مهند صلاح - شعب من صفيح

على تجاعيد المدن ؛
تنمو
حقول من الشعوب البرية ،
إنها شعوب
لا تحتاج
سوى لبعض الحروب
كي ترونها
تملأ مسافات أيامنا
بالكثير من الفراغ ؛
إنها
لا تتوقف عن إنتاج
محاصيل الموت ،
فالأوطان
بحاجة لرصيد كاف من الضحايا
قبل أن تلبس وجه الخسارات ؛
فلا منتصر هناك
الجميع خاسرون ،
و الرابح الوحيد
سيكون متكئا بكرشه
على فكرة تشبه ( كربلاء ) .
( لميعة )
جلست ذات رحيل
لتجد عينيها
ملتصقة
بالكثير من المنازل الشاهقة ؛
منازل
لمواطنين من الدرجة ( الأولى ) ؛
يتقنون النظر للفقراء
كي يشعرونهم بنشوة الإنتصار ؛
يسأل أحد الأطفال أمه
و هم يمرون من أمام
لميعة
و أبنائها
و الكثير من سلالتها ؛
- من هؤلاء ؟
فتجيبه أمه
و هي لا زالت تخفي بإتقان
أصولها الغجرية
عندما تعرفت على والده السارق
في ليلة حمراء
ليصبحوا بعدها
( تاج راس ) البلاد .
- لا تنظر لهم يا بني
إنهم
شعب النفايات ؛
كانت لميعة
تبني بيتا لأطفالها من الصفيح
و عندما إحتاجت
لبعض الأعمدة و الصفائح
لتكمل وطنها ؛
دست أبنائها في فم ( الوطن ) ،
لذلك
أصبحت بلا سقف
مع اول معركة في الموصل ؛
بينما
لا يزال ( إبن العاهرة )
ينظر لشعب الصفيح
من نافذتهم المظللة .
بينما يتساقط تمر شعوبنا
من نخيل ( الحسين ) ،
و لا يزال أبناء الصفيح
يخرجون من شقوق كربلاءاتهم
كلما مرت البلاد
بنوبة ( سبي ) .
في طابور ( مديرية التقاعد )
كانت لميعة
تطالب بمستحقات إبنها ( الشهيد )
الذي لم تحصل
سوى على ساقه مغلفة بالعلم العراقي ،
و عندما تقدمت لموظف الطلبات ؛
ضج منزعجا
و هو يقول
( هل أبتلينا بشهداء الحشد و القوات الأمنية ) .
نعم
إنه إبن ( القحبة )
الذي
بقي خلف شباك أبيه ( المجاهد )
ليصبح
مسؤولا
عن إهانة ( شعب الصفيح ) ...

تعليقات

أعلى