أسماء رمرام - نساء..

المرأة التي أرادت أن تموت
لأن الورد لم يقرأ صلاته على ساقيها
أغلقت نافذة الحزن الباذخ
واقتنت عطرًا فاخرا
وأحمرَ شفاهٍ فاقعا
وبطانية من الحرير
وادّعت أنها ممتلئة
ومسكونة برجلٍ استثنائي
وكثيرة السهر مع معزوفات بتهوفن
ولوحات "فلاديمير فوليجوف"
ونكهة القهوة..

المرأة التي لا تريد الموت
لأنها تحب الوحدة كثيرا
ولم تقل لها بعد
ما تريد قوله
ولم تكتب بعد
روايتها الأولى
ولا تريد أن تغادر دون أثر
أينعت في الليل الأخير
ما قبل هبوب الملحْ
و ارتدت فستانا من الساتان
وقالت للريح التي تعكر صفو السلام:
أنا ابنة الغاب والسماء
والبتلاّت الشهية والأشجار العارية
والقمر الممتلىء شهوة
والتراب المحلّى بدمع العين
فكم في الهبوب ستقطف من وردة
أيها المزاج؟

المرأة التي لم تحتفل بعد
بميلادها المؤجل
بين يدي رجل
لا تريد الموت بسبب الكورونا
ولهذا تصرّ على اصطحاب المعقّم
في حقيبتها الصغيرة
وتحلم بالأقحوان والليلك
وجدرانٍ تسكنها الذكريات..

المرأة التي لم تحبل بعد
ما زالت تسأل عن شكل الأمومة
ولون القبلة الأولى على ثغر طفل
ورائحةِ يديه
وتدّعي أنها لا تغار من اللائي
يحملن أطفالا بين أيديهن..

المرأة التي لا تحب الأسئلة
تتهجى في عيني رجل ما
أبجدية الخذلان.
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

إن ابتداء الأبيات بالجملة الاسمية فيه قصدية فالجمل الاسمية تكون في الغالب ساكنة الدلالة تثبت الحالة القائمة في الواقع ، وترسخ المعاناة واتكأت الشاعرة على المزاوجة بين الفعل الماضي والمضارع لتؤكد على أن معاناة المرأة لم تكن حديثة الولادة وإنما لها علاقة بماض بعيد .

وختاما
كلمات أكثر من رائعة
والتوفيق للشاعرة
 
إن ابتداء الأبيات بالجملة الاسمية فيه قصدية فالجمل الاسمية تكون في الغالب ساكنة الدلالة تثبت الحالة القائمة في الواقع ، وترسخ المعاناة واتكأت الشاعرة على المزاوجة بين الفعل الماضي والمضارع لتؤكد على أن معاناة المرأة لم تكن حديثة الولادة وإنما لها علاقة بماض بعيد .

وختاما
كلمات أكثر من رائعة
والتوفيق للشاعرة

منقول رد الشاعرة أسماء رمرام

( الأستاذة الفاضلة والأديبة الأريبة ماجدة عبد السلام شعيب

تحية محبة وتقدير

أردت أن أكون كل النساء في هذا النص، تلك التي أغلقت نافذة الحزن الباذخ، والأخرى، التي تحب الوحدة والكتابة، و تلك التي تتخيل تفاصيل الأمومة، ومن تتهجى خذلان رجلها في عينيه، ومن لا تزال تحلم برجل يشعرها بأنوثتها. أشعر بألمهن، أعرف أحلامهن، أصافح أحاسيسهن، ولهذا كتبتهن جميعا وكأنني هن، في قصيدة واحدة، تختصر النساء. ومثلما قلت أستاذة، فإن معاناة المرأة في الحاضر شبيهة بمعاناتها في الماضي. ما تزال الاحتراقات ذاتها تدفعنا إلى الكتابة.. لعل الفكرة تصل.
شكرا لك أستاذة و أهلا وسهلا بك.

أسماء رمرام - شاعرة من الجزائر)
 
منقول رد الشاعرة أسماء رمرام

( الأستاذة الفاضلة والأديبة الأريبة ماجدة عبد السلام شعيب

تحية محبة وتقدير

أردت أن أكون كل النساء في هذا النص، تلك التي أغلقت نافذة الحزن الباذخ، والأخرى، التي تحب الوحدة والكتابة، و تلك التي تتخيل تفاصيل الأمومة، ومن تتهجى خذلان رجلها في عينيه، ومن لا تزال تحلم برجل يشعرها بأنوثتها. أشعر بألمهن، أعرف أحلامهن، أصافح أحاسيسهن، ولهذا كتبتهن جميعا وكأنني هن، في قصيدة واحدة، تختصر النساء. ومثلما قلت أستاذة، فإن معاناة المرأة في الحاضر شبيهة بمعاناتها في الماضي. ما تزال الاحتراقات ذاتها تدفعنا إلى الكتابة.. لعل الفكرة تصل.
شكرا لك أستاذة و أهلا وسهلا بك.

أسماء رمرام - شاعرة من الجزائر)
على الرحب والسعة
 
مساؤك سعيد أستاذة أسماء وجمعة مباركة
لقد جمعت في نصك هذا عدد من النسوة واختزال
همومهن وأحلامهن في الكثير الذي عبر عنه النزر
القليل.
تحية تليق بك وبإبداعك ودمت في رعاية الله وحفظه.
 
مساؤك سعيد أستاذة أسماء وجمعة مباركة
لقد جمعت في نصك هذا عدد من النسوة واختزال
همومهن وأحلامهن في الكثير الذي عبر عنه النزر
القليل.
تحية تليق بك وبإبداعك ودمت في رعاية الله وحفظه.


تحية وتقدير استاذ تواتيت نصر الدين
وبعد. سعيدة بقراءتك للنص أستاذ. دمت بخير وشكرا لك.

أسماء رمرام
 
نصٌ يتبرج ألماً أنثويا وحلماً نسويا، ويبرز مفاتن القصيدة كأجمل ما تكون غواية الكلمة الحسناء

تحية طيبة وتقدير الاديب محمد فائد البكري
وبعد. كل الشكر لك أستاذ على التفاعل مع النص. تقديري واحترامي.


أسماء رمرام
 
أعلى