطرفة التي تنشر هنا و هناك في مواقع التواصل الإجتماعي ( الفايسبوك و التويتر)، المشكلة إذن فينا نحن و ليس في المنصرين، لأننا نناقش القضايا السطحية ( حتى لا اقول تافهة) و نهمل المسائل الجوهرية، دون الحديث عن تعدد المصطلحات و المفاهيم: الإسلامولوجيا، الإسلاموفوبيا، الإسلام السياسي، الإسلام الحضاري و غير ذاك، وغاب عنّا أن المنصرين وحتى الملحدين و الماسونيين يتابعون كل كبيرة و صغيرة فيستغلونها كوسيلة لضرب الإسلام.

علجية عيش

تعليقات

أختي الفاضلة عليجة عيش
أنا أنظر للمسألة من منظار تقني بحت، فالدول الإسلامية ليست لديها أذرع أخطبوطية كتلك التي لأولئك الذين يمتلكون تلك المواقع، ولكن! الحل بسيط وسهل جداً تقنياً، رغم أنه مكلف بعض الشئ مادياً..
هناك أجهزة وبرمجيات متطورة تستطيع الدول العربية والإسلامية من خلالها "ترشيح" ما يدخل إلى البلد عبر شبكات الإنترنت من الشوائب الغير مرغوب بها.
وهذه البرمجيات فيها من المرونة بحيث يمكن حجب أو منع أي متطفل أو حجب أي موقع غير مرغوب به أو أي شخص متطرف، من دون أن تضطر لحجب موقع الفيسبوك مثلا أو الواتس بأكمله، وإنما فقط أولئك الذي لهم نشاطات مثل هذه..
لو طبقت الدول هذه البرمجيات، فبالتأكيد سترتفع وترفرف أعلام "حرية الفكر" عالياً فطبول أبناء جلدتنا جاهزة دائماً، وسوق النخاسين موجود وثمن العبد لم يعد كما قال عنه المتنبي:
أم أذنه في يد النخاس دامية أم قدره وهو بالفلسين مردود"
فيامكثرهم فقراء الحال والضمير ، و سقيمي الفكر والمنطق في مجتمعاتنا..
 
لسنا في حاجة إلى برمجيات لحذف واحد من هذه المواقع، كما أنه ليس من حقنا ، فكل الدساتير في العالم تدعو إلى حرية المعتقد، و التعايش ، و هم من حقهم نشر دينهم، مشكلتنا نحن تتعلق بالوعي، بالحوار، بطبيعة الخطاب، ليس عيب ان ندخل هذه المواقع و نطّلع على ما ينشرونه من أفكار و نظريات، و نناقشهم و نطرح أفكارنا نحن، الفرق بيننا و بينهو أنهم يعرفون كيف يؤثرون لأنهوم يتقنون لغة الحوار و يملكون اسلوب الإقناع، و جذب المسلم الضعيف إليهم، مشكلتنا في كيف يكون لنا خطابا دينيا مؤثرا، وجب أن نؤثر و لا نتأثر خاصة في المسائل العقائدية
شكرا على مرورك أخي
 
أختي الفاضلة علجية
أنا أعيش في أوروبا منذ أكثر من ربع قرن، ولي أصدقاء غير عرب وغير مسلمين، ولم تواجهني أي مشكلة في التفاهم مع أي شخص مهما كان دينه. ولم يتصدى لي أي شخص يحمل عقيدة مخالفة ليخبرني أو يقنعني أن ما يؤمن به هو الأصح أو الأفضل. بل أقول لك أنني تعلمت الإسلام الحقيقي في أوروبا،
الذي فهمته من الموضوع هو الشكوى من تمكن الأديان الأخرى من جذب الشعوب العربية والإسلامية بطرق عديدة ومنها الإنترنت، لذلك كتبت إذا كان العربي والمسلم ضعيف وغير قادر على الحوار أو التعايش مع الأديان الأخرى فهذه مشكلة ليس لها حل غير البرمجيات. في الهند يعيش أكثر من مليار شخص ولهم أكثر من 1500 رب يعبد من دون الله و 300 لغة، ولديهم برمجيات وتقنيات متطورة تفوق ما موجود عند الدول المتطورة..ولم نراهم يتقاتلون مثلما يفعل العرب "المسلمون" فيما بينهم..
التخلف أختي الفاضلة هو آفة شعوبنا.. وإذا كان الغرب قادر اً على التأثير ليقود الشباب من أرنبة أنوفهم فليفعل، لأن الخطاب الديني في الدول العربية مقتصر على كيفية تسقيط الفرائض.

تقبلي فائق تقديري
 
أعلى